السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"الرحلة المثمرة".. تفاصيل جولة السيسي في غرب أفريقيا.. الرئيس يؤكد عمق العلاقات.. تدعيم التعاون التجاري والاستثماري.. دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادي بالقارة السمراء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي جولة خارجية شملت زيارة كلٍ من الولايات المتحدة الأمريكية، وغينيا، وكوت ديفوار، والسنغال.



وجاءت جولة الرئيس الخارجية إلى منطقة غرب أفريقيا في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، وكذا مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات، لا سيما عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الأفريقية في السياسة الخارجية المصرية، خاصةً في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.
كما عقد الرئيس السيسي خلال الجولة الأفريقية سلسلة مكثفة من المباحثات الثنائية مع زعماء كلٍ من غينيا وكوت ديفوار والسنغال، بهدف بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي مع مصر، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الأفريقية، فضلا عن مناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لبلورة جهود الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي والهادفة بالأساس نحو دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة.
ووصل الرئيس السيسي إلى العاصمة الغينية كوناكري، وذلك في مستهل جولته الخارجية، حيث كان في استقبال الرئيس "ألفا كوندي"، رئيس جمهورية غينيا، إلى جانب عدد من كبار المسئولين بالحكومة الغينية، وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وتوجه الرئيس السيسي بعد ذلك إلى مقر جامعة "جمال عبد الناصر في كوناكري، حيث شهد إزاحة الستار عن تمثال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحرم الجامعة، إلى جانب افتتاح مبنى المجمع الجديد بالجامعة والذي يحمل اسم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ووجه الرئيس الشكر في هذه المناسبة للرئيس "ألفا كوندي" والشعب الغيني بأكمله على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا اعتزازه بزيارة جمهورية غينيا الشقيقة، وذلك في أول زيارة لرئيس مصري إلى كوناكري منذ عام 1965، ومنوهًا إلى التاريخ الحافل والمشهود الذي تتمتع به غينيا في دعم حركات النضال الوطني في أفريقيا وكفاح أبنائها لنيل استقلالهم وحريتهم.
وأكد عمق العلاقات التاريخية الأخوية بين مصر وغينيا، والتي توطدت على مر السنين على مختلف أصعدتها السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث تجلت في الروابط الوثيقة التي جمعت بين الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأحمد سيكوتوري، وانعكست في إنشاء جامعة "جمال عبد الناصر" بالعاصمة الغينية كوناكري، والتي تعد رمزًا شاهدًا على متانة الأواصر بين البلدين.
كما عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الغيني "ألفا كوندي"، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وذلك على هامش الزيارة الحالية للرئيس إلى جمهورية غينيا.
ورحب الرئيس الغيني بزيارة الرئيس السيسي التاريخية، لكونها أول زيارة لرئيس مصري إلى غينيا منذ أكثر من 5 عقود، مشيرًا إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وضرورة العمل على تطوير مختلف أطر التعاون المشترك، لا سيما من خلال متابعة النتائج المثمرة التي أسفرت عنها المباحثات المعمقة التي تمت خلال زيارته الثنائية إلى مصر في مايو 2017، خاصةً في المجالين الاقتصادي والتجاري.
كما ثمّن الرئيس "كوندي" الدور المصري المحوري والنشط في عمقها الإستراتيجي في أفريقيا، خاصةً مع انطلاق الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، منوهًا إلى حاجة القارة إلى قيام مصر بتعظيم انخراطها الإيجابي والفعال في معالجة مختلف الشواغل الأفريقية، لا سيما المتعلقة بقضايا السلم والأمن والتنمية، لما لها من ثقل وتواجد مؤثرين على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأعرب الرئيس السيسي خلال المباحثات عن سعادته بزيارة غينيا، مشيدًا بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين وتنوع مجالات التعاون المشترك بينهما، مؤكدًا عزم مصر على تطوير آفاق التعاون مع غينيا، في ضوء اهتمام مصر بمد جسور التعاون مع الجانب الغيني بهدف تعزيز التنمية والاستقرار والبناء، واستثمارًا للرصيد التاريخي الممتد بين البلدين، لا سيما من خلال الدفع نحو عقد الدورة المقبلة من اللجنة المشتركة بين الجانبين في شهر سبتمبر القادم على مستوى وزيري الخارجية.
وشدد على اهتمام مصر المتبادل بالارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية مع غينيا بما يساهم في دفع التكامل الإقليمي والأفريقي فيما يتعلق بالتجارة البينية وتحقيق هدف منطقة التجارة الحرة الأفريقية، كما أوضح الرئيس تطلع مصر للمساهمة في تطوير جامعة "جمال عبد الناصر" بكوناكري لتكون منارة تعليمية وثقافية، ليس فقط للشعب الغيني ولكن للقارة الأفريقية ككل.

