• فرضت مباراة نهائى مسابقة البطولة الأفريقية لكرة القدم بين فريقى السنغال والجزائر صراعًا غريبًا فى غير موضعة بين الهويتين العربية والإسلامية من ناحية وبين العربية والأفريقية من ناحية أخرى!!
• وهذا غريب وشاذ ومرضى ويجب مراجعته بعدما دخلنا فيما بيننا إلى صراع هوياتى ضخم فى غير موضعة ورحنا ندخل إلى معارك لا علاقة لها بكرة القدم أو اللعب أو المتعة
• وتم طرح السؤال التصنيفى الإقصائى التفتيشى فى النوايا، هتشجع مين فى النهائي....الجزائر أم السنغال؟!
• وتم استدعاء واستدخال أشياء عجيبة لا علاقة لها باللعب فى الموضوع وغريبة مثل، أن الجزائر وقفت معنا فى حرب أكتوبر، والسنغال مسلمون زينا!!، والجزائر عرب زينا وعضو معنا فى الجامعة العربية!! والسنغال أفريقية زينا وعضو معنا فى الاتحاد الأفريقي!! ونحن عرب ويجب أن نشجع العرب!! ونحن أفارقة ويجب أن نشجع الأفارقة!!، والشعب الجزائرى يكره مصر!! والسنغال ناس طيبين!! والجزائريون ليسوا من أصول عربية بل أمازيغ ومن أصول أفريقية ونحن أفارقة!!..... وهكذا.... إلخ
• ارتهنت الكرة للسياسة وارتهنت المتعة للقضايا الوطنية الكبرى والمواقف السياسية الإقليمية، وتم الربط بين المتعة والهوية وبين المتعة والسياسة وبين المتعة والقضايا المصيرية الكبرى ودخلنا إلى عداء وهمى واتخذنا مواقف وهمية حرمتنا من المتعة والاستمتاع باللعب!!
• ورحنا نصطف قبل المباراة أصلا وقبل اللعب أصلا وننتظم فى معارك وهمية غريبة وشاذة على السوشيال ميديا وعبر وسائلها ورفعت شعارات استباقية وأخذت مواقف استباقية عجيبة وغريبة وغير مفهومة وغير مبررة وقبل اللعب أصلا «قلبى مع الجزائر» «أنا مع السنغال» «أنا مع الجزائر» و«أنا مع السنغال».
«الفوز إن شاء الله للجزائر»...... إلخ.
• وصار فرضا علىَّ كمواطن مصرى وعربى أن أشجع الجزائر قبل أن تلعب أصلا، وإلا أكون خائنا للقضايا العربية وضاربًا عرض الحائط بالقضايا المصيرية وبالوحدة العربية وبالقومية العربية التى هى من ثوابتنا الناصرية الوطنية المقدسة!!
• وصار واجبًا علىَّ أن اصطف مع العرب وأن ألتزم بأفكار البعثيين العرب وأن أكون وفيا لأفكار الزعيم جمال عبدالناصر ومن قبله كل البعثيين العرب فى سوريا والعراق الشقيق وفى مقدمتهم ميشيل عفلق وصلاح البيطار وأن أقف مع العرب حيث كانوا وأينما وجدوا وأن أناصرهم على طول الخط حتى وهم يلعبون كرة القدم؟!
• من ناحية أخرى راح الأخرون على سبيل التمرد والمعاندة والمشاكسة والإحساس بالذات والمغايرة والولع بالاختلاف والفردانية ورفض الوصاية يرفعون شعارات مثل «أنا حر وسأشجع السنغال»؟! وهذا أيضا غريب فقد قرروا قبل أن تلعب السنغال أصلا وقبل المباراة وقبل أن يروا أى أداء لفريق السنغال الوطني؟!
• وأصبح الجميع جاهزون ومصطفون والحرب حامية وحتمية والمواقف الاستباقية الجاهزة معدة سلفًا، ولا أحد يعرف بعد من سيلعب أفضل؟! ومن سيكون الأحسن والأروع؟!
من سيمتعنا أكثر؟! ومن سيستحق الفوز؟!
ومن سيفوز بالمبارة؟! ومن سيحصل على الكأس الأفريقية؟! من سيكون أداؤه سيئًا أو هشًا أو غير ممتع أو عشوائى أو هزلى أو مضيع للفرص ومرتبك؟!!!
• لا أحد يعرف ولا أحد ينتظر ولا أحد يتحرر من أوهام الهوية والتفكير الأيديولوجى الطاغى.
• ووقفت قلة أيديولوجية حائرة بين انتمائنا العربى وانتمائنا الأفريقى ومرتبكة ولا تعرف من تشجع ومع من تقف؟!
• حيث كشف هذا الأسلوب من تفكيرنا عيبًا جديدًا نستطيع أن نرصدة وأن نضيف إلى عيوبنا الفكرية العديدة والفجة عيبًا جديدًا.
• وفى مقام الكرة واللعب والمتعة والمنافسة نحن نستمتع ونستمتع وفقط.
• نحن نشجع اللعبة الحلوة والهدف الجميل وفقط ونستمتع ولا نفكر ولا ننشغل بغير المتعة، دون أن نربط ذلك أبدا بالقضايا الكبرى كالهوية.
• وقد يعجبنى لاعب جزائرى محترف وفى نفس الوقت يشدنى أداء آخر سنغالى عالمى وهكذا.
• فى النهاية أحاول أن أستمتع وأستمتع دون ربط ذلك بالقضايا الكبرى المصيرية كالهوية وغيرها، سواء كانت عربية أو أفريقية أو إسلامية.
• عندما نلعب نسقط كل الأشياء، لا يهمنى دين أو لون أو جنس أو عرق، يهمنى أنك جميل.
وممتع وبتلعب حلو.
• عندما نلعب نستمتع وتسقط كل الأيديولوجيات الناصرية والإسلاموية وغيرها.
• عندما نلعب نستمتع ونستمتع وتغيب كل الأبعاد فلا عروبة ولا إسلام ولا غيره.....إحنا بنلعب.