تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير.
أصبحت بدلة الفنان فتوح نشاطى إحدى أوراق شجرة مقتنيات متحف المركز القومى للمسرح، الذى رحل وتركها كنزا يلتف حوله المسرحيون، وكل من ينظر إليها يتذكر ذلك الفنان الموهوب الذى أفنى حياته فى خدمة المسرح العربي، وترك لنا إرثا فنيا محفورا فى أحد أركان المسرح المصرى والعربي، رغم عمله فى بنك كريدى ليونيه إلا أنه هاوٍ للمسرح منذ صغر سنه، وعمل به فى بداياته منذ عام ١٩٢٠، قبل انضمامه لفرقة رمسيس المسرحية لصاحبها الفنان يوسف وهبى فى ١٩٢٤، وترجم لها العديد من الأعمال المسرحية، أوفد لبعثه فى فرنسا لدراسة الإخراج لمدة عامين فى الفترة ١٩٣٧ حتى ١٩٣٩، وعاد إلى تولى الإخراج فى الفرقة القومية، والفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى، والفرقة المصرية الحديثة، والمسرح القومي، إلى جانب مهام عمله بهيئة التدريس فى المعاهد والكليات الفنية، إضافة إلى نشاطه النقابى الملحوظ خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات.
رغم كونه أحد أعمدة المسرح العربي، إلا أنه لم يحظى الشهرة الذى يستحقها، أخرج العديد من الأعمال المسرحية «أوديب ملكا»، «الغيرة» فى ١٩٤٨، «السلطان الحائر»، «شمس النهار»، «بيت برنارد ألبا»، «عزيزة ويونس»، «دموع المهرج»، كما ترجم العديد من روائع المسرح العالمى والتى قدمت للإذاعة المصرية من بينها «العرايا» للمؤلف الإيطالى لويجى بيراندلك، وإخراج كامل يوسف، «فى داخل البيت» للمؤلف البلجيكى موريس ماترلينك، وإخراج الشريف خاطر، «خبز الآخرين» للمؤلف إيفان تورجينيف، وإخراج محمود مرسي، «فاجعة فلورانسية» للمؤلف أوسكار وايلد، وإخراج صلاح عزالدين، «الجريمة والعقاب» للمؤلف الروسى دوستويفسكى عن المسرح الفرنسي، وإخراج عبدالمنعم الحفني، «مهزلة الأستاذ بتلان»، إخراج هلال أبو عامر، «قناع السعادة» للمؤلف الفرنسى جورج كليمنصو، وإخراج الشريف خاطر، «زواج فيجارو» للمؤلف الفرنسى بيير بومارشيه، وإخراج محمد على الشرقاوي، وشارك فى مسرحية «نزوات ماريان» للمؤلف الفرنسى ألفريد دى موسيه، ترجمة الدكتور محمد مندور، وإخراج كامل يوسف، وشاركه البطولة نبيل الألفي، عمر عفيفي، فاروق الدمرداش، نجيب عبده، وغيرها من المسرحيات.
لعب دور المايسترو عزيز، فى الفيلم الشهير «شارع الحب» وشاركه البطولة عبدالحليم حافظ، حسين رياض، صباح، الذى ساعد منعم بن شارع محمد على فى إظهاره للجمهور عن طريق إحدى حفلات الأوبرا وأعلنت عن ميلاد نجم جديد من شارع محمد علي، إيمانا بموهبته، إضافة إلى أعماله السينمائية حيث قدم دور القاضى الفرنسى الذى يتسم بالظلم فى فيلم «جميلة» وشاركه البطولة أحمد مظهر، أيضا دور الطبيب المخلص فى فيلم «مع الذكريات» بمشاركة نادية لطفي، وغيرها من الأعمال التى لاقت استحسان جمهورها، وكانت آخر أعماله فيلم «سيد درويش» بمشاركة كرم مطاوع فى ١٩٦٦.
وقالت الفنانة سهير البابلى فى برنامج صاحبة السعادة للفنانة إسعاد يونس، إن الفنان فتوح نشاطى أول من أدخلنى التمثيل، وكان من بين أساتذة معهد التمثيل الذى تتلمذت على يديه، وكان أيضا الفنان عبدالرحيم الزرقاني، حمدى غيث من أساتذتى فى المعهد أيضا، وأكن لهم كل التقدير والاحترام لمنحى فرصة التمثيل.
ألف العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية من بينها مسرحية «آدم وحواء» فى ١٩٦٤، لنص مقتبس، فيلم «الشرير»، «المتهمة» فى ١٩٤٢، «ابن النيل» فى ١٩٥١، فيلم «مراتى مجنونة» فى ١٩٦٨، كما ألف مجلدين بعنوان «مذكرات فنان فى باريس» فى ١٩٦٩، «خمسون عاما فى خدمة المسرح» فى ١٩٧٣.
