- من أعظم أسباب انتشار الفكر المتطرف ثنائية الفقر – التخلف، حيث يستغل أرباب هذا الفكر حاجة الناس للمال فيستميلونهم عن طريق توفير بعض الخدمات ثم يستغلون جهلهم بالتأثير عليهم وبث هذا الفكر فيهم، ولأن هذا الفكر ضحلٌ جدًا فيسهل الاقتناع به من قبل العقل البسيط حيث يقوم على تقسيم العالم إلى قسمين كبيرين: قسم في الخير وآخر فيه الشر، وهو أمر يتماشى مع عقلية الشباب وعقلية البسطاء التي لا تستطيع فهم تعقيدات الحياة.
- ومن الأسباب أيضًا: غياب التنمية الاقتصادية وتدني الخدمات الحكومية ما يؤدي إلى تزايد الحقد على الأنظمة والدولة فيلجأ المواطن الذي يشعر بكراهية الدولة بسبب إهمالها له إلى معاقبتها بالانتماء لأعدائها وهم أصحاب هذا الفكر وهو سبب من أسباب انتشار الإرهاب في صعيد مصر بسبب تحوله لمنفى للموظفين ما يشعرهم بضرورة الانتقام من الدولة فينتمي لتلك الجماعات.
- ومن الأسباب أيضًا: حصول التفكك الاجتماعي حيث لوحظ عن طريق الاستقراء والدراسة أن أصحاب الفكر المتطرف ينتشرون بكثافة في الأماكن التي تقوم على النظام القبلي القائم على الانتساب للقبيلة لا الأسرة ويقلون في النظام الاجتماعي النووي (المكون من نواة هي الأب والأم) بسبب توفر الرقابة الأسرية في هذا النظام الاجتماعي وغيابها في حالة النظام القبلي.
- ومن الأسباب أيضًا: توفر البيئة الحاضنة، كالبيئة الصحراوية والجبيلة والتي تعتبر مأوى مناسبًا لهذه التنظيمات، بالإضافة إلى أن هذه البيئة تتماشى مع فكر هذه التنظيمات من اعتزال المجتمعات الجاهلية والهجرة إلى الجبال والقفار ولهذا نجد سيناء والصعيد في مصر من أكثر الأماكن التي ينتشر فيها هذا الفكر وكذلك اليمن وليبيا وأفغانستان وكذلك القرن الأفريقي بسبب توفر البيئة الحاضنة والعوامل التي تؤدي لنمو هذا الفكر انتشاره كالطبيعة الاجتماعية القائمة على القبلية وكذلك البيئة الجبلية والصحراوية، بالإضافة إلى غياب التنمية وزيادة الفقر والجهل.
طرق المواجهة
- إن المعركة مع الإرهاب والتطرف هي معركة علمية فكرية بالأساس ولابد من العمل الثقافي بالتوازي مع العمل الأمني وإلا ضاع الجهد الأمني كأن لم يكن وعاد الإرهاب مرة أخرى، فلابد من مواجهة فكرية بالعمل على تفنيد الشبهات التي يعتمد أرباب هذا الفكر على نشرها ولابد أيضًا، من تحصين الأجيال الناشئة بتعليمهم العلم الصحيح حتى لا يكونوا فريسة سهلة يتم السيطرة عليها واستقطابها تجاه هذه الأفكار- أيضًا- لابد من العمل الجاد والسريع على إزالة أسباب انتشار الإرهاب والفكر المتطرف من عملٍ تنموي قويٍ يوفر للمواطن احتياجاته اليومية والاقتصادية والاجتماعية ولابد من توفير حياة كريمة تقوم على احترام الكرامة الإنسانية للمواطن ما لا يجعل المواطن يفقد انتماءه لوطنه.
- بالإضافة إلى العمل على تحسين المنظومة التعليمية بحيث نستطيع كسر حلقة الفقر والتخلف وتخريج أجيال مثقفة تستطيع هي مواجهة التطرف.
- لابد من مواجهة كل المحاولات التي يسعى أصحابها إلى تفكيك الترابط المجتمعي و تفكك الأسرة و العمل على تحسين التواصل الاجتماعي مما يصعب مع تواجده انتشار الفكر المتطرف .