وأكد الرئيس حرص مصر على مواصلة تقديم الدعم الفني للأشقاء الغينيين في مجال بناء القدرات والتدريب للكوادر الغينية في مختلف التخصصات، خاصةً الأمنية والعسكرية، وذلك في إطار بروتوكول التعاون العسكري الموقع بين البلدين في نوفمبر 2018، معربًا في هذا السياق عن التطلع إلى أن يمثل ذلك البروتوكول انطلاقة في مجال التعاون المشترك خلال المرحلة المقبلة.
وتطرقت المباحثات بين الرئيسين كذلك إلى موضوعات الطاقة في أفريقيا في ضوء تولي الرئيس "ألفا كوندي" مهمة تفعيل المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة، حيث أكد الرئيس السيسي مساندة مصر للرئيس "كوندى" ولجهوده في هذا المجال لإنجاح المبادرة في تحقيق الأهداف المرجوة منها، بما ينعكس إيجابًا على مساعي التنمية بالقارة.
كما تم تناول عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها سبل الارتقاء بدور وفعالية الاتحاد الأفريقي في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد، حيث أعرب الرئيس الغيني عن دعم بلاده الكامل لمختلف التحركات المصرية في هذا الإطار، في حين أشار الرئيس السيسي إلى اعتزام مصر تسخير إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك وتحقيق مردود إيجابي ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للدول والشعوب الأفريقية، خاصةً من خلال التركيز على عدد من الأولويات الرئيسية التي تنطلق من أجندة عمل الاتحاد الحالية، وعلى رأسها صياغة تصور متكامل لمشروعات الربط والبنية التحتية القارية.
وشهدت المباحثات التوافق حول ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي للعمل على صون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية، خاصةً في منطقة الساحل، من خلال رؤية جماعية لمواجهة التحديات المتعلقة بانتشار بؤر الأنشطة الإرهابية والجريمة المنظمة.
وشهد الرئيسان في ختام المباحثات التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة، والرياضة، والإعلام، والتجارة.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في مأدبة العشاء التي أقامها نظيره الغيني "ألفا كوندي"، على شرفه، والتي شهدت تقليد الرئيس وسام الاستحقاق الوطني، وهو أرفع وسام في جمهورية غينيا.

كوت ديفوار
كما عقد الرئيس السيسي، جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الإيفواري "الحسن واتارا" بمقر القصر الجمهوري بأبيدجان، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وذلك في إطار الزيارة الحالية للرئيس إلى جمهورية كوت ديفوار.

وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

ورحب الرئيس الإيفواري بالزيارة التاريخية وغير المسبوقة للرئيس السيسي، كونها أول زيارة على الإطلاق لرئيس مصري إلى أبيدجان، مثمنًا جولة الرئيس الحالية إلى عدد من الدول الأفريقية، والتي تعكس الثقل الذي تتمتع به مصر في عمقها الأفريقي رسميًا وشعبيًا، وتبوأ مصر لمكانتها ودورها الحيوي على الساحة القارية.

كما أكد "واتارا" متانة العلاقات الثنائية والروابط الممتدة بين مصر وكوت ديفوار، معربًا عن تطلع بلاده لتدعيم مظاهر تلك العلاقات بين البلدين، خاصةً في مجال تكنولوجيا المعلومات، وكذا على الصعيد الاقتصادي، وذلك في ظل حرص كوت ديفوار على تشجيع الاستثمارات المصرية بها، ومشيدًا بنشاط الشركات المصرية العاملة في كوت ديفوار، مع تأكيد حرص حكومته على توفير كافة التسهيلات اللازمة لها وتذليل أية عقبات قد تواجهها.

