الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

رياض محرز.. مسيرة بطل بدأت من حي الاضطرابات في باريس

رياض محرز
رياض محرز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وراء كل نجم قصة كفاح، تبدأ من المعاناة حتى التألق، ويستعين بها فى أوقات أفراحه وأحزانه لاستكمال مشوار التوهج والوصول للعالمية، وتبقى حكاية الجزائرى رياض محرز، نجم مانشستر سيتى الإنجليزى، مليئة بالإثارة والمحطات المهمة حتى وصل إلى عالم المشاهير. 
محرز خطف الأنظار خلال السنوات الماضية بفضل قدراته ومهاراته الفنية الكبيرة، وأسعد الملايين فى الوطن العربى، بعدما قاد منتخب بلاده للتأهل لنهائى كأس أمم أفريقيا للمرة الأولى منذ 29 عامًا.
سجل محرز هدف فوز الجزائر على نيجيريا، بنصف نهائى كأس الأمم، بعد تنفيذ ولا أروع لركلة ثابتة سددها بكل قوة فى الدقيقة الخامسة من الوقت الضائع للمباراة، ليمنح بلد المليون شهيد بطاقة العبور لنهائى العرس الأفريقى للمرة الثالثة فى التاريخ. 
مشوار محرز للتألق فى عالم الساحرة المستديرة، لم يكن مفروشًا بالورود، حيث نشأ فى حى سارسيل، وهو الذى يبعُد 10 أميال عن شمال العاصمة الفرنسية باريس، ويعد هذا الحى من أخطر الأحياء فى باريس بسبب الاضطرابات والجرائم العرقية والدينية لكثرة الفئات الدينية سواء من اليهود أو المسلمين.
ووسط تلك الأجواء المضطربة اكتشف والد رياض موهبته، وعمل على تطويرها حتى التحق بنادى إى إى إس سارسيل عام 2004، وهو نادٍ يلعب فى دورى باريس المحلى، وخلال مسيرته مع النادى تلقى نجم سيتى صدمة قوية، بوفاة والده وهو فى عمر الـ15، وجاءت وفاة والده بسبب مضاعفات صحية بعد عملية جراحية فى القلب، وعلق محرز على فقدان والده قائلًا: «لا أعلم ماذا حدث لى فعلًا بعد وفاة والدى ولكننى شعُرت بأن الأمور أصبحت جدية وأن الحياة قصيرة ويجب أن أتقدم وأعمل بجهد حتى أصل لحلمى».
وبعد تألقه بقميص سارسيل، انتقل محرز فى عام 2009، إلى نادى كيمبيه، الذى يقع فى مدينة كيمبيه، التى تعد من أكثر المناطق الممطرة فى فرنسا، وتقع على بعد 350 ميلا غرب المدينة،، وفى بداية مشواره مع النادى كادت الصفقة أن تتعطل، بسبب عدم وجود ما يكفى من المال، وبحسب كريستوف مارشاند، الصحفى الفرنسى الذى يغطى أخبار كيمبيه، فقد «أجهش رياض بالبكاء وهو يتحدث إلى والدته عبر الهاتف، ورأى رئيس النادى الموقف، ووقع له عقدا بعد 24 ساعة، ربما ما كان حصل على العقد إن لم يكن له رد الفعل هذا، لم يكن رياض معروفا منذ ست سنوات، لكن الآن أصبحت له عبقريته». 
وانتقل محرز لهذا النادى، بتوصية من محمد كوليبالى مدربه فى فترة الشباب والذى قال: إن محرز لديه شخصية اللاعبين الكبار وهذا أهم من أى مهارة يحتاجها اللاعب، وأثناء وجود محرز فى كيبيه، وبعد تألقه مع كيمبيه تلقى محرز عروضا من أندية باريس سان جيرمان، ومارسيليا، لكنه انتقل إلى نادى لو هافر على ساحل نورماندى، وكان رياض يبلغ 19 عاما عندما انضم إلى لو هافر عام 2019.
واستمر محرز مع الفريق الثانى فى لوهافر حتى عام 2013 وخلال هذه الفترة سجل 24 هدفا فى 60 مباراة وهو ما لفت أنظار ناديى مارسيليا وموناكو لمتابعته خلال هذه الفترة للتعاقد معه ولكنه أصر على اللعب فى نادى يستطيع التطور واللعب خلاله أساسيًا لمدة أطول.
وفى بداية موسم 2013-2014 تم تصعيد محرز للفريق الأول بنادى لو هافر وقدم مستوى مميزا مع الفريق الأول بتسجيله 6 أهداف فى الليج 2 ومع تألقه اللافت للنظر للأندية الأوروبية رحل عن فرنسا فى يناير 2014 لينضم لنادى ليستر سيتى الإنجليزى الصاعد حديثًا للبريميرليج.
وتعرض محرز لانتقادات كبرى بعد تفضيله الرحيل عن فرنسا فى ظل تلقيه عروض من أندية فرنسية أكبر من ليستر مثل مارسيليا وموناكو وليل بجانب انتقاد بعض الإعلاميين لإعلانه الرغبة فى اللعب للجزائر وقتها.
نجح محرز فى تقديم مستوى جيد مع ليستر فى نصف موسم وقدم الفريق أداءً مميزا أمام كبار البريميرليج مثل مانشستر يونايتد والفوز بنتيجة 5-3 والفضل يعود لتأقلم محرز على الأجواء الإنجليزية للمدرب نايجل بيرسون والذى يعتبره محرز كوالد له داخل وخارج الملعب.
بعد نهاية هذا الموسم انضم محرز لمنتخب الجزائر استعدادًا لكأس العالم 2014 بالبرازيل وصرح محرز بأنه بالرغم من أنه مولود فى فرنسا وأمه ما زالت تعيش فى فرنسا لكن «قلبه ما زال جزائريا» وهو شىء لن يستطيع تغييره، قدم محرز مستوى رائعا مع محاربى الصحراء فى البطولة والخسارة من دور الـ16 أمام منتخب ألمانيا بطل هذه النسخة بعد أداء مشرف.
بعد أداء محرز المبهر مع الخضر فى كأس العالم، عاد ليستكمل مشوار التأهل مع ليستر، حتى قاد الثعالب لحصد لقب البريميرليج، فى موسم 2015 / 2016، ليصبح أول لاعب عربى يحقق هذا الإنجاز، واستمر مع الفريق حتى انتقل فى الموسم الماضى، إلى مانشستر سيتى، إلا أنه لم يحصل على فرصة المشاركة بشكل كبير تحت الإدارة الفنية للأسبانى بيب جوارديولا، لكنه يقبى أحد الأسلحة المهمة التى عتمد عليها بيب.