الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رمضان شهر القطايف واللطايف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


من منا لا ينتظر حلول شهر رمضان المعظم بفارغ الصبر.. ومن منا لا يتشوق لروحانياته من صيام وصلاة وقراءة قرآن وغيرها من البركات التي تأتي بصحبة هذا الشهر الكريم، والذي يكون بمثابة مجدد للطاقات الدينية بداخلنا، فها هى أيام قليلة ونستقبل ذلك الضيف الخفيف والذي ننتظره من العام للعام، وذكرياته معلقة في أذهاننا بكل معانيه السامية.

 

"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات...."، هكذا وصف القرآن الكريم ذلك الشهر، ليظهر قيمته الكبرى عند المولى عز وجل، فهو بمثابة عيد للمسلمين في جميع بقاع الأرض، يخرج لهم نفحاته العطرة المباركة والتي تجدد طاقتهم طوال العام، ويكفى قولًا أن به ليلة هى من أعظم ليالي العام ألا وهى ليلة القدر التي قال عنها المولى "ليلة القدر خير من ألف شهر".

 

ولعل من أبرز ملامح هذا الشهر الكريم والذي ارتبط بذكريات الطفولة القديمة الزينة التي تمتلئ بها الشوارع، صوت التواشيح والأدعية الدينية للشيخ سيد النقشبندي، وتفسير الشيخ الشعراوي لآيات القرآن الكريم، وكذلك برامج الأطفال، والتي يأتي على رأسها بوجي وطمطم الذي كان بمثابة وجبة دسمة للأطفال الصغار، ولا ننسى "بكار" الفتى الأسمر الجميل الذي كان قدوة للأطفال وكثيرا ما كان سببًا في لم شمل الأسرة المصرية على مائدة الإفطار.

 

وأكثر ما يضيف لذلك الشهر مذاقًا مميزًا ويجمع عليه الجميع صغارًا كانوا أو كبارًا، تناول الحلويات الشرقية والكنافة والقطايف، إلا أن قطايف الشهر الكريم لا تقتصر فقط على تلك الحلوى التي نتناولها، بل حلاوتها يمكن تذوقها من خلال أشياء عدة وتأتي في مقدمتها أداء الفروض وصلاة التروايح وقراءة القرآن الكريم، والذي وصف ذلك الشهر باسمه وذلك في قوله تعالى "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات....".

 

أما لطايف الشهر الكريم والتي من خلالها نشعر بحلاوته تتمثل في صلة الأرحام وود الأقارب ومد يد المساعدة للمساكين وتنفيس الكرب عن المحتاجين، والمسارعة في فعل الخيرات بدون مقابل، فكل من يستطيع فعل خير لا يتأخر عن تقديمها دون انتظار المقابل منها.

 

نحن على أحر من الجمر في انتظار قدوم ذلك الضيف الكريم، مرددين كلمات أغنية محمد عبدالمطلب "رمضان جانا.. أهلًا رمضان"، داعين المولى ــ عز وجل ــ أن يعيده على الأمة الإسلامية والعربية باليمن والخير والبركات.