الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مصر وأفريقيا والرياضة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع بداية عام ٢٠١٩ حققت مصر انتصارين رياضيين على المستوى الأفريقي، وهما تنظيم مصر لبطولة أفريقيا لكرة القدم لعام ٢٠١٩ بعد سحب الاتحاد الأفريقى حق التنظيم من الكاميرون، وفوز محمد صلاح بجائزة أحسن لاعب فى أفريقيا للعام الثانى على التوالى ومع تولى مصر رئاسة منظمة الوحدة الأفريقية يصبح عام ٢٠١٩ هو عام أفريقيا فى الرياضة والسياسة وأشياء أخرى.
وإذا كانت مصر هى دولة المقر للاتحاد الأفريقى لكرة القدم وهى الدولة المؤسسة للاتحاد منذ إنشائه عام ١٩٥٧، فإن المنافسة الأفريقية فى الرياضة لم تكن أبدا سهلة ولا مضمونة، وعلى مستوى المسابقات الثلاث لكل من الأندية والفرق القومية وأحسن لاعب والمنافسة دائما قوية سواء مع الدول العربية فى شمال أفريقيا أو الدول الأفريقية جنوب الصحراء، حيث شهدت الرياضة الأفريقية تطورا عظيما خاصة فى العقود الثلاثة الماضية.
وأتذكر الإثارة والمتعة بمباريات كرة القدم بين الفرق المصرية والفرق الأفريقية ولحظات الفرح لفوز الأهلى والزمالك والمقاولون، ولكن يظل فوز الفريق القومى المصرى بكأس البطولة الأفريقية هو قمة المتعة والنشوة والتى عشناها مرات عديدة خلال العقود الماضية، خاصة فوزنا بالكأس ثلاث مرات متتالية مع المدرب المصرى حسن شحاتة، وأخيرا فرحتنا جميعا بفوز محمد صلاح أفضل لاعبى كرة القدم المصرية على مر التاريخ بكأس أحسن لاعب أفريقى لعامى ٢٠١٧ و٢٠١٨.
وإذا كانت الرياضة هى مفتاح وصول مصر إلى كل المسابقات العالمية، فإن علاقة مصر بأفريقيا تتعدى الرياضة إلى العديد من نواحى السياسة والاقتصاد والأمن القومى العربى الأفريقى معا.
وعلى المستوى السياسي، ففرصة مصر فى إحداث تأثير سياسى قوى على المستوى الدولى ينبع من تأثيرها فى محيطها الأفريقى والعربي، وقد حققت مصر انفتاحا سياسيا على كل دول أفريقيا منذ ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وكان عبدالناصر هو البطل والملهم لكل حركات التحرر فى أفريقيا، ولم تنس أفريقيا ذلك وقامت الدول الأفريقية بمساندة قضايا العرب وخاصة الصراع العربى الإسرائيلي، ومازالت حتى اليوم تناصر القضايا العربية رغم الضغوط الغربية والمحاولات الإسرائيلية.
واقتصاديا، تبقى فرص مصر فى زيادة التبادل التجارى مع الدول الأفريقية وتحقيق نمو اقتصادى وزيادة الصادرات إلى عدة أضعاف هى الفرصة الأكثر للتحقيق على المستويين القريب والبعيد، فالمنافسة أقل شراسة والعقبات أقل وتقبل المنتج المصرى فى أفريقيا أكثر من أوروبا وأمريكا، وكذلك القرب الجغرافى والنقل البحرى الرخيص يحقق تنافسية عالية للمنتج المصرى فى السوق الأفريقية الشاسعة والواعدة، ولذا يجب الاهتمام بهذا البعد فى تعاملاتنا مع الدول الأفريقية.
وأخيرا، تبقى أفريقيا هى القارة الأكثر أهمية للأمن القومى المصرى والعربي، فنهر النيل شريان الحياة لمصر والسودان ينبع من أفريقيا، وباب المندب، المدخل الجنوبى للبحر الأحمر تطل عليه دول أفريقية، والحدود البرية مع دول أفريقيا جنوب الصحراء وهى مصدر دائم لتهريب الأسلحة والإرهابيين وهى عوامل تؤثر فى الأمن القومى لكل البلاد العربية.
وبين الرياضة والسياسة والاقتصاد والأمن القومى تبقى أفريقيا هى الظهير المؤثر للدور المصرى على المسرح الدولي، وتبقى علاقات مصر الأفريقية هى أهم الدوائر التى يجب الحفاظ عليها والاهتمام بها وتطويرها مهما كلفنا ذلك من جهد ووقت وتواجد مستمر، وتبقى علاقات مصر الأفريقية هى أهم الدوائر التى يجب الحفاظ عليها والاهتمام بها وتطويرها لتشمل مجالات أخرى تمس المواطن الأفريقى مثل التعليم والصحة، مهما كلفنا ذلك من جهد أو وقت أو تواجد مستمر.