الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الكواكبي.. رائد النهضة العربية

عبد الرحمن الكواكبي
عبد الرحمن الكواكبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر عبد الرحمن الكواكبي، المولود في حلب لأسرة عريقة تعتز بنسبها إلى الإمام على بن أبي طالب، ودرس الأدب والعلوم السياسية والتاريخ والفلسفة، أحد رواد النهضة العربية ومفكريها في القرن التاسع عشر، وواحد من مؤسسي الفكر القومي العربي، كما عمل بالعديد من الوظائف الرسمية، فكان كاتبًا فخريًا للجنة المعارف، ثم مُحرِّرًا للمقالات، ثم صار مأمور الإجراءات، وكان عضوًا فخريًا بلجنة القومسيون، وشغل منصب عضو محكمة التجارة بولاية حلب، بالإضافة إلى توليه منصب رئيس البلدية.
وعندما بلغ الكواكبي الثانية والعشرين التحق كمحرر بجريدة "الفرات"، وكانت تصدر في حلب، ثم أسس وزميله هشام العطار أول جريدة عربية خالصة وهي جريدة "الشهباء"، والتي لم تستمر سوى خمسة عشر عددًا، حيث أغلقتها السلطات العثمانية بسبب المقالات النقدية اللاذعة الموجهة ضدها؛ فسافر إلى الهند والصين، وسواحل شرق آسيا وسواحل أفريقيا، كما سافر إلى مصر التي لم تكن تحت السيطرة المباشرة للسلطان العثماني فذاع صيته هناك، وتتلمذ على يديه الكثيرون.
في سن الثامنة والأربعين رحل الكواكبي في ظروف غامضة إثر تناوله فنجانا من القهوة يعتقد أنه مخلوط بالسم كدسيسة من السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، ودفن الراحل بمقابر باب الوزير بالقاهرة، ورثاه حافظ إبراهيم بأبيات رائعة يشهد فيها له بقيمته؛ وعقب مقتله توجهت السلطات إلى منزله، وقامت بمصادرة مخطوطات كتبه ومذكراته، فصادرت كل ما كتب، إلا أن كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، الذى جمع فيه عددا من مقالاته التى بدأ كتابتها فى حلب وتسبب فى مطاردته من قبل ولاة سوريا، هرب من بين أيديهم ليظل الكتاب منشورا بين الناس، وشاهدا على تعسف العثمانيين ضده؛ ويأتي الكتاب ليشخص به ما يسميه "داء الاستبداد السياسي"، ويصف أقبح أنواعه استبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل حيث يقول "خلق الله الإنسان حرّا، قائده العقل فكفر وأبى إلا أن يكون عبدًا قائده الجهل"، ويرى أن المستبد "فرد عاجز، لا حول له ولا قوة إلا بأعوانه أعداء العدل وأنصار الجور. وأن تراكم الثروات المفرطة، مولد للاستبداد، ومضر بأخلاق الأفراد. وأن الاستبداد أصل لكل فساد، فيجد أن الشورى الدستورية هي دواؤه".