الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لماذا كل هذا الدم؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من الهلع تنتابني، كإنسان قبل أن أكون صحفيا وتحديدًا صحفي بقسم الحوادث، من تلك الجرائم البشعة التي بتنا نبدأ ونختم يومنا بها مثل قيام رب أسرة بقتل أسرته، أو الاب الذي يغتصب ابنته، أو الأم التي تخلصت من فلذة كبدها بسبب العشيق،.. فلم تفلح السنوات الماضية في تغطية أخبار الكوارث في تبريد دمائنا أو أن نعتاد على هذه الشرور التي لا يتصور أحد أنها تحدث ضد إنسان بيد أخيه الإنسان.. فربما من المعتاد أن نسمع أن أسدًا متوحشًا أو ذئبًا جائعًا يفترس ضحيته لإشباع جوع بطنه، لكن أن يتحول رب الأسرة إلى وحش كاسر لا يعرف أي معنى للرحمة أو الشفقة فهذا ما لا يطيقه بشر.
وكثيرًا ما أتساءل لماذا يقدم الجاني على هذه الفعلة النكراء، وقد تناقشت مع عدد من المختصين بهذا الشأن بينهم أساتذة علم النفس والاجتماع وخبراء أمنيين.. وأخيرا تحدثت مع والدى الفلاح البسيط في أقاصي الجنوب لعلي أحصل منهم على إجابة شافية تهدئ من روعي.. وربما كانت إجابة والدي هي الأقرب إلى قلبي حيث قال لي: إنه البعد عن الله يا 
ولدي.
فانتشار تلك الجرائم البشعة داخل المجتمع وبشكل فج يثير حفيظة الكثيرين منا وتؤثر بالسلب على الحالة النفسية للجميع فضلا عن الأطفال متابعي السوشيال ميديا والتي أصبحت سبب "مصايب كتير حلت بينا "لا أعلم هل هو استخدام خاطئ للتكنولوجيا أم أنه تطبيق بدون فهم أم ماذا؟ كل ما أعلمه واجتمع عليه عدد غفير من الأساتذة خبراء علم النفس والاجتماع أن الجهل والفقر والمخدرات والبعد عن الدين كانت من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار الجريمة بشكل عام فضلا عن انتشارها داخل الأسرة الواحدة فنسمع عن أب يقتل فلذة كبده وآخر يعتدى عليها وثالث ينتحر ورابع وخامس، حتى أصبح الوضع مقلقا ومفزعا.
وأود أن أوضح أن الجريمة لا تقتصر على دولة ولا مدينة بعينها فكل الدول ممتئلة بقضاياها المختلفة..ولكن على الدولة أن تقوم بوضع كل هذه الجرائم وخاصة الأسرية على مائدة الحوار ومناقشتها بمعرفة مختصين بهذا الشأن ووضع حلول جذرية للقضاء على هذا المرض الخطير الذى ينهش في جسد المجتمع بأكمله ولكن علينا أن نتفق على عدة نقاط كان من أولها وأهمها نشر التثقيف والوعى داخل الأسرة وتوجيه الإعلام للاهتمام بقضايا الطفل والمرأة وتشجيع المشروعات الصغيرة فضلا عن القضاء على الأمية والاهتمام بقضايا التعليم والتثقيف عن طريق البرامج والمسلسلات والأفلام الهادفة ولا بد من تدخل فورى من الدولة متمثلة فى هيئة الرقابة الإدارية بشكل فعلى وحازم في الاطلاع على كافة المواد التى تقدم على مائدة الشعب من إنتاج وإخراج وسيناريو ومطابقة هذه المواد لمواكبة العصر للنضوج بالمجتمع وبالأسرة إلى أفضل ما يكون.
يا سادة علينا أن نبدأ من الداخل بإصلاح النفس وتربية الأطفال تربية واعية مثقفة كلنا مشاركون وكلنا مسئولون عما يحدث.. عودوا إلى ربكم لنعرف أسباب ما يحدث !