الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

محمود التهامي في حواره لـ"البوابة نيوز": "الشيخ ياسين" أسطورة الإنشاد الديني.. 30 مسيحيا أعضاء في نقابة المنشدين.. الانفصال بين المغني والشيخ حدث في السبعينيات بسبب المتطرفين

محمود التهامي في
محمود التهامي في حواره لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بحسه الراقي، وصوته المتفرد، وثقافته الواسعة، واختياراته الماهرة للقصائد التى ينشدها، خرج محمود ياسين التهامى عن عباءة أبيه أشهر منشدى مصر، ليصير بدوره من أهم أصوات الوطن العربى فى الإنشاد الدينى؛ كذلك حقق العديد من المكاسب لمهنة الإنشاد، منها إنشاء نقابة للمنشدين من أجل الحفاظ على الإنشاد الدينى والتراث المصري، وصار أول نقيب للمنشدين. 
«البوابة» التقت الشيخ محمود التهامي، نقيب المنشدين ليحكى لنا تجربته مع الإنشاد الدينى وكيف خرج من عباءة أبيه الشيخ ياسين. وإلى نص الحوار..


■ كمُنشد.. كيف تأثرت بالشيخ ياسين التهامي؟
بعيدًا أن أنه والدي، فهو رجل متفرد ومتميز وصاحب ثورة فى الإنشاد الدينى إضافة إلى تأثيره الكبير على جمهور الإنشاد فى الوطن العربي، وهكذا فإن له تأثيرا وفضلا عليَّ فى المجال ذاته، وأخذت الكثير من مدرسته وهى «الارتجال»، والتى اجتهدت بقدر الإمكان أن أحافظ عليها وأكمل بنفس الاحترافية ودمجها بباقى المدارس العالمية. وبخلاف الشيخ ياسين، فأنا على صلة وطيدة بجميع المنشدين والمعنيين بالمدح الشريف والإنشاد الدينى سواء داخل مصر أو خارجها. ومنذ البداية لم أرغب أن أكون ياسين التهامى رقم ٢، فأنا محمود التهامى ولى عالمى الخاص وكان شرط والدى أن أكمل دراستى وأن أحصل على الامتياز فى اللغة العربية، وبالفعل أتممت ذلك وحصلت على الماجستير.
■ إذن.. كيف اختلفت عن مدرسته؟
كانت هناك خلافات إيجابية بيننا والتى كانت تدور حول كيفية تناول الإنشاد الدينى بمعنى الثقافة فى هذا العصر، والتى تختلف عنها منذ ٤٠ عامًا، فهو يرى لونا مختلفا من الإنشاد متجمدًا وصلبًا، بينما أراه لا بد أن يتطور ويصبح أكثر سهولة ومواكبًا للعصر، فى الوقت نفسه مُهتم بالحفاظ على تقاليد المدرسة القديمة. وأنا فى مدرسة الإنشاد الدينى أقوم بتدريس الإنشاد التراثى الذى قدمه لنا المشايخ على محمود، وطه الفشنى ومحمود طوبار، واهتم أيضًا بتحفيظ التراث. وفيما يخص عملى فلقبت بـ«قائد ثورة التجديد» فى الإنشاد الدينى والموسيقى العربية، لأننى معنى بثلاثة أمور هى الإنشاد الديني، وفن الارتجال، وأخيرًا أنا معنى بثقافة اللغة العربية الفصحى، وبحمد الله وصلت بقصائد الفصحى إلى العالمية.


■ هل الإنشاد الدينى حقًا يختلف بمر العصور؟
يختلف ويتغير، فالإنشاد الدينى قبل ياسين التهامى كان خاليا تمامًا من أى آلات موسيقية، وأول من أدخل الآلات فى الإنشاد كالطبلة والكمان والناى بما هو متعارف عليه حاليا، وجئت أنا من بعده فأدخلت كل الآلات وكذلك مقامات حديثة، فأصبح الإنشاد الدينى متطورًا؛ فلماذا يغضب الشيخ من ذلك وهو سبق أن فعل ذلك الأمر.
■ كيف تغنى للخالق، ثم تشارك فى دويتو مع فتاة؟
الإنشاد الدينى يتناول كل الفنون الإنسانية، وتحته كل ما هو ربانى وإنسانى وجميل؛ وذلك الانفصال بين المغنى والشيخ حدث فى السبعينيات بسبب الوهابيين والمتطرفين الذين هاجموا فن الغزل ضمن الإنشاد الديني، ووصفوا الشعر بأنه حرام، وكنا السبب فى ذلك لأننا تهاونا. أما عن العمل مع الفنانة مى فاروق، فهو أمر ليس بالجديد، فقد كانت أم كلثوم تعمل مع الشيخ سيد مكاوي، والشيخ زكريا أحمد عمل مع أسمهان وأم كلثوم، وغنّى النقشبندى العظيم من ألحان بليغ حمدي. فجاءت فكرة الصديق والمنتج سعيد الإمام بأن نُعيد زمن المشايخ مع مى فاروق التى يراها كثيرون أم كلثوم الأوبرا المصرية، فخرجت الأغنية بألحان محمد رحيم، وقد لاقت وقتها استحسانا هائلا من الجمهور.


■ وهل كررت التجربة مرة أخرى؟
كررتها مع الفنانة الأمريكية إليز ليبيك فى أغنية «حب إلهي»، لكن ذلك لا يتكرر كثيرًا لأن الإنشاد الدينى خارج سباقات الجوائز العالمية لأنه مصنف بشكل عنصري، لذلك اشتركت مع الفنانة الأمريكية حتى أستطيع أن أُعرّف العالم بمجال الإنشاد.
■ احك لنا عن تأسيس نقابة المنشدين؟
الفكرة جاءت بسبب الإزعاج الذى كنا نواجهه كمنشدين من النقابات الأخرى، ووجدت أن المنشد يبلغ عمر السبعين، وليس له مدخل للرزق سوى العمل فى الإنشاد، لذلك قررت تحمل مسئولية تأسيس نقابة الإنشاد. وشعرت بالخوف على الإنشاد بسبب توسع الأغانى الشعبية ومحاولة تقليده، ومقياس النجاح لدى المنشد هو الثقافة وليس الشهرة، وكان أول من تمنيت أن يكون نقيبًا للمنشدين هو الشيخ ياسين التهامي، ولكنه رفض تولى أمور النقابة، وقال: لا أتحمل تلك المنازعات وأنا حاملًا اسم الله ورسوله، ولكنه يدعمنى الآن ويقف بجواري.


■ قيل إن هناك منشدين أقباطا فى النقابة، وفى فرقتك كذلك؟
يبلغ عدد أعضاء النقابة حوالى ٢٠٠٠ عضو، بينهم ٣٠ مسيحيا، منهم مكرم المنياوى رحمه الله، وجميل عبدالكريم، لذلك أدرجنا الترانيم القبطية فى مسابقة الإنشاد الديني، وفى مسابقة «إبداع» التى ترعاها وزارة الشباب والرياضة.