يبحث المواطنون في الصيف عن قضاء وقت ممتع على شواطئ البحر، غير أن الأمر قد يتخلله الكثير من السلوكيات السلبية الخاطئة التي ربما تؤثر على البيئة البحرية سلبيا وتؤدي إلى إيذاء الكائنات البحرية الموجودة هناك.
وفي هذا الإطار.. خرجت العديد من الجهود التي ظهرت على الساحة لمواجهة ما يؤدي إلى الإضرار بالبيئة البحرية لا سيما في مدن البحر الأحمر بجنوب سيناء فعلى سبيل المثال لا الحصر ظهر مؤخرًا مبادرة "خلي البحر يتنفس" وهي مباردة جديدة أطلقتها محميات جنوب سيناء الطبيعية، في محاولة للتغلب على التلوث الذي يعمل على الاضرار بالبيئة البحرية داخل البحر الأحمر وهي المبادرة تنص على التوعية بأضرار البلاستيك واستخدامه على البيئة البحرية وتأثيره السلبي على الكائنات البحرية التي توجد بالبحر الأحمر والذي يعد من أجمل بحار العالم وبدأ استخدام الحملة داخل الفنادق وأماكن المنتجعات على أن يتم تعليق لافتات تحذيرية من استخدام البلاستيك في المياه.
وظهرت أكثر من حملة على مدار الفترة الماضية للتوعية من أخطار استخدام البلاستيك فأعلنت مؤخرا محافظة البحر الأحمر عن حظر استخدام البلاستيك، وهو الأمر الذي يشير إلى تطبيق المنظومة بصورة جيدة، ما يطرح تساؤلات حول آداب ووسائل التعامل مع البحر.
أحمد المصري، الخبير المائي بالبحر الأحمر، يقول: إن البلاستيك من المواد التي يستخدمها المصطافين والتي تؤثر بصورة سلبية على البحر فالبلاستيك يمكن أن يتحلل ويذوب في أي شيء، مشيرا إلى أن البلاستيك يحتاج إلى مئات السنين لكي يتحلل الكيس الواحد ما يعني تدمير البيئة البحرية فالسلحفاة البحرية على سبيل المثال تتغذى على القناديل البحرية ولهذا فحين ترى كيس بلاستيك تتخيل أنه قنديل وهو ما يتسبب في اختناق السلحفاه، بتتغذي علي القناديل البحريه بشراهه وأما بتشوف شنطه أو كيس بلاستيك واحد في الوقت الذي تعد السلحفاه البحرية من الكائنات البحرية النادرة والتي تعمر ما يجاوز 100 عام.
وأشار إلى أن هناك سلوكيات خاطئة أخرى مثل النزول إلى البحر مع وضع كريمات ومراهم بها مواد كيميائية حيث تتسبب تلك الأشياء في الإضرار بالكائنات البحرية والإخلال بالتوازن البيئي في الماء، لافتا إلى أنه من الممنوع إلقاء أي طعام داخل البحر نهائيا خاصة بالنسبة لأسماك القرش لأن ذلك يعمل على تغيير سلوكها وطبيعة غذائها ما يخل بالتوازن البيئي، مشيرا إلى أن أسماك القرش في الأصل تتغذى على الأسماك النافقة أو الميتة ما يجعل مضايقتها أمر سلبي يعمل على زيادة أعداد تلك الأسماك النافقة ما يعمل على تغيير البيئة البحرية.
ولفت إلى ضرورة العناية بالشعاب المرجانية بعدم النزول إليها ولمسها لأن ذلك يضر بالسابحين نظرا لأنها تكون حادة في الأصل كما يعمل في الوقت نفسه ذلك على تدمير الشعاب المرجانية النادرة التي تشكلت على مدار ملايين الأعوام.
وأضافت روان عبد الوكيل، الخبيرة بالبيئة البحرية، أنه يجب الحفاظ على نظافة الشواطئ فكثير من الأهالي يصطحب الأطعمة والمشروبات المغلفة بأكياس بلاستكيية وهو ما يظهر بصورة أكبر على ضفاف البحر المتوسط وهو ما يعمل على التسبب في مشاكل للبيئة البحرية خاصة إذا ما تم إلقاء تلك المخلفات في البحر.
ولفتت روان إلى أنه بحسب أحد الدراسات فإن إلقاء المخلفات في البحر ينتج عنه التأثير على ما يصل إلى 700 نوع من الكائنات البحرية غير أنه في الاساس بياثر علي الإنسان كذلك حينما يتناول الأسماك ففي الأبحاث التي خرجت جاء بها أن 60% من الطيور البحرية معدتها بتحتوي علي بلاستيك وأن 100% من السلاحف البرية معدتها تحتوي علي بلاستيك، مضيفة أن نظافة الشاطئ أمر هام يجب أن يحرص عليه المصطافين لأن الشاطئ للجميع وحينما يظهر بصورة غير لائقة فإنه سيعمل ذلك على نفور المواطنين وتعكير صفو الإجازات الخاصة بهم.
