الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مواقف كادت تقضي على مسيرة حليم الفنية.. و"عبدالناصر" ينحاز لصوت العندليب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن الأمور لم تكن على ما يرام بين قطبي الفن: كوكب الشرق أم كلثوم وفنان الشعب عبدالحليم حافظ، لكنها تصاعدت حدتها في العام 1964 حين جمع حفل الاحتفال بالثورة بينهما، وساعتها ذهب إليها حليم يطلب منها أن يغني فقرته بعد الوصلة الأولى لها، لأنه إذا صعد للمسرح بعد وصلتي الست ثومة فإن الجمهور سينام ولن يستمتع بغنائه، فطلب منها أن تبدأ الحفل بوصلة وتختتم الحفل بالوصلة الثانية بينما هو يغني في المنتصف، لكن الست أك كلثوم لم تتعاطف أبدا مع طرح حليم، رفضت طلبه، وتعللت أنها لا تحب السهر وتريد أن تنتهي من الوصلتين حتى تستريح.
أحس حليم بالضيق، وراح يراقب غناء أم كلثوم من وراء الكواليس، كانت ثومة تغني مقاطعها وتعيدها وترددها أكثر من مرة، هل قررت أن تغيظه أكثر وأكثر، ولما بدأت الوصلة الأخرى فعلت أيضا ترديد المقاطع وتكرارها ومدها حتى انتهت من الوصلة في الساعة الواحدة والنصف صباحًا، وعندما صعد حليم للمسرح لم يرد أن يبدأ بالغناء قبل أن يقول كلمة يعبر فيها عما يختلج داخل صدره فقال إنه لا يعرف هل الغناء بعد السيدة أم كلثوم شرف كبير أم مقلب؟ ثم وجه التحية لرجال الجيش والشعب وللرئيس جمال عبدالناصر في ذكرى ثورة يوليو المجيدة.
أثارت الكلمات غضب أم كلثوم، وانفعلت للغاية متسائلة: كيف تجرأ حليم على مثل هذا الكلام؟، وقد أغضبت الكلمات بدورها بعض رجال مجلس قيادة الثورة، وكادت كلماته تلك أن تقضي على مسيرته الفنية، وقيل إن المشير عبدالحكيم عامر وقتها قرر ألا تكون هناك حفلة تجمع بينهما وأن تنفرد أم كلثوم وحدها بإحياء حفل عيد الثورة، وطلب الجميع من حليم الاعتذار لأم كلثوم، واعتذر لها حليم بالفعل بعد مدة عن كلامه آنذاك في الحفلة وذكر أجواء ذلك الاعتذار في مقال كتبه حليم في مجلة "الموعد" بعنوان "ذكرياتي مع أم كلثوم" إلا أن تلك الأجواء توحي بما يدور داخل أم كلثوم التي لم تكن راضية بالقدر الكافي عن حليم وعن جرأته ضدها أمام الإذاعة والتلفزيون والجمهور كله.
تدخل الرئيس جمال عبد الناصر آنذاك، ودخل في خط المواجهة، ربما كان "ناصر" يرفض أن يتدخل رجال مجلس قيادة الثورة في خلاف نشب بين فنانين على أية حال، لكنه شعر بما يتعرض له حليم، وما تتعرض له مسيرته الفنية، فقرر أن ينفرد حليم أيضا بإحياء حفل 26 يوليو في الإسكندرية في أعياد الثورة بمناسبة رحيل الملك.
وظل حليم يتمتع بمسيرته الفنية لوقوف الزعيم إلى جانبه، وظل أيضا الخلاف قائمًا لكنه ربما كانت آخر حلقاته في حفل خطبة ابنة الرئيس السادات في العام 1970 عندما قابلها حليم مجددا ليصافحها ويقبل يدها بينما هي تعلق قائلة: أنت عقلت ولا لسه؟"
ولم يكن هذا الموقف هو الوحيد مع حليم، فالفنان الشاب أقدم على تقديم أغنية "حكاية شعب" التي كتبها الشاعر أحمد شفيق كامل، ولحن الأغنية الملحن كمال الطويل، وعندما تم تقديمها على المسرح بحضور الرئيس جمال عبد الناصر الذي لم يكن لديه علم بكلمات الأغنية التي تقول: "صرخة اطلقها جمال.. احنا أممنا القنال.. احنا أممنا القنال.. احنا أممنا القنال.. ضربة كانت من معلم.. خلى الاستعمار يسلم.. والحصار الاقتصادي.. برضه ماذلش بلادى"، فقد تخوف الشاعر "شفيق" وأيضا حليم من كلمة "معلم" التي يقصدون بها الزعيم الكبير، لكن المفاجأة أن الكل راح يراقب رد فعل عبد الناصر عندما يطلقها عبد الحليم مغنيًا بها، وكانت المفاجأة أن عبد الناصر لم ينزعج بل ابتسم للغاية من الكلمة وتقبلها ببهجة لم تكن في المتوقع، مما يظهر أيضا مدى اتساع صدره لتقبل أبناء الشعب الذي ثار وناضل من أجلهم وهم يعبرون عن حبهم له بكلماتهم الدراجة.