الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ناقوس الحرب واللعب تحت الطاولة وابتزاز الدول العربية!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الذى يمنح نفسه الفرصة ومتسع من الوقت لقراءة المشهد الدولى الحالى والسيناريوهات العديدة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط دون غيرها يستطيع تكوين رؤية واضحة عن ما يحاك بنا من دول عظمى وأخرى إقليمية لابتزاز الدول العربية والسطو على مواردها ودفعها إلى تسليم أموالها وكنوزها إلى القوى الكبرى طواعية بحجة الدفاع عنها!!
ومن يقلب الأوراق ويمزج بين التاريخ الماضى والحاضر يعرف أن هناك مصالح مشتركة وقوية رغم علو الصوت ودق طبول الحرب وتحريك الأساطيل والقطع البحرية والقاذفات الجوية وغيرها.
فبعد أن بدأ الإرهاب ينحصر فى العراق وسوريا وهو فى طريقه أيضا إلى ذلك فى اليمن، لا بد من تحريك أماكن أخرى لتأخذ درجات الحرارة التى كانت عليها من قبل فى الدول التى بدأت تدخل مرحلة الاستشفاء.. وليس هناك أفضل من خليج هرمز واللعب على ورقة البترول كونه الأكثر سرعة فى الاشتعال ويعجل بعملية الابتزاز حتى يعود الهدوء من جديد.. وهنا لا تختلف نوايا الأمريكان عن الإيرانيين كثيرا كونهما دولا استعمارية فى الأصل وقامت على السطو والبلطجة فى العالم لاستنزاف موارد الدول الفقيرة والمسالمة..
فكذب من قال: إن إيران تدافع عن الإسلام أو أى قضية أخرى تتعلق بالشعوب والدول المغدورة، وإلا أين هى إيران من القضية الفلسطينية التى تتشدق بالحديث عنها ولم تطلق طلقة رصاص واحدة باتجاه إسرائيل أو حتى الجولان السورية المحتلة، وغير ذلك كثير، بل هى التى ابتدعت الحرب بالوكالة سواء عن طريق منظمة حماس أو بعض الفرقاء فى فلسطين، وأخيرا الحوثيين لأنها بكل بساطة لا تستطيع الدخول فى حروب مباشرة بعد أن جربت الحرب العراقية وخسرت فيها الكثيرين، لكنها تسعى إلى فرض نفوذها على جيرانها لكى تأخذ مكانا كإحدى القوى الإقليمية الكبرى، التى تستطيع أن تؤثر فى المنطقة وفى مصالح جميع الدول الكبرى، وفى ذلك السياق تسعى دائما لبناء شراكات قوية مع الدول الأوروبية حتى تحقق هذا التوازن.. وكان فى السابق وقبل العهد الأمريكى الجديد يمضى الأمريكان فى سياق الدول الأوروبية فتصل الخلافات الأمريكية الإيرانية إلى نقطة معينة فى الترمومتر السياسى، وبعدها تعود إلى نقطة الصفر قبل أن تدخل مرحلة الغليان وتدق طبول الحرب بشكل فعلي!!
لكن يبدو أن ترامب مختلف هذه المرة كونه يخوض اللعبة بعقلية رجل التجارة وليس السياسة؛ فإن الوضع يظهر مختلفا فى السيناريوهات المتوقعة خاصة وقد تابع العالم الرئيس الأمريكى وهو يسعى لفرض الجباية على دول أوروبا، بحجة أن حلف الناتو يدافع عنها ودخل فى حرب تجارية مع أقرب أصدقائه، مثل كندا والمكسيك وتركيا قبل أن يوسعها مع الصين، وطبعا لا ننسى محاربة ابتزاز السعودية علنا عبر صفقات تجاوزت الستمائة مليار دولار!!
صحيح كل السيناريوهات واردة هذه المرة، لكن فى نفس الوقت يعرف الطرفان الأمريكى والإيرانى النقطة التى يجب أن يتوقف عندها التصعيد، خاصة أن هناك قوى عظمى لن تقف موقف المتفرج كالصين وروسيا لو اتسع الأمر ليهدد السلم والأمن الدوليين.. فالصين تعلم أنها مقبلة على قيادة العالم ربما بعد أقل من عقدين، وروسيا عادت بقوة وارتدت ثوب الاتحاد السوفيتى السابق، وظهر هذا جليا فى تأثيرها المباشر على الحرب فى سوريا، ووقوفها بجانب الرئيس السورى بشار الأسد، ونجاحها فى كبح جماح الميليشيات وبخاصة جبهة النصرة التى يساندها الأمريكان!!
كل هذه الأمور وغيرها الكثير تلعب أدوارا مؤثرة ومهمة فيما يحدث الآن من تصعيد خطير بالمنطقة.. وقد يكون ضمن سيناريو صفقة القرن التى تسعى أمريكا إلى فرضها لصالح إسرائيل أولًا، ومحاولة القضاء على القضية الفلسطينية التى هى فى الأساس لُب الصراعات فى المنطقة.
وأتصور وأتمنى ألا أكون مخطئا أن الواقع الذى نعيشه حاليا بالمنطقة قد يزيد قوى كثيرة مؤثرة قناعة بضرورة حل القضية الفلسطينية بطريقة عادلة، كونه الحل الوحيد لتحقيق الكثير من الاستقرار للمنطقة والعالم حتى يتفرغ الجميع إلى قيام نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب يستطيع تحقيق أحلام الشعوب واستغلال الثروات بطرق عادلة تعتمد على تبادل المصالح والمنافع دون أن تجور الدول الكبرى على الصغرى فى عالم جديد، وربما تكشف الأيام المقبلة عن أن ما نقوله ما هو إلا أضغاث أحلام!!!