ومن ناحيته، أعرب الرئيس السيسي خلال المباحثات عن اعتزازه لكونه أول رئيس مصري يزور أبيدجان، وتطلع مصر لأن تساهم هذه الزيارة في فتح آفاق التعاون بين البلدين بما يحقق نقلة نوعية في مستوى العلاقات الثنائية، مؤكدًا حرصه على تضمين كوت ديفوار في أول جولة أفريقية عقب تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، وذلك انطلاقًا من تقديرنا لدورها الهام في إقليم غرب أفريقيا.

وأكد الرئيس وجود آفاق واسعة لتطوير مستوى التعاون الاقتصادي بين مصر وكوت ديفوار، مشيرًا إلى أهمية العمل على الارتقاء بمعدلات التبادل التجاري بين البلدين لتتسق مع مستوى العلاقات الثنائية المتميزة، ومنوهًا إلى الحرص المتبادل على تعزيز وجود الشركات المصرية العاملة في كوت ديفوار وتشجيع شركات جديدة على الاستثمار هناك.

وأشار إلى استعداد مصر لتقديم الدعم لكوت ديفوار على صعيد مشروعات البنية التحتية في مجال تكنولوجيا المعلومات، وذلك في ضوء الخبرة المصرية العريضة في هذا الشأن، وأكد كذلك حرص مصر على تعزيز التعاون مع الأشقاء الإيفواريين في مجال بناء القدرات والتدريب في مختلف المجالات المدنية والعسكرية.

وشهدت المباحثات بين الرئيسين اتساقًا في وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأزمة الليبية في ضوء التطورات الأخيرة، وقد تم التوافق حول تكثيف التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة بخصوص الملفات الملحة على الساحة الأفريقية، ومن بينها تطورات الأوضاع في بؤر النزاعات المختلفة بالقارة، إلى جانب أنشطة مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وجهود إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات، لا سيما في ضوء تزامن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مع عضوية كوت ديفوار الحالية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي.

وأشاد الرئيس بالدور الذي تقوم به كوت ديفوار داخل المجلس في تمثيل صوت أفريقيا في عملية صياغة المواقف الدولية.

وثمن الرئيس "واتارا" من جانبه الجهود المصرية الحثيثة لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك في إطار رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي.

وأكد الرئيس السيسي الأولوية التي توليها مصر لمساعي تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا، لا سيما من خلال العمل على صياغة تصور متكامل لمشروعات الربط والبنية التحتية القارية، ومن ثم اهتمامه بالتنسيق مع الرئيس الإيفواري في ظل توليه مهمة الترويج لأجندة 2063 بالاتحاد الأفريقي، باعتبارها الإطار الإستراتيجي للتنمية في أفريقيا.

واتفق الرئيسان في ختام المباحثات على تفعيل دور اللجنة المشتركة بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية، وذلك لمتابعة ودفع مختلف مجالات التعاون الثنائية.

كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة، والصحة، وتكنولوجيا المعلومات؛ وتلى ذلك عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين.



السنغال
وفي زيارته إلى السنغال، عقد الرئيس السيسي أمس جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس السنغالي "ماكي سال" بمقر القصر الجمهوري بالعاصمة السنغالية داكار، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وذلك في إطار الزيارة الحالية للرئيس إلى جمهورية السنغال.

وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف، ورحب "ماكي سال" بزيارة الرئيس السيسي إلى السنغال في إطار جولته الأفريقية الأولى عقب تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي.

واشاد بالدور المصري الأصيل في الدفاع عن القضايا الأفريقية على الساحة الدولية ومعالجة المشكلات التي تشغل البال الجمعي لشعوب القارة، خاصةً تلك المتصلة بملفي السلم والأمن والتنمية، وهو الأمر الذي أكسبها المكانة والثقل لاختيارها رئيسًا للاتحاد الأفريقي، معربًا كذلك عن تطلعه لقيام مصر ببذل مساعيها للدفع نحو رفع تصنيف أفريقيا في مؤشرات مخاطر الاستثمار في إطار المنظمات التنموية الدولية.

كما نوه الرئيس السنغالي إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وضرورة العمل على تطوير مختلف أطر التعاون المشترك، لا سيما النواحي الاقتصادية والتجارية، فضلًا عن الاستفادة من الإمكانيات المصرية وخبرتها العريضة وتجاربها الناجحة في مجالات تنمية البنية التحتية، وتشييد المدن الجديدة، وإنشاء مشروعات الكبارى والطرق، والطاقة، والسياحة، وذلك في إطار دعم "خطة السنغال البازغة" للتنمية الاقتصادية.

