بينما كان رئيس ما يسمى بالمجلس الرئاسى الليبى فايز السراج مجتمعًا مع رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى صباح أمس الأول الثلاثاء يطالب بمزيد من الدعم لمواجهة الجيش الوطنى الليبي؛ كانت إحدى الطائرات الحربية التابعة لميليشياته تسقط فى منطقة الهيره إثر استهدافها من قبل الجيش الليبى الذى أمسك بقائدها ليكتشف أنه برتغالى الجنسية وواحد من مئات المرتزقة، الذين جلبتهم حكومة السراج للقتال فى صفوفها.
سبق الكشف عن هوية الطيار البرتغالى الإعلان عن هوية طيارين آخرين من المرتزقة، أحدهما يحمل الجنسية الأمريكية والآخر الإيكوادورية، إضافة إلى مئات المقاتلين المرتزقة القادمين من تشاد والنيجر الذين قام بشرائهم قادة ميليشيات السراج بالأموال التى كانو يحصلون عليها وبشكل رسمى من حكومة طرابلس، وكان آخرها مليارين و٤٨٤ مليون دينار ليبى، لا تزال تثير طريقة تقسيمها خلافات شديدة بين زعماء العصابات، وحكومة السراج.
الحكومة الإيطالية لا ترى فى كل ذلك ما يسبب لها حرجًا، عندما تعلن دعمها الصريح لما يسمى بحكومة الوفاق الوطنى فى مواجهة عملية الجيش الوطنى الليبى لتحرير طرابلس من سيطرة الميليشيات وقادة الجماعات الإرهابية.
ومنذ بداية عملية طوفان الكرامة لتحرير العاصمة لم تألُ روما جهدًا لمنح حكومة السراج الغطاء السياسى اللازم الذى يبرر اعتماده على عناصر مسجلة بقوائم الإرهاب الدولية.
كل مجريات الأحداث على الأرض وتحركات الحكومة الإيطالية تؤكد وجود ما يمكن تسميته بالمحور الإيطالى على الأراضى الليبية والذى تتطلع روما من خلاله لإعادة بسط نفوذها السياسى والاقتصادى على مستعمرتها القديمة عبر استمرار الفوضى والاضطراب السياسى والأمنى بين شرق البلاد غربها.
وحتى يتحقق هذا الهدف لم يكن أمام روما سوى السماح بالوجود التركى والقطرى تحت إشرافها وحمايتها، فهى من سيترك السفن التركية ترسو فى ميناء مصراتة وتفرغ شحناتها من الإرهابيين ومعدات القتال، وهى من ستغض البصر عن الأموال القطرية الداعمة لتحالف تنظيمى القاعدة والإخوان فى طرابلس تحت مظلة العمل الخيرى.
ورغم تدفق تصريحات المسئؤلين الإيطاليين حول الأزمة الليبية وبشكل شبه يومى تقريبًا فإن الخارجية الإيطالية لم ترد على اتهامات الجيش الوطنى الليبى لدولة إيطاليا برعاية الإرهاب واستقبال المصابين من قادة وعناصر داعش والقاعدة والإخوان بمستشفى مصراتة الجوى الخاضع لسيطرة إيطاليا والذى يوجد بمحيطه شبه قاعدة عسكرية إيطالية.
الإعلام الحربى للجيش الليبى قدم كشفًا بأسماء قادة التنظيمات الإرهابية، الذين تستضيفهم إيطاليا للعلاج، وهو ما يعزز الاعتقاد فى وجود تنسيق أمنى وعسكرى عالى المستوى بين إيطاليا وعدد من التنظيمات الإرهابية بشكل مباشر عبر ضباط ودبلوماسيين إيطاليين، بالإضافة إلى الجسر التركى القطرى.
أظن أن الجامعة العربية مدعوة لإيفاد بعثة تقصى حقائق للوقوف على حقيقة ما يحدث، ولفضح كل الأطراف الداعمة لجماعات الإرهاب فى ليبيا، ولدعم عمليات الجيش الوطنى الليبى فى محاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة الدولة.