قبل 6 سنوات وبالتحديد يوم 13 أغسطس 2013، صدر قرار جمهورى بتعيين اللواء عبدالحميد الهجان، محافظًا لقنا، واستطاع رغم ميزانية المحافظة المحدودة أن ينجز الكثير فى مجالات عدة، وكانت هذه الإنجازات سببًا فى استمراره حوالى 6 حركات تنقلات للمحافظين.
لقبه البعض بـ «ابن الأكابر» و«العاشق» لأهالى قنا، من خلال مشاركة الأهالى أفراحهم وأحزانهم واشتهر بحضور المناسبات الاجتماعية، يقاتل من أجل إنهاء الخصومات الثأرية، ونجح فى إنهاء 112 خصومة ثأرية فى مختلف قرى ومراكز المحافظة، خلال فترة توليه المنصب، ويحاول دائمًا إنهاء الأزمات قبل حدوثها، مكتبه مفتوح للجميع، وعرف بزيارته للمصابين فى الحوادث المتكررة على الطرق الرئيسية بمحيط قنا، لا يكتفى بميزانية المحافظة، ولكنه يسعى بشتى الطرق لجذب المستثمرين وإقامة مصانع وشركات للقضاء على البطالة أو التخفيف منها.
«الهجان» ابن محافظة الجيزة، والمولود فى 13 يناير 1952، حاصل على ليسانس الحقوق ودبلوم العلوم الشرطية عام 1975، وبكالوريوس تجارة إدارة أعمال عام 1986، وعمل فور تخرجه ضابطًا بمديرية أمن القاهرة من 1975 حتى 1982، ثم تولى أمين عام هيئة الرقابة الإدارية، وبعدها محافظًا لقنا.
نجح «الهجان» فى رفع حجم الاستثمارات بالمحافظة، إلى نحو 14 مليار جنيه، كما استحوذت المحافظة على نصيب كبير من المشروعات القومية، وتم تنفيذ 7 آلاف وحدة سكنية، بتكلفة مليار جنيه، ومن أبرز مشروعاته ازدواج الطريق الصحراوى الغربى نجع حمادى – قنا، بعد أن كان يعرف بـ«طريق الموت»، نظرًا لكثرة الحوادث عليه، وإحلال وتجديد مستشفيات نجع حمادي، ودشنا، وأبوتشت، وتوصيل الغاز الطبيعي، ورصف طرق، والعمل على تنمية المناطق الصناعية فى نجع حمادى وقفط، وتطوير عشرات المناطق العشوائية، واستعادة عشرات الأفدنة من أراضى الدولة.
ورغم كل هذه النجاحات مازال أهالى قنا ينتظرون المزيد من المحافظ نظرًا لما تمتلكه المحافظة من إمكانيات هائلة، يمكن استثمارها لترفع من مستوى معيشتهم، فبلدنا قنا، هى محافظة زراعية، ذات إمكانات هائلة فى القطاعات التعدينية والصناعية والسياحية، تصل مساحتها إلى 10.798 كيلومتر مربع، ويسكنها ما يزيد عن 3 ملايين نسمة، وتبلغ المساحة المزروعة، نحو ألف فدان، فضلًا عن ألف فدان أخرى قابلة للزراعة، ويعتمد نظام الرى على الغمر، ويُعد قصب السكر من أهم المحاصيل التى يتم زراعتها بالمدينة، بل إن المحافظة تُعد الأكثر إنتاجًا للقصب على مستوى الشرق الأوسط، وتتركز الأنشطة الصناعية فى نجع حمادى وقفط وقوص، ومن أهم مجالات الاستثمار الصناعى فى المحافظة الصناعات الكيماوية والمعدنية والدوائية والأسمنت.
و«قنا» من البلدان الضاربة فى التاريخ، فكانت تسمى فى العصر الفرعونى «شابت» وعند الإغريق «كينيويوليس»، وفى العصر الرومانى «مكسيميات»، وفى العصر القبطى «قونه أو كونة»، وبعد الفتح الإسلامى سميت «أقني»، ومنه اشتق اسمها الحالى قنا.
ويتوسط المحافظة نهر النيل، الذى يساهم فى النشاط الزراعي، ومن جهة الشرق سلاسل جبال البحر الأحمر، وفى الغرب الصحراء الغربية، ونظرًا لوجود الصخور الجرانيتية يغير النهر مجراه فى قنا، مكونًا ما يعرف بثنية قنا، التى تميز جغرافية المحافظة، وفى نظر كثير من علماء البترول، يساعد ذلك على وجود كميات اقتصادية هائلة من الزيت الخام، وتحدها شمالًا محافظة سوهاج، وجنوبًا محافظة الأقصر، وشرقًا محافظة البحر الأحمر، وغربًا محافظة الوادى الجديد، وتضم قنا 9 مراكز منها «نجع حمادي» و«دشنا» و«فقط» و«قوص» و«نقادة».
وتذخر قنا بالأعلام سواء فى الدين أو السياسة أو شتى مجالات الحياة، فقد استقر بها السيد عبدالرحيم القنائي، ومن أبنائها الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشعراء عبدالرحمن الأبنودي، وأمل دنقل، وعبدالرحيم منصور، ومنها أيضًا اللواء منصور عيسوي، وزير الداخلية الأسبق، وحافظ بك الكلحي، القطب الوفدي، عضو مجلس النواب 1925، وأحمد فراج طايع، وزير الخارجية الأسبق، ومكرم عبيد السياسى الوفدى ووزير المالية بحكومة الوفد، وماهر مهران، وزير الصحة والسكان الأسبق، وعمر سليمان نائب الرئيس ورئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، وهارون باشا أبوسحلى، محافظ السويس عام 1927 ومدير أمن المنوفية عام 1932، وعلى بك إبراهيم الشيخ «عمدة حجازة»، سياسى بارز وعضو مجلس شورى النواب الأول فى عهد الخديوى إسماعيل 1866، وفهمى عمر، رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، والمهندس محمد محمود على حسن رئيس لجنة الإسكان الأسبق بمجلس الشعب.
وبمناسبة مرور 6 سنوات على ولاية «الهجان» يطالب أهالى قنا، بضرورة زيادة الاستثمارات الحكومية فى مجالات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، حيث بعض القرى بعدد من المراكز ما زالت تعانى من الانقطاعات المستمرة والمتكررة للمياه والكهرباء، ويجب إصلاح الطرق وافتتاح مشروعات بالتعاون مع القطاع الخاص لاستيعاب البطالة وتشغيل الشباب.