عاطف سالم، مخرج مصري راحل، أثرى مكتبة السينما المصرية بالعديد من الأفلام الهامة حاجزًا لنفسه مقعدًا وسط عمالقة الإخراج، أفلامه لا تزال محفورة في وجدان الجمهور إلى الأن خاصة وانها لمست هموم الأسرة المصرية ومعانتها، وبمناسبة الذكرى الـ98 لميلاده نرصد أهم محطاته السينمائية.
ولد المخرج عاطف سالم فى 23 يوليو 1921 فى مدينة الأبيض بالسودان لأب وأم مصريين، وبدأ حياته الفنية ممثلًا فى فيلم "ماجدة"، ثم عمل مساعد مخرج للعديد من المخرجين، حتى أخرج أول أفلامه عام 1953 بعنوان "الحرمان"، الذي يعتبر من التجارب السينمائية السيكولوجية التي بشرت بميلاد مخرج استثنائي.
نشط "سالم" سينمائيًا خلال فترة الخمسينيات وقدم باقة من الأفلام الهامة في تاريخ السينما المصرية ذات البعد الإجتماعي منها فيلم الجريمة الشهير "جعلونى مجرما" وناقش الظروف التي يعانيها الأطفال داخل الإصلاحيات، وكان للفيلم رد فعل قوي من جانب الدولة حيث قامت على إثره برفع السابقة الأولى من الصحيفة الجنائية، كما ناقش مشاكل الشباب بفيلم "إحنا التلامذة" الذي اعطي صورة صادقة عن هذا العالم المعقد.
ونالت أفلام الأسرة نصيب الأسد من سينما عاطف سالم، أهمها فيلم "أم العروسة"، الذى يحكى عن رب أسرة مصرية كبيرة، يعانى من مشاكل تدبير تكاليف زيجة ابنته الكبرى، فيقرر اختلاس مبلغ من عهدته المالية فى الشركة التى يعمل بها بنية رده فيما بعد، وفى إطار ذلك يتعرض الفيلم للحياة الاجتماعية للأسرة المصرية فى ذلك الوقت. كذلك فيلم "الحفيد"، الذى يُعد إستكمالا لأحداث "أم العروسة"، ويعتبر أحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية، وأستعرض الفيلم الصعوبات التى يلاقيها الأهل فى تحمل أعباء أولادهم.
أخرج عاطف سالم ما يزيد على 100 فيلمًا، كما حصل على العديد من الجوائز والتكريمات أبرزهم جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة في عام 1999. وتوفى في 30 يوليو من عام 2002، عن عمر يناهز 81 عامًا بإحدى المستشفيات عقب تعرضه لغيبوبة نتيجة ارتفاع مفاجئ في معدل السكر في الدم وجلطة في المخ.
