الجمعة 27 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

جان بول سارتر.. أديب الوجودية

جان بول سارتر
جان بول سارتر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، المولود في عام عام 1905 بباريس، وكانت من أهم مقولاته من كتاب دفاتر طرائف الحرب "أنا لا أحاول الحفاظ على حياتى من خلال فلسفتى فهذا شيء حقير، ولا أحاول إخضاع حياتى لفلسفتى فهذا شيء متحذلق، لكن في الحقيقة الحياة والفلسفة شيء واحد".
عاش سارتر طفولته حياة باذخة، فبعد مولده بعام واحد فقد والده الذي توفي في الهند الصينية، فتزوجت أمه مرة أخرى من مهندس في البحرية، وانتقل للعيش معهما في مدينة لاروشيل، وفيها خبر حياة البورجوازية التي انتقدها لاحقًا، ثم عاد إلى باريس، وحصل فيه على شهادة البكالوريا، وتخرج في العام 1925 من دار المعلمين العليا، ثم نال شهادة الـAgrégation في الفلسفة، وعين أستاذًا في مدرسة Lycée le Havre الثانوية في العام 1931.
بدأت حياة سارتر الراشدة في فترة ما بين الحربين العالميتين، وإبانها بدأت حياته الأدبية أيضًا، إذ اتصل بپول نيزان، ونشر بعض المقالات والكتب والروايات، ومنها رواية الغثيان ومسرحيتا الذباب والجلسة المغلقة، وقد جعل من الأدب وسيلةً لطرح أفكاره الفلسفية، وكان هدفه تقريب أفكاره من الجمهور، وله كتاب شهير بعنوان ما الأدب؟ يتكشف فيه اطلاع سارتر على مختلف المذاهب الأدبية ونقده لها.
حاول سارتر الاضطلاع بالعمل السياسي سنة 1948، فأسَّس حزب "التجمع الديموقراطي الثوري"، ثم اختلف مع الحزب، وحدثت هنا القطيعة بينه وبين ألبير كامو، فيما التقى مع مارتن هيدجر.
تقرَّب سارتر بعد ذلك من الماركسية والشيوعية، واحتج على تعذيب الشرطة الفرنسية للثوار الجزائريين. وفي سنة 1964، مُنح جائزة نوبل للآداب، لكنه رفض استلامها، زاعمًا أن هدفه من الكتابة ليس التشريفات الرسمية والجوائز، بل ينبع من التزامه الأدبي بحمل آلام العصر على كتفيه، وتحمَّل مأساة الجيل بفكره اللاذع وحسِّه الأخلاقي الشجاع.
كان مفهوم سارتر عن الحرية أنها تعد ركيزة أساسية في فلسفة ماركس وكتاباته قال: "إننا مقضيٌ علينا بأن نكون أحرارا"، وهذا ما عبر عنه في مسرحياته؛ فالحرية عنده متساوية سواء عند السجين أو غيره، فحريتنا تظل قائمة لا تمس حتى حين نكون عبيدا، وليس للحرية عنده درجة فهي دائما فينا وعلى ذات الدرجة. وذلك من منطلق أن "الإنسان حر لأن وجوده أسبق من ماهيته"، فالإنسان حر لأنه يختار لنفسه ماهيته الخاصة به، ويوجد في العالم أولا وبعد ذلك يفعل بنفسه ما يشاء، ويصنع لنفسه الماهية التي يختارها بكامل حريته. 
توفى سارتر في 15 أبريل عام 1980، عن عمر يناهز 75 عاما في مستشفى بروسية بباريس بعد إصابته وذمة الرئة، مخلفا أعمالا أدبية وفلسفية هامة، يعد أبزرها رواية "الغثيان"، التي عالجت الشعور بالقلق والدوار الوجودي من خلال بطلها أنطوان روكانتان.