الأحد 13 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"وحدة المحنة تجمع إيزيس بالعدرا والسيدة زينب".. في معرض الكتاب

معرض الكتاب
معرض الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عبر رحلته الممتدة قدم الأب جورج قنواني، الكثير والكثير للفكر العربي، كان راهبا خدم العلم والإنسانية وبقيت أعماله شاهدة على أثره.
وفي ندوة مكتبة الأسرة أمس التي ناقشت كتاب "المسيحية في الحضارة العربية" للكاتب الأب جورج قنواني، لفت الكاتب الصحفي أحمد الجمّال إلى أن قنواني لم يكن مجرد راهب زاهد يسقي جسده بالعطش ويطعمه الجوع، وينفر من الناس ويهب نفسه للعبادة، ولكنه آمن بأن الجسد الإنساني باستطاعته أن يقدم للمجتمع ما يفيده، فاتجه إلى العلم في مجالات مختلفة وقدم الكثير من الدراسات.
وقرأ من تمهيد الكتاب ما ذكره الأب جورج قنواني: وجهت القسط الأكبر من دراساتي إلى اللاهوت وتتبعت أثره، وبموجب دراساتي الصيدلية والفلسفية ومصادر عديدة اكتشفت أن العلم والفلسفة واللاهوت هم خليط للرهبنة. 
وتطرق الجمال إلى حياة المصريين المتصلة بخبرتهم في التضفير، وضرب مثالا بضفيرة الخوص التي يصنع منها المقاطف.
وقال: إن المصريين يضفرون في وجدانهم، إيزيس التي أنجبت معنويا حورس، والعدرا التي أنجبت المسيح، والسيدة زينب جمع ثلاثتهن وحدة المحنة، فإيزيس حين رأت ما حدث لأوزوريس وتقطيعه راحت لتجمع أشلاءه وتحمل حملا معنويا بحورس، وكذلك العدرا شاهدت ابنها يصلب، والسيدة زينب ما حدث للحسين في كربلاء والمذبحة التي تعرض لها آل البيت. 
وأضاف بأن هذا الشعب يضفر الخمسة وخميسة وهم خمس أسر مقدسة: سيدنا إبراهيم، وسيدنا يعقوب، وسيدنا موسى والمسيحية وآل البيت، بينما يختص المصرين الأسرة المسيحية بالخميسة ويأتي أبونا جورج شحاته ليصنع ضفيرة متميزة مع مفكر آخر اسمه الدكتور محمد خلف الله، وهو صاحب "القصص القرآني" الذي طلب منه كتابة بحث لخدمة العروبة العزيزة على حد وصف جورج شحاته.
ونستطيع تمييز الضفيرة: "خلف الله" تخصص في القصص القراني وتم تكفيره، والإثنان يتحدثان في أثر المسيحية، ثم يشير جورج إلى ما وصفه بالعروبة العزيزة. 
ومصر القديمة أثرت على ما حولها من دول بالحوض الحضاري، عبدنا إيزيس والجزيرة العربية تأثرت بمصر وعبدت اللات والعزى وإيزيس هي العزى! 
وهذه الضفيرة مع شحاته وخلف الله يحاول البعض حرماننا منها إما بدعاوى إقليمية أو غيرها من الدعوات التي لا تصب في خدمة الإنسانية. 
والكتاب يتكون من جزين، الجزء الأول من خمسة أبواب، والباب الأول من 4 فصول، وداخل كل فصل أقسام والكتاب رخيص بـ6 جنيهات، ويستطيع القارئ الحصول عليه بسهولة من مكتبة الأسرة. 
يرفض الجمال أن يخوض في تفاصيل الكتاب لأنه شديد الغزارة ويصعب الحديث حوله أو تناول محتواه في عرض واحد وقال: لن اقوم بتلخيصه، ولكني فقط اقترب منه من خلال الملاحظات النقدية والتعريف بالكاتب والضفيرة المصرية.
وفي الختام وأقول إننا الآن في منعطف خطير ومثل هذه النماذج كخلف الله وجورج يحب أن تببعث من جديد عبر الإرادة الاجتماعية والعمل والعلم. 
بينما قال الدكتور إكرام لمعي، القس الانجيلي والأستاذ بكلية اللاهوت، إن علاقة المسيحية بالحضارة العربية تثير قضية نحن في أمس الحاجة إليها، وهي قضية الحوار الإسلامي المسيحي المفتقد هذه الأيام، وهناك مدرستان في الحوار: الأولى مدرسة المنولوج وهي كلمة لاتينين من مقطعين "شخص وكلام"، والثانية ديالوج أي شخصين يتحدثان.