وأعرب الرئيس السيسي خلال المباحثات عن سعادته بزيارة السنغال، مجددًا التهنئة للرئيس "ماكي سال" بمناسبة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، والذي يؤشر إلى ثقة الشعب السنغالي في شخصه لاستكمال مسيرة النمو والازدهار في البلاد.

ومن ناحيته، أعرب السيسي عن اعتزاز مصر بالعلاقات الأخوية التي تربطها بالسنغال في أبعادها المختلفة، لا سيما السياسية والثقافية والدينية، بالإضافة إلى تلاقي رؤى ومواقف البلدين إزاء مجمل القضايا الدولية والإقليمية، والذي تجلى في التفاهم والتنسيق المشترك خلال فترة عضوية البلدين في مجلس الأمن (2016/ 2017)، خاصةً فيما يتعلق بالدفاع عن مصالح القارة الأفريقية المشتركة ومواقفها الموحدة، مؤكدًا حرص مصر على استمرار التشاور السياسي مع السنغال بشأن مختلف ملفات السلم والأمن بالقارة، إيمانًا منها بالدور المهم الذي تضطلع به السنغال في هذا الصدد على المستوى الأفريقي.
وعبر الرئيس السيسي كذلك عن اعتزاز مصر بدورها في دعم جهود التنمية في السنغال عبر تقديم برامج الدعم الفني وبناء القدرات لإعداد الكوادر السنغالية، مشيدًا على وجه الخصوص بخطة السنغال الطموحة للتنمية الاقتصادية، وبوتيرة النمو الاقتصادي التي تشهدها السنغال كأحد النماذج الناجحة في القارة الأفريقية.

وأشار إلى اهتمام مصر بزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، وتعزيز دور قطاع الأعمال المصري في السوق السنغالية خلال الفترة المقبلة، خاصةً في مجالات تشييد مشروعات البنية الأساسية والزراعة والصحة والعلوم والثقافة والبترول والغاز وتكنولوجيا المعلومات، بما يسهم في تدعيم "خطة السنغال البازغة".

وتناول اللقاء كذلك تعميق مظاهر التعاون بين مصر والسنغال في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف في القارة الأفريقية للمساعدة على تحقيق الأمن والاستقرار المطلوب للتنمية، خاصةً في منطقتي الساحل وغرب أفريقيا، وذلك على الصعيد الأمني وتبادل المعلومات، وكذلك الصعيد الفكري.

وأعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع السنغال، كأحد المراكز الرئيسية لنشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير في منطقة غرب أفريقيا، بينما أشاد الرئيس "ماكي سال" بدور الأزهر في محاربة الفكر المتطرف ونشر النهج الوسطى للإسلام المعتدل في سائر دول العالم، بما في ذلك السنغال من خلال تعزيز دور البعثة الأزهرية، وإعداد الأئمة، وتقديم المنح الدراسية في مختلف المجالات للطلبة السنغاليين للدراسة في مصر.

كما تطرقت المباحثات إلى عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها مجمل تطورات بؤر النزاعات المختلفة بالقارة، إلى جانب سبل الارتقاء بدور وفعالية الاتحاد الأفريقي في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد من خلال إصلاحه ماليًا ومؤسسيًا، حيث أعرب الرئيس السنغالي عن دعم بلاده الكامل لمختلف الأنشطة المصرية في هذا الإطار، لا سيما في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتنمية.

وشهدت المباحثات التوافق حول ضرورة انعقاد اللجنة المشتركة المصرية السنغالية في أقرب فرصة ممكنة بداكار، لا سيما وأنها ستعد نقطة انطلاق نحو علاقات تعاون أرحب بين البلدين، لما ستتيحه من مراجعة كافة أوجه العلاقات الثنائية والوقوف على آخر مستجداتها وبحث نواحي تفعيلها وتطويرها، كما وجه الرئيس الدعوة في هذا الخصوص إلى نظيره السنغالي للقيام بزيارة رسمية إلى مصر في المستقبل القريب.

وشهد الرئيسان في ختام المباحثات التوقيع على مذكرتي تفاهم للتعاون في مجالي الإعلام، والتشاور الدبلوماسي؛ وتلى ذلك عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين.