الأحد 27 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

عيد الفطر.. أحكامه وسننه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لكل قوم عيد وهذا عيدنا".. مقالة قالها النبي صلى الله عليه وسلم، تؤكد على أن الإسلام دين فرحة ورحمة بالناس لا جمود وتشدد حسبما يسعى البعض في كثير من معاملاتهم التي تدعو لتجنب كل ما هو مبهج بزعم أنه ضد الشريعة.
فلم يكد يستنكر الصديق أبي بكر تواجد جاريتين يتغنيان ويطربان ابنته وزوجة النبي السيدة عائشة، إلا وبادره النبي بقوله: "دعهما يا أبا بكر، إنها أيام عيد"، فلسفة افتقدها الكثيرون في التفرقة ما بين الثوابت التي لا تقبل بالتنازلات وبين الأمور التي تقبلها شريعة الإسلام كتفريج عن الناس وإدخال للفرحة والسرور بقلوبهم حيث يقول تعالي: " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ".
ومع احتفاء المسلمين في شتى بقاع الأرض بحلول عيد الفطر المبارك، يبادر البعض إلى الحديث عما هو مباح وغير مباح في تلك الأيام التي وصفها النبي بالفرحة، حيث شرع أول عيد للمسلمين في السنة الثانية للهجرة بعد أن أنعم الله عليهم بصيام أول شهر من أشهر رمضان. 
ويعرفه العلماء أن مدته من الناحية الشريعة بأنه يوم واحد فقط، يبدأ بعد غروب الشمس اليوم الأخير من شهر رمضان وينتهي بغروب شمس اليوم الأول من شهر شوال، حيث روى أبو داود والترمذي في سننه أن النبي صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم قَدِمَ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال:" قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى"، إلا أن المسلمون اعتادوا على الاحتفال ثلاثة أيام متتالية.
ويختلف الفقهاء في حكم الصلاة، فصلاة العيد ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، إلا أن فقهاء الشافعية ذهبوا إلى أنّ أدائها سنة عين مؤكدة لكل من يؤمر بالصلاة، ومن السنة أن يؤدّيها المسلم جماعة إلاّ أن يكون حاجًا؛ فيُسنُّ له تأديتها منفردة، بينما فقهاء المالكية فيذهبون إلى أنها سنة عين مؤكدة، يؤمر بها كل من تلزمه الجمعة، بشرط أن تؤدّى جماعة مع الإمام، وتُندب لمن فاتته الجماعة مع الإمام، ومن لم تلزمه كالصبيان والعبيد، وأهل منى من غير الحُجّاج بشرط تأديتها فرادى، في حين ذهب فقهاء الحنفيّة إلى أنها واجبة على من يجب عليه الجمع بشروطها، وفرضها فقهاء الحنابلة فرض كفاية على كل مسلم تلزمه صلاة الجمعة، وقد تكون صلاة العيد سُنة، وذلك في من فاتته الصلاة جماعة مع الإمام.
وفيما يتعلق بوقتها ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنّ وقت صلاة العيدين يبتدئ من وقت ارتفاع الشمس بقدر رمح، ويمتدّ وقتها إلى وقت زوال الشمس؛ أي وقت تأدية الصلاة النافلة.
وحول صلاة الرجال والنساء معًا، فقد أكدت دار الإفتاء، أن حكم صلاتهما في ساحات مصلى عيد الفطر المبارك، في صفٍ واحدٍ ودون فواصل أو حواجز تعد مخالفة للقواعد الشرعية و"لا يجوز"، وقوانين المحافظة على الآداب العامة المنظمة لقواعد اجتماع الرجال والنساء في الأماكن العامة.
