الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

متى تتولى المرأة العربية رئاسة الوزارة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلال افتتاح قمة العالم الإسلامى الأخيرة فى ٣١ مايو ٢٠١٩ فى مكة المكرمة، طالعت وجوه رؤساء الوفود المشاركة، ولم يكن هناك إلا سيدة واحدة هى رئيسة وزراء بنحلادش الشيخة حسينة واجد، والتى تحدثت فى القمة. وهذا يدعونا أن نسأل عن واقع تمثيل المرأة فى الوظائف القيادية فى الوطن العربي.
وحسب تقرير الأمم المتحدة فى ١٥ مارس عام ٢٠١٧، كان هناك ١٦ دولة فى العالم تتولى فيها المرأة رئاسة الدولة أو رئاسة الحكومة، ليس من بينها أى دولة عربية. والدول التى تحكمها نساء ليست بلدانا مرفهة لا يوجد بها مشاكل، وإنما بلدان كبرى منها ٩ دول فى أوروبا، أهمها إنجلترا وألمانيا، ٣ دول أفريقية هى ليبيريا وموريشيوس ونامبيا، و٢ فى آسيا، وواحدة فى كل من استراليا ونيوزيلاندا.
وإذا انتقلنا إلى المناصب الوزارية، نجد أن المرأة العربية تشارك بنسب قليلة نسبيًا عن باقى دول العالم، فيما عدا دولتين عربيتين هما لبنان والأردن، فتمثل المرأة فيهما ترتيبا متقدما. وفى مصر وصل أكبر عدد من الوزيرات فى الوزارة الحالية للدكتور مصطفى مدبولى، وهن ٨ وزيرات، ومحافظة واحدة وخمس نائبات لمحافظين.
وعن تمثيل المرأة فى البرلمان، تأتى المرأة العربية فى ذيل القائمة بالنسبة للتمثيل الدولي، وتمثل المرأة العربية ٥.٧٪ من مقاعد البرلمان مقارنة بـ ١٢-١٥٪، على المستوى الدولي. ولذا فإن تعديل الدستور المصرى الأخير والذى حدد نسبة ٢٥٪ للمرأة قد أعطى للمرأة تمثيلًا جيدًا فى البرلمان المصرى المقبل.
وحتى فى رئاسة الجامعات، تأتى المرأة العربية فى ترتيب متدنٍ حسب النسب العالمية، وليس ذلك مقرونًا بنسبة تعليم متدنية للمرأة العربية، فالعكس هو الصحيح، حيث إن نسبة التعليم العالى للمرأة العربية أكثر من نسبة تعليم الرجال.
والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن هو، لماذا المرأة العربية هى الأقل تقلدًا للمناصب العليا فى العالم؟ هل هو دينى عقائدي؟ أم موروث ثقافى اجتماعى مرتبط بالبيئة الداخلية للبلدان العربية؟
والإجابة ببساطة أن السبب الأساسى هو موروث ثقافى مرتبط بالبيئة ومدى تطورها، والدليل على ذلك أن أكبر البلدان الإسلامية من حيث تعداد السكان، وهى أندونيسيا حكمتها السيدة ميجاوات سوكارنو بوترى (٢٠٠١-٢٠٠٤)، وباكستان حكمتها السيدة بناظير بوتو مرتين (٨٨-٩٠، ٩٢-٩٦)، ورئيسة وزراء بنجلادش السابقة البيجوم خالدة ضياء والحالية الشيخة حسينة واجد.
وحتى البلدان غير العربية فى الشرق الأوسط، تولت المرأة رئاسة الحكومة.
أما على المستوى الدولى فهناك ثلاث سيدات تركن بصمات واضحة عندما تولين المسئولية الأولى فى بلادهن، وهن أنديرا غاندى فى الهند، ومارجريت تاتشر فى إنجلترا، وأنجيلا ميركل فى ألمانيا.
السيدة أنديرا غاندي، وهى ابنة جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال عن إنجلترا، وتولت منصب رئيسة الوزراء خلال المدة من ١٩٦٦ -١٩٧٧، ومن يناير ١٩٨٠ إلى مقتلها فى أكتوبر ١٩٨٤ درست التاريخ والسياسة والاقتصاد فى جامعة اكسفورد الإنجليزية، وتولت عدة وظائف وزارية أخري، منها وزيرة الشئون الخارجية، والدفاع، والداخلية، والاقتصاد، والمعلومات والإعلام. تصدرت المشهد السياسى فى الهند لعقود طويلة، وتم اختيارها فى ٢٠١٢ كسابع أعظم هندى فى التاريخ.
السيدة مارجريت تاتشر، تولت رئاسة وزراء انجلترا فى مايو ١٩٧٩ - نوفمبر ١٩٩٠. درست الكيمياء فى جامعة اكسفورد وتولت وزارة التعليم والعلوم سنة ١٩٧٠. لقبت بالمرأة الحديدية، قامت باتباع سياسة الاقتصاد الحر وخصخصة ممتلكات الدولة مع الحفاظ على حقوق العمال، وخاضت حرب فوكلاند ضد الأرجنتين سنة ١٩٨٢ وانتصرت فيها.
السيدة أنجيلا ميركل، حصلت على الدكتوراه فى الفيزياء الكيمائية من أكاديمية العلوم فى برلين سنة ١٩٨٦. تولت عدة وظائف وزارية منذ سنة ١٩٩١، وتولت منصب المستشارة الألمانية فى سنة ٢٠٠٥، وأعيد انتخابها ٤ مرات متتالية أعوام ٢٠٠٩، ٢٠١٣، ٢٠١٧، وقررت عدم الترشح بعد انتهاء مدتها الحالية فى سنة ٢٠٢١. لقبت بالحاكم الفعلى للاتحاد الأوروبي، وثانى أقوى شخصية فى العالم (بعد فلاديمير بوتن)، وأقوى امرأة فى العالم للعام ٢٠١٨.
إذا العائق أمام تولى المرأة العربية للمناصب العليا ليس دينيًا ولا جغرافيًا، وإنما هو عائق ثقافى موروث من مجتمعات سيطر عليها الرجال لفترات طويلة، (تسمى مجازا الثقافة الذكورية)، وحصروا دور المرأة العربية فى وظائف بعينها أهمها إدارة البيت وتربية الأطفال.
ولذا فإن دعوة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يوم المرأة العالمى فى ٨ مارس ٢٠١٩، بضرورة «تمكين المرأة والحفاظ على حقوقها ووضعها فى المكانة التى تليق بها»، تأتى فى موعدها.
ولكن يبقى السؤال الأهم وهو؛ متى تتولى المرأة العربية رئاسة الحكومة؟