أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف السابق، أن ارتداء ملابس الإحرام غير المخيطة يكون لوقت قصير.
لافتًا إلى أنه في العمرة لبضع ساعات،حيث يكون من الميقات الذي يحرم منه المعتمر أو من بيته قبيل السفر، وينتهي بانتهاء الطواف حول الكعبة سبعة أشواط،والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضا، حيث يقصر أو يحلق وبعد ذلك يخلع ملابس الإحرام، ويبقى الحاج متمتعا بملابسه العادية وتصرفاته المعتادة كما لو كان في بلده إلى يوم التروية الذي يسبق يوم عرفة فيلبس ملابس الإحرام من جديد يوم الثامن ويوم التاسع حيث يقف بعرفة ويوم العيد (النحر) بعد رمي جمرة العقبة وطواف الإفاضة وذبح الهدي مالم يكن دفع ثمنه والحلق أو التقصير تنتهي مهمة ملابس الإحرام بشكل نهائي.
وتابع "شومان" عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، لا يبقى إلا رمي الجمرات في يومين أو ثلاثة بملابسه العادية، وهذا يعني أن ارتداء ملابس الإحرام للعمرة لمدة يوم أو بعض يوم وفي الحج ليومين وبعض يوم، ولذا لا ينبغي لحاج أو معتمر ترك ارتداء ملابس الإحرام لغير عذر، حيث إن ارتداء ملابس الإحرام غير المخيطة واجب على الرجال، وتارك الواجب يأثم شرعا، أما إن كان الترك لعذر كما لو كان الحاج ممن يعملون وظروف عملهم لا تسمح لهم بارتداء ملابس الإحرام أو كان به مرض يمنعه من ذلك فالعمرة صحيحة مع وجوب الفدية،وكذا لو كان تركها في الحج، ومن تركها عمدا بلا عذر فقد أساء بترك الواجب حتى لو أخرج الفدية، ولذا نلحظ أن كتاب الله حين تحدث عن مخالفة واجب من واجبات الإحرام قرنها بالعذر ولم يجعل تركها اختيارا: (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) أي من كان به مرض لا يناسبه ارتداء ملابس الإحرام أو احتاج لتغطية رأسه لمرض به لايقوى معه على تحمل حرارة الشمس أو احتاج لقص شعر رأسه لمرض وهو محرم فعليه الفدية، وهذا يدل على أهمية ارتداء ملابس الإحرام والتحذير من تركها لأنه حتى مع وجود العذر وجبت الفدية مع ما هو معلوم من سقوط الإثم وعدم وجوب شيء في حال العذر القاهر بشكل عام كما في الخطأ والنسيان والإكراه: "رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" فكون العذر لم يسقط الفدية في حال ترك ملابس الإحرام يدل على الأهمية القصوى لارتدائه، وكذلك فإن ترك ارتداء ملابس الإحرام إذا تفشى بين الحجيج أفقد الحج والعمرة حكمة أرادها الشرع وهو تذكر وقفة الحساب بعد البعث من القبور، وحكمة التذكير بتساوى الناس وعدم الفرق بين الحاكم والمحكوم والغني والفقير والقوي والضعيف....اللهم بلغت، حج مبرور.