الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ملوك الجدعنة.. وحادث «معهد الأورام» الإرهابي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أشد المحن يظهر دائما معدن الشعب المصرى والعربى "مسلموه ومسيحيوه"، وظهر ذلك جليًا فى الحادث الإرهابى الغاشم الذى استهدف مدنيين أبرياء ومرضى آمنين ضعفاء، قبل أيام أمام المعهد القومى للأورام بالقاهرة، ففى تضامن مفرح، سارع عدد كبير من النواب والسياسيين ورجال الأعمال، والمسئولين والأشقاء العرب، فى التعبير عن غضبهم من الحادث البشع، وأعلنوا الوقوف صفًا واحدًا مع الضحايا، ومواجهة خطر الإرهاب، حيث أعلنوا عن تقديم تبرعات لإعادة بناء معهد الأورام، الذى تضرر نتيجة للتفجير الذى وقع فى محيطه، ووصلت التبرعات حسب بعض التقديرات إلى أكثر من ١٠٠ مليون جنيه.
وكعادته سارع الدكتور عبد الرحيم على، عضو مجلس النواب، بإعلان التضامن مع الضحايا وأسرهم، وافتتح باب التبرعات لإعادة ترميم الأضرار فى معهد الأورام، تحت شعار «تعالوا نحول المحنة إلى منحة»، معلنًا عن تبرعه بمبلغ ٥٠ ألف جنيه.. داعيًا رجال الأعمال بالتبرع للمعهد لتحويل تلك المحنة إلى منحة وتوصيل رسالة للإرهاب، وحلفائه بأن المصريين يد واحدة فى مواجهة الإرهاب.
ولم يكن غريبًا أن يعلن ولى عهد أبوظبى، الشيخ محمد بن زايد، التبرع بمبلغ ٥٠ مليون جنيه، لصالح المعهد القومى للأورام، فأبناء زايد يواصلون طريق الخير الذى بدأه منذ زمن طويل، كما أعلن الشيخ صقر القاسمى تكفله ببناء المبنى الخلفى لمعهد الأورام.
تلى ذلك إعلانات مشابهة من رجال أعمال كبار، وكذلك جمعيات خيرية، وأيضا المصريون بالخارج فضلا عن نجوم الفن والرياضة والمثقفين والكتاب، عن التبرع لصالح المعهد وضحايا الحادث الغادر. 
ولم يكن تضامن الشعب مع الضحايا، مقتصرا فقط على التبرع بالمال، فلقد شهدنا شهامة وبطولات للمصريين البسطاء جاءوا من كل أرجاء القاهرة الكبرى ليساعدوا فى إنقاذ المصابين ونقلهم مع أجهزة الدولة المختلفة للمستشفيات.. فالمصرى وقت المحن يستدعى إمكاناته وقدراته الخارقة، ويتحول لجندى شديد البأس يتحدى الصعاب، يصون الكرامة ويحفظ العرض.. ورأينا العشرات بل المئات من المواطنين يسارعون لمستشفى قصر العيني، ومستشفيات أخري، للتبرع بالدم لصالح «المصابين»،.
كما نجحت الحكومة، بكل أجهزتها فى هذا الاختبار الصعب فعلى الفور رفعت جميع أجهزة الدولة من استعداداتها لمواجهة تداعيات الحادث، فتم استدعاء الأساتذة والاستشاريين من كل التخصصات الطبية لإنقاذ المصابين، وانتقلت وزيرة الصحة لمعهد الأورام، لمتابعة الحادث عن قرب، وأعلنت الحكومة، بدء ترميم معهد الأورام، بل وتواجد رئيس الوزراء، المهندس مصطفى مدبولي، فى مكان الحدث، من أجل متابعة سير الأحداث، كما تفقد مكان الحادث الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة.. وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعى، أنه سيتم صرف ١٠٠ ألف جنيه لأسرة كل شهيد فى حادث معهد الأورام، وصرف ١٠٠ ألف جنيه للمصاب بعجز كلي، و٥٠ ألف جنيه لمن يتطلب علاجه مدة طويلة بالمستشفى، و٥ آلاف جنيه لمن يمكث ٧٢ ساعة فى المستشفى، كما قررت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن، تخصيص مبلغ ٥ ملايين جنيه من موازنة بنك ناصر الاجتماعي، للمساهمة فى إعادة ترميم معهد الأورام وإعادة تشغيله بكامل طاقته، كما تعاملت وزارة الداخلية، باحترافية شديدة مع الحادث، حيث استطاعت الخروج للرأى العام بمعلومات عن الحادث وكشفت ملابساته فى أسرع وقت ممكن،.. وكعادتها سارعت شركة «المقاولون العرب» بتكليف من رئيس الوزراء، بسرعة الانتهاء من إصلاح التلفيات بالمعهد التى نتجت عن الحادث.
وأشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتضامن الجميع سواء الأشقاء العرب أو المصريين مع الدولة فى الحادث الإرهابى قائلا: «ما أجمل حسن التكاتف والتكافل فى مواجهة قبح تأثير الإرهاب، وأنا أرى تسارع وتسابق وتضامن الجميع سواء من أشقائنا العرب أو أهل بلدنا المصريين فى تقديم ما يستطيعونه لتجاوز ما خلفه الإرهاب الغاشم من خراب ودمار».
ورغم بشاعة الحادث، فقد نجح الشعب المصري، فى توجيه رسالة للعالم أجمع بأنه متماسك وصامد ضد الإرهاب، وأنه يملك معدنًا أصيلاً لا يظهر إلا فى الظروف الصعبة، رحم الله الشهداء، وأنعم على المصابين بالشفاء العاجل، وألهم ذويهم الصبر والسلوان، وحمى مصر وأرض العروبة من غدر الإرهاب والإرهابيين.