الأولى تفترض وجود الآخر وتضع تصورا للمسلم عن المسيحي من هو من وكيف يفكر وكيف يرد عليه، وكذلك تصور للمسيحي عن المسلم بنفس الصورة.
وهذه المدرسة نطلق عليها حوار الطرشان ولا يحدث بداخلها حوار حقيقي على أرض الواقع، وأصحاب هذه المدرسة يعطون أصحابهم الحق في تفسير الكتب السماوية دون حساب للأشخاص الذين يؤمنون بهذه الكتب والنفاذ إلى نقاط ضعف يمكن من خلالها استخراج بعض الآيات وتفسيرها وفق الأهواء الشخصية. 
وما يحدث إننا حين نقول بأننا نعترف بهذا الجزء فلا يجب تفسيره بطريقة شخصية، وإما أن يؤخذ كله أو يترك كله وغير ذلك يدل على قصور في الناحية الفكرية.
أما مدرسة الديالوج، فيؤمنون بأن كل أصحاب دين هم الذين لهم الحق في تفسير كتبهم السماوية، والحوار لابد أن يكون موضوعيا والشخص يعرض وجهة نظره باحترام كامل للآخر وكذا تفسيره للمقدس.
وبعد ذلك يحدث أن المجموعة المتحاورة تحاول إيجاد أرضية مشتركة تقف عليها جميعا ونقاط مشتركة، نقف فيها متساوون أمام الله مع احتفاظ كل شخص بحسب بفكره.
والأب شحاته اختار هذه المدرسة سنة 83 ودعا ورج إلى حوار بين الطوائف المسيحية، وهو حوار يضم من الأرثوزوكس وفيهم الأب أمين فهيم والانبا يوحنا والقس صمويل. 
وفي هذا الحوار المسيحي المسيحي تقاربنا وبحثنا عن أرضية مشتركة، وكان قنواني يقود الحوار بالحب والموضوعية العلمية، وبالتالي مدرسة الديالوج صالحة للعمل مع مجموعات صغير مع إتباع القواعد.
وأول جزء من الكتاب قدم الفكر المسيحي اللاهوتي في عمقه وبساطته، ولخص الفكرة في مصطلح ملكوت الله وأي شخص يقبل المسيح يدخل ملكوت الله، وهي فكرة صحيحة يمكن فهمها بعيدا عن التعقيدات، ثم قدم للشترك بين المسيحية والإسلام. 
فالمسيحة والإسلام يؤمنان بإله واحد لا شريك، وله في الإسلام يقولون إن الله حي قيوم، ومحب للبشر وعليم بكل شئو الله رحيم والله صمد مجيد والله يرسل الأنبياء على طول الزمان والمسيحيون والمسلمين يؤمنون بذيك.. والله يحيى الموتى ويدين البشر وعباد الله يقومون بالطقوس والفرائض مل الصوم والصلاة والزكاة.
والإنسان في المسيحية وكيل الله وفي الإسلام خليفة الله والكلمتان متطابقتان.
وبينما جميع الطوائف المسيحية وهو ما نفتقده بشدة اللاهوتين المسيحيين يتحدثون عن الطوئف المختلفة، بأنها تمثل الهرطقة والمسلمين يطلقون على من يختلف معهم بالزنادقة، وتحدث جورج عن اليعاقبة والناسطرة ولم يذكر انهم هراطقة لأنه رجل حوار ولذلك وضع فكرهم، كما هو مع احترامه للناس. 
وتكلم عن المسيحية ووجودها في الجزيرة العربية في سفر أعمال الرسل في يوم اسمه يوم الخمسين كان هناك عرب وقبلوا الدين المسيحي، وتحدث عن التراث اليوناني الروماني، وكيف انتقل من السوريان إلى العرب ودور الترجمة والأديرة التي ليست هي مجرد مكان للتعبد.
وضرب مثالا بدير الأب متى المسكين بمكتبتة الضخمة والرهبان الذي فيه منكبين على الدراسة وإنتاج العلم، وهو نموزج لم يرى وكان موجود في الجزيرة العربية وتخرج فيه ورقة بن نوفل وقس بن ساعدة، وهم رهبان يتعلمون ويعلمون ويتعموقون في علوم الفلك والطبيعة والكيمياء.