الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"خيري شلبي" جعل من الشارع منبرًا عالميًّا في رواياته

شيخ الحكائين خيري
شيخ الحكائين خيري شلبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

·       الجيار: "شلبي" رصد آلام المهمشين والبسطاء

·       هيثم الحاج: بث روح جديدة في السرد المصري

·       السلاموني: جعل من الشارع منبرًا عالميًّا في رواياته

·       زين العابدين: أعظم الحكائين في العالم العربي

في ذكرى ميلاد شيخ الحكائين الروائي الراحل خيري شلبي، لا نستطيع أن نقول أكثر مما قاله عنه وأكده الدكتور جابر عصفور، حينما قال: إن خيري شلبي، الأديب الكبير الراحل، كان يملك لغة شفاهية أقرب ما تكون للغته الروائية، ولا يباريه في ذلك سوى الراحل يوسف إدريس، كما اعتبر شلبي المهمشين شاغله الأكبر، أغنياء أو فقراء، يكتب عن قاع الريف والمدينة، ويخبرنا بمعاناة الناس هناك "بحرقة" من عانى مثلهم، وكان جسورًا ليس لديه تابوه في الكتابة يحرم من دخوله.


مضيفًا: أن من يقرأ لخيري عليه أن ينسى ما تعارف عليه المجتمع من السلم القيمي، وهو يشاهد شخصيات صنعها الكاتب بتلقائية وامتياز لتخرج من القراءة وأنت تتذكر تفاصيلها جيدًا، كما كان يفعل تولستوي الأديب الروسي الكبير.

أو ما قاله الناقد الدكتور حسين حمودة عن خيري شلبي، إنه يصل لمصاف الحكماء عبر حيوات البسطاء، وأنه لم يكن فقط ابنًا بارًا لسلالة "الحكي" القصصي والروائي المصري، التي كان من شاراتها الكبيرة محمود طاهر لاشين ويحيى حقي ثم يوسف إدريس بل أصبح شلبي أبًا كامل الأبوة في هذه السلالة.


وفي احتفاء "البوابة نيوز"، اليوم، بذكرى ميلاد الروائي الراحل خيري شلبي، قال الناقد الدكتور شريف الجيار، إن خيري شلبي كاتب من طراز نادر وكان يمثل مشروعًا إبداعيًا كبيرًا فقد بدأ شاعرًا، وله أبحاث في الأدب الشعبي، وهو أيضًا قاص وروائي كبير، وفي هذا الإطار يمكن أن نطلق عليه حكاء الرواية العربية، بما كان يمتلكه من حس سردي راق استطاع أن يفيد منه في رصد آلام المهمشين والبسطاء في واقعنا المصري.


مضيفًا: انتقل شلبي بهامش الواقع إلى متن النص الروائي لأنه استطاع أن يكتب عن مناطق مسكوت عنها، فدخل بنا إلى عالم المقابر كما نجد مثلًا في "صالح هيصة"، ونرى أيضًا اتجاهاته نحو القرية المصرية في روايته المهمة "اسطاسية".

وأكمل الجيار: يعد هذا الرجل واحدًا من الكتاب النوادر في مجال الواقعية السحرية؛ حيث إنه استطاع أن يستنطق الحيوان ويجعله ساردًا في غير رواية، ويحسب لخيري شلبي أيضًا أنه استطاع أن يرسم بقلمه نوعًا من البورتريه اللفظي، وظهر ذلك في مقالاته الصحفية التي كان يقدم فيها السمات الخاصة لمجموعة من الشخصيات في الإبداع والفن والسياسة.


أما الناقد د. هيثم الحاج علي، فقال إن خيري شلبي كان بحق أحد الحكائين العظماء وهو علامة مهمة في تاريخ الإبداع الروائي بمصر والعالم العربي، وقد استطاع بكتاباته المتنوعة أن يغطي مساحات كبيرة من المجتمع خاصة في هوامشه الحضرية وأيضًا في الريف.

وأضاف "الحاج علي" أن ما يميز أدب خيري شلبي أنه مع أبناء جيله استطاع أن يبث روحًا جديدة في السرد المصري بعد أن بدأ يخبو، ويمكن اعتبار هذا الجيل منحنى مهمًا في تاريخ السرد العربي عمومًا والمصري على وجه الخصوص لأنه استطاع أن يؤسس للمرتكزات التي استندت إليها الأجيال التالية.


أما الشاعر السعدني السلاموني، فقال إن خيري شلبي لا يمثل الرواية المصرية فقط، بل يمثل الرواية العالمية أيضًا لأنه ابن دولة الإنسانية، ووطنه الكون كله، حيث استطاع أن يعبر عن الإنسان من خلال فن لا مكان له في المؤسسات الرسمية الآن ألا وهو الشارع.

وأضاف السلاموني بمناسبة ذكرى ميلاد الكاتب خيري شلبي، لقد كان شلبي رئيس جمهورية الشارع واستطاع أن يعبر عنه بقوة مثلما عبر عنه كل الكبار كأمل دنقل ونجيب محفوظ وعبدالحميد الديب واستطاعوا أن يجعلوا من الشارع منبرًا عالميًا.

وتابع السلاموني: للأسف وعلى مر العصور يقود الساحة الثقافية والفنية أشباه المبدعين مثلما يحدث الآن وهو ما يؤدي إلى استبعاد ومطاردة وحصار هؤلاء العباقرة، إلا إنه وبعد الثورة آن الأوان أن يتم استبعاد هؤلاء القتلة ليعود الأفزاز لقيادة الدفة بعد استبعادهم خلال العقود الأخيرة.


وأكد الشاعر زين العابدين فؤاد أن الروائي الراحل خيري شلبي الذي حلت ذكرى ميلاده أول أمس الجمعة يعد أعظم الحكائين وهو فن مندثر.

وأضاف "فؤاد"، أن لشلبي خبرة واسعة بالتراث الشعبي الشفهي والمكتوب ولم يكن مجرد روائي فقط وإنما دارس وباحث في التراث، وقد قابلته في صدفة غريبة في اللقاء الإذاعي الأول لكل منها عام 1962 ببرنامج "كتابات جديدة".

وتابع، هذا البرنامج كان يجمع أربعة ضيوف، مبدعان شابان واثنان من النقاد، إضافة للمذيع، وقد كنت مع الناقد الراحل رجاء النقاش بينما كان شلبي مع الناقد الراحل أيضًا محمد مندور، ولذا فإن علاقتي بشلبي قديمة جدًا وأعتقد أن أعمال شلبي ستظل سجلاً للكثير من التفاصيل الصغيرة في حياتنا والتي تختفي الآن، بينما ستظل كتبه سجلًا لمثل هذه الأمور.