كشفت دراسة طبية حديثة قام بها باحثو كلية ترينيتي في دبلن، بالتعاون مع مستشفى سانت جيمس عن دور الخلايا المناعية للجسم وتاثيرها على الصحة العامة وفقا لما نشرتة مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences حول سلوك ووظيفة الاستقلاب لخلايا مناعية قاتلة طبيعية في الرئتين (غير معروفة إلى حد كبير رغم أهميتها).
تعد الرئة البشرية بيئة منخفضة الغلوكوز ولكن أثناء العدوى يصبح الغلوكوز متاحا بشكل أكبر مما يتيح للخلايا المناعية امتصاصه بسرعة واستخدامه لمحاربة العدوى كما تعد هذه الخلايا جزءا مهما من الدفاع المناعي الأولي في الجسم وتعرف الخلايا القاتلة الطبيعية التي تعيش لفترات طويلة في الرئة أو في أعضاء أخرى باسم الخلايا المقيمة في الأنسجة وحتى الآن لم تكن الوظيفة الأيضية لهذه الخلايا في الرئة مفهومة بشكل كاف.
وأظهر الباحثون لأول مرة أن الخلايا القاتلة الطبيعية في أنسجة الرئة تتميز عن نظيراتها في الدم من حيث سلوكها الأيضي حيث تظهر استعدادا أكبر للاستجابة السريعة لزيادة مستوى الغلوكوز في البيئة ما يعزز قدرتها على توليد الطاقة اللازمة لدعم استجابة مناعية فعالة.
وتمتاز الخلايا القاتلة الطبيعية في الرئة بقدرة أعلى على تحلل الغلوكوز مقارنة بنظيراتها ما يتيح لها توفير الطاقة والنواتج الأيضية الضرورية بشكل أكثر كفاءة.
ويفتح فهم هذه الخصائص الأيضية الباب لدراسات جديدة حول كيفية معالجة الخلايا القاتلة الطبيعية الفاسدة في أمراض الجهاز التنفسي ما يجعل النشاط الأيضي هدفا محتملا للعلاجات المناعية في حالات مثل السرطان والالتهابات المزمنة.
وأشار الباحثون إلى استعداد الخلايا القاتلة الطبيعية في الرئة لتنشيط مساراتها الأيضية حتى قبل حدوث العدوى وهذا الاستعداد يجعلها فعالة في بيئتها ما قد يتيح استهدافها بتدخلات علاجية جديدة.