كان حلما يراودنى وأنا أواجه مع عدد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة قوى الظلام المرتدية عباءة الدين على مدى أربعين عاما أو يزيد، لم أفقد فيها بوصلتى يوما ولم ينحرف قلمى يوما عن جادة الصواب، كنت أرى بعين قلبى وبعقل يبحث عن وطن مخبوء تحت رماد المحبة.
أربعون عاما أو يزيد من المعارك المتواصلة لم يهدأ لى بال حتى عندما وصلت قوى الظلام إلى قمة السلطة فى مصر واعتبر البعض بل الأغلب الأعم أن ذلك هو مصيرنا، كان قرارى واضحًا منذ اليوم الأول، المواجهة هى الحل، بالقلم وبالصوت وبالصورة، وعندما حانت اللحظة الحاسمة كانت الحركة فى الشوارع والحارات وفى المكاتب أيضًا، لم يهدأ لى بال حتى رحلوا غير مأسوف عليهم.
أتذكر الآن الحكاية/ الحلم، منذ بداياته فى شارع محمود بسيونى فى وسط البلد فى العام ١٩٩٦، مرورًا بشارع شامبليون وهدى شعراوى و٣ مصدق وأخيرًا عندما استقر بنا المقام فى ٥٧ مصدق.
رحلة طويلة قاربت الثلاثين عاما من البحث عن "انجي" بتاعتي، فكرتى لبناء مؤسسة مدنية بحثية وصحفية تتصدى بالفكر وتتسلح بالوعى والكلمة الحرة فى مواجهة قوى الظلام وسارقى الأوطان ودعاة الفوضي.
لم تهن عزيمتى يوما والبعض يصوب لى السهام من كل صوب وحدب، حتى أقرب الناس إلى أفكارى لم يتركونى أشد رحالى نحو حلمى فى سلام كانوا يشدوننى للخلف تارة ويناوشونى لأدخل معهم فى معاركهم الوهمية تارة أخري، لكننى لم أستجب أبدا للرد على ترهاتهم ولم أعبأ بهم، كان هدفى واضحا منذ البداية، أن أنتصر لوطنى وفكرتى وحلمي.
والآن ومشروع «مؤسسة البوابة نيوز» بكل تجلياته، داخل وخارج الوطن، يدخل عامه العاشر ؛ هل لى أن أفخر قليلا بما حققته ومعى زملائى وإخوتى وأبنائي، فى تلك السنوات القليلة؛ منذ عام ١٩٩٦ حتى الآن، عندما كان الحلم مكتبا صغيرا يضم ثلاثة من الأصدقاء المقربين حتى تحول إلى صرح كبير يدافع عن الوطن وقيمه النبيلة.
والآن ونحن نبرح عامنا العاشر متجهين بثقة فى الله لعامنا الحادى عشر كمؤسسة هل نكون مبالغين إذا قلنا إننا ممتلئون بالثقة فى الريادة بعد أن توجهنا لمخاطبة الغرب بإنشاء أول كيان للمؤسسة فى فرنسا تحت اسم "مركز دراسات الشرق الأوسط" وبدأنا فى ترجمة أبحاث المركز العربى للصحافة، الناشر الرئيسى لـ “البوابة نيوز”، موقعا وجريدة، إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
يتزامن ذلك مع تدشين موقعين للمؤسسة باللغتين الإنجليزية والفرنسية لشرح قضايانا العادلة للغرب بلغة يفهمونها، بعد أن شبعنا وتشبعنا من الحديث مع بعضنا البعض.
“البوابة نيوز”، الحلم فى طريقها الصحيح، ذلك هو اعتقادي، أهدافنا تتضح يوما بعد يوم أكثر مما سبق، كلما حققنا نجاحا يبرق أمامنا آخر، نهديه لشعبنا ووطننا، وأمتنا.
نعرف طريقنا جيدًا، رغم المشكلات الجمة التى تواجهنا، لكننا لا نخشى فى حب بلادنا سوى الله، نعمل لصالح شعبنا وأهالينا من البسطاء ولا نريد أى جزاءً ولا شكورًا، اللهم سوى مزيد من حب الناس الذى هو تاج على رءوسنا، منه نستمد القدرة على الاستمرار والعطاء.
كل عام و"البوابة نيوز"، وكل أصدقائى الذين شاركونى الحلم، وكل أبنائى وزملائى الذين يعملون معي، ليل نهار، على جعله حقيقة ساطعة كالشمس، بألف خير ومحبة.