وفيما يتعلق بحكم حضورها للنساء ذهب أئمّة الفقه من المالكية والشافعية والحنابلة إلى كراهة خروج الفتيات الشابّات ذوات الجمال لأداء صلاة العيد؛ وذلك خوفًا من الفتنة، ولكن في مقابل ذلك استحبُّوا خروج النساء ذوات الهيئات؛ بشرط أن يخرجْنَ في ثياب غير لافتة للنظر، ومُسْتترات، وغير متبرّجات أو متطيّبات، أمّا فقهاء الحنفية ففرّقوا بين أن تكون المرأة شابةً أو عجوز في الخروج لصلاة العيد وغيرها من الصلوات؛ فأمّا النساء الشابّات فلا يُرخّص لهنّ في الخروج لأداء صلاة العيد، أما النساء العجائز فيُرخّص لهنّ الخروج لأداء الصلاة، ولكن من الأفضل -بالرغم من التفريق- أن تؤدّي المرأة الصلاة في بيتها.
وللعيد سنن استنها النبي صل الله عليه وسلم، من بينها أن يبادر المسلمون إلى الاغتسال استعدادا لأداء الصلاة في الساحات -الخلاء-، حيث أن الغسل للعيد سنة مؤكدة في حق الجميع الكبير، والصغير الرجل، والمرأة على السواء، ويجوز الغسل للعيد قبل الفجر في الأصح، حيث جاء في كتاب المغني لابن قدامة الحنبلي: يستحب أن يتطهر بالغسل للعيد، وكان ابن عمر يغتسل يوم الفطر، روى ابن عباس، "أن رسول الله كان يغتسل يوم الفطر والأضحى.
كما أن على المسلم أن يبادر إلى الإفطار قبل الخروج إلى الصلاة على تمرات يأكلهن وترًا؛ فعن أنس قال: كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترًا".
كما يسن التكبير وذلك بالقول: الله أكبر الله أكبر، وهذا التكبير غير مقيد بالصلوات بل هو مستحب في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، ويبدأ التكبير في عيد الفطر من غروب الشمس ليلة العيد، وينتهي بخروج الإمام إلى مصلى العيد للصلاة. قال ابن قدامة في المغني: ويظهرون التكبير في ليالي العيدين وهو في الفطر آكد؛ لقول الله: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
يستحب للمسلم أن يتزيّن في عيد الفطر في لباسه، وهذا مشهور في زمن النبي في العيد وعند استقبال الوفود، كما يسن أنْ يذهب المسلم إلى صلاة العيد من طريق والعودة من طريق آخر؛ استنادًا لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حيث قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ"، وأن يكون الذهاب إلى صلاة العيد مشيًا على الأقدام، ولكن لا بأس فيمن ذهب راكبًا، وكان -عليه الصلاة والسلام- يغدو ويروح إلى مصلى العيد ماشيًا، وجرى العمل بهذه السنة عند أغلب أهل العلم. يسنّ صلاة ركعتين عند دخول المسجد إذا كانت صلاة العيد فيه وليس في المصلى، يقول رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ)".
ويستحب لمن حضر الصلاة أن يحضر خطبة العيد التي تكون بعد التسليم من صلاة العيد، وللمصلّي الخيار بين الاستماع للخطبة أو تركها، يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّا نخطُبُ، فمَنْ أحبَّ أنْ يجلِسَ للخُطبَةِ فلْيَجْلِسْ، ومَنْ أحبَّ أنْ يَذْهَبَ فَلْيَذْهَبَ"
ويشرع المسلم للصلاة بلا أذان أو إقامة وذلك لفعل النبي، وركعتان، يُكبّر الإمام في الركعة الأولى سبع تكبيرات متتالية بينهما سكتة بسيطة، ويكون ذلك عقب تكبيرة الإحرام وقبل قراءة سورة الفاتحة، ويكون في الركعة الأولى قراءة لسورة "الأعلى"، أو "ق"، وقيل غيرهما، ويكبّر الإمام خمس تكبيرات متتالية في الركعة الثانية بينهما سكتة بسيطة، ثمّ يقرأ الفاتحة، ثم يقرأ في سورة الغاشية لما هو مشهور عن النبي، ثم يقف الإمام يخطب في الناس وعظًا وإرشادًا، وتذكيرًا بلزوم تقوى الله -عز وجل- والتزام أمره، واجتناب ما نهى عنه.