الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

كنوز باقية| زكي طليمات "2".. رجل المسرح العربي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير.
ويحرص المركز القومى للمسرح، على اقتناء أحد مقتنيات رواد المسرح المصرى والعربي، وضمها إلى متحف المقتنيات الخاصة بهؤلاء المبدعين الذين أثروا الحركة المسرحية المصرية والعربية بإبداعاتهم، على اعتباره الجهة المنوطة لحراسة ذاكرة المسرح.
وتضمنت مقتنيات المخرج زكي طليمات، سماعة الأذن الخاصة به، ومقلمة من الخشب، ومقص الجوابات، والمفكرة الشخصية، وكارنيه نقابة المهن التمثيلية تحت رقم ٢٥٨، وترخيص استعارة كتب خارج الدار ١٩٣٦، فعندما ننظر إليها نتذكر قد تراها تتحدث عن أحد أهم رواد المسرح الذي تميز بالعمل الشاق.
كرس حياته كلها للعمل أكثر مما هي شخصية، حيث عمل بثلاث جهات في آن واحد وهي عميد معهد الفنون المسرحية، ومفتش عام على المسرح المدرسي، ومدير عام الفرقة القومية المصرية، يتنقل بينها طوال يومه من حين لآخر، كان يرى أن المسرح العربى يسير إلى الأمام وبتطور بشكل ملحوظ وينتشر في جميع الأقطار العربية، حيث كانت إسهاماته ونهضته واضحة في تونس في الفترة من ١٩٥٣ حتى ١٩٥٧ وأنشأ بها فرقة قومية إلى أن أصبح لديها مسرح فى ١٩٥٨ أكثر منه نشأة بالقاهرة نظرا لتوافر كافة الإمكانيات المتاحة المساعدة فى نجاح الحركة المسرحية بها، وفى ١٩٦١ قام المسرح في الكويت في ذلك الوقت الذي يعد أيضا بوم الاحتفال بالعيد القومي لدولة الكويت.
كان ضد فكرة تحول الفنان إلى موظف، ذاكرا أن الفنان إذا تحول إلى موظف مات بداخله القلق، وحياة الفنان لا بد أن يكون قلق دائما، مشبها الفنان بالموج إذا استراح يموت، نجح في قيام فرقته، ولكنه فشل في أنها تحولت إلى موظفين يتقاضون مرتبات ثابتة، وكان يرفض ذلك تماما، كما يرى أن هناك منافسة دائمة بين القطاع العام والخاص، فكل منهما يكمل الآخر فهما وجهان لعملة واحدة، ولا غنى في الحركة المسرحية عن وجود القطاع العام والخاص في نطاق دائرة التفاهم في التعامل مع بعضهم البعض لا تؤدي إلى نزاع، فالقطاع الخاص يقدم روايات تتفق مع الجمهور، والعام يعطي الجمهور ما يجب أن يراه، والفرق بينهما أن القطاع العام أي مسرح الدولة للتثقيف، والتهذيب، وتنمية روح الاجتماع، والارتقاء بالمستوى الخلقي، ونجاح القطاع الخاص يعتمد على فنانيه الذين ليسوا بموظفين عكس القطاع العام.
يرى طليمات أن المسرح المصري بدأ في جميع الأقطار بالاقتباس، ثم أتبعه الترجمة، حتى ظهرت الرواية الأصيلة فيما بعد، كذلك أيضا في الكويت وكان يشجع على العمل العربي لإحدى الروايات العربية الخاصة بالكتاب المصريين من بينهم توفيق الحكيم، محمود تيمور، على أحمد باكثير، وغيرهم، وذلك باللغة العربية، ثم أتبعها بالمقتبسات الخاصة بهم لخدمة اللغة العربية، لأن المسرح يعالج شئون المجتمع، وهذا الطريق إلى النص المسرحي، وكان دائما يقول: «إن الوصول إلى القمة يلتزم المجهود، ولكن البقاء على القمة غير مستطاع».
بدأ ممثلا، ثم مخرجا، وناقدا مسرحيا، ومديرا فنيا، ومديرا عاما، ومترجما، ومؤلفا، شغل كل المهن، لقبه الكثيرون بـ «رجل المسرح»، كانت آخر أعماله المسرحية «موال من مصر»، وطالبته وزارة الثقافة بكتاب مؤلف بعنوان « تاريخ المسرح المصري» أى المقصود به النص المسرحي، وكيف أن هذه النصوص تعكس حياة المجتمع، وتشكل الوجدان المقصود به حياة العاطفة والذهن، وهذا الكتاب يرصد كيفية أن المسرحية المصرية عكست الوجدان المصري خلال مائة عام، يتناول المؤلف ثلاثة أقسام الأول يضم مرحلة الاستقبال ١٨٧٠ - ١٩٠٠ فترة الأخذ والتمصير، والثاني مرحلة الاستقرار والتأصيل، أما الثالث فيتناول مرحلة الثورة بأنواعها، متمنيا زراعة المسرح في الصحراء.