تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
هل يستطيع الرئيس محمد مرسي أن يخرج إلى المصريين بخطاب هادئٍ وجريء ينسى فيه أنه رئيس عشيرة الإخوان المسلمين، متخليًا عن لغة الأصابع، ولا يذكر عن نفسه سوى أنه مواطن مصري ولد لأبوين مصريين ينتميان لطين هذا البلد، ليجيب عن تساؤلات موضوعية حول علاقته بتحركات تنظيم حماس المشبوهة داخل الأراضي المصرية؟!
من جانبي سأصدق خلال الدقائق التي سأكتب فيها السطور التالية أن مرسي رئيس لكل المصريين كما يدعي؛ حتى أستطيع طرح بعض تلك التساؤلات.
أولها: حول علاقته بالمسلحين الملثمين الذين جاءوا من قطاع غزة ليهاجموا السجون المصرية في 28 يناير 2011 ليهربوا عناصر حمساوية وإرهابية، وليساعدوه هو شخصيًّا في الهرب من سجن وادي النطرون.
وثانيها: حول علاقته بمختطفي الضباط الثلاثة وأمين الشرطة، لا سيما وأن الخاطفين كانوا قد قايضوا المشير طنطاوي بإعادة المخطوفين في مقابل الإفراج عن الإرهابي الحمساوي أبو عمر الليبي، وهو الشخص الذي أفرج عنه مرسي في اليوم التالي للإطاحة بطنطاوي وعنان 12 أغسطس الماضي.
أما ثالثها: فعن علاقته بعبد الحميد صبيع، الذي أفرج عنه هو الآخر، لنقرأ اسمه مترددًا في التقارير الأمنية كزعيم لميليشيات إخوانية حمساوية، وتنظيمات أخرى إرهابية تخطط للقيام بأعمال انتحارية وتخريبية في شبه جزيرة سيناء والمدن السياحية الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
لماذا يرتبط اسم الرئيس مرسي دائمًا بالإرهابيين والمخربين؟ وإن يكن ليس ثم علاقة مباشرة تربط سيادة الرئيس بأولئك الإرهابيين؛ فليكشف إذن عن أسباب قيامه بالإفراج عنهم.
أما رابعها: فهل يستطيع الرئيس مرسي أن يعلن صراحة، بلسانه هو لا بلسان متحدثه الرسمي، أنه يؤمن بأن الأنفاق تشكل تهديدًا على الأمن القومي المصري، وأنه كقائد أعلى للقوات المسلحة قد أعطى الأوامر بهدمها وملاحقة المتورطين في حفرها، سواء أكانوا من الجانب المصري أو الجانب الفلسطيني؟
هل يستطيع الرئيس مرسي أن يصف الملثمين الذين هاجموا السجون المصرية بالإرهابيين والمخربين، حتى لو كانوا ساعدوه هو شخصيًّا في الهروب، أم أنه يدين لهم بنوع من الفضل بحيث يجد حرجًا في أن ينعتهم بما يستحقون، بل وبما يقره الواقع؟!
هل بوسع الرئيس مرسي أن يفسر ما نقله عنه رئيس حزب الوسط، أبو العلا ماضي بشأن اتهامه جهاز المخابرات العامة بقيادة وتشغيل 300 ألف بلطجي؟ ألا يعتبر ذلك اتهامًا صريحًا للجهاز بالخيانة والعمالة؟ فالتفسير الذي قدم بأنه كان يتحدث عن فترات سابقة ساذج، بل إنه إصرار على الطعن في وطنية هذا الجهاز وضباطه الشرفاء!
يعلم مرسي جيدًا أن جماعته وعشيرته وحدها هي من قادت حملة تشويه المؤسسة العسكرية بإطلاق الشائعات، بل إن مرشده “,”بديع“,” اتهم بعض قادة الجيش بالفساد، فهل يستطيع الرئيس مرسي أن يوجه خطابًا علنيًّا لأهله وعشيرته يأمرهم فيه بالكف عن إهانة الجيش وكافة مؤسساتنا الوطنية؟
هل يجرؤ الرئيس مرسي على أن يوجه الشئون القانونية في مؤسسة الرئاسة لتقوم برفع دعوى قضائية ضد مفتي تنظيم الجهاد (د. سيد إمام) لوصفه مرسي بالحاكم الكافر، كما سبق وأن وجهها لرفع دعوى قضائية ضد صحافيين وإعلاميين؟
هذا النوع من التساؤلات قد لا تكفيه مقالة رأي، لكني أكاد أجزم أن مرسي، مندوب خيرت الشاطر في مؤسسة الرئاسة لا يجرؤ حتى على مجرد تصور مواجهته بتساؤل واحد منها، تمامًا كما أعتقد في أن محاولات عشيرته للنيل من مؤسسة الجيش لن تتوقف؛ لا لشيء سوى أن الجيش المصري ومؤسساتنا السيادية الوطنية وحدها هي من يقف ضد مخططات الإخوان، ويعدّ وجودها أكبر عائق أمام تحقيق حلمهم المريض بإقامة دولة الخلافة.
فمهما أكد مرسي رفضه لإهانة الجيش؛ فكونه عضوًا من أعضاء الجماعة المحظورة يجعلنا نتأكد أن حديثه هذا، أثناء المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، ليس إلا أخذًا بمبدأ “,”التقية“,”، وحرصًا على هدنة مؤقتة يضمن فيها عدم نزول الجيش على جماعته، وتستطيع لم شتاتها وإيجاد ثغرات جديدة تخرق عبرها منظومة الأمن القومي.
وإذا كان الفريق صدقي صبحي، رئيس أركان القوات المسلحة، قد نجح -حسب التقارير الصحفية المنشورة- في القضاء على محاولات تأسيس ما سمي بالجيش المصري الحر في ليبيا، خلال زيارته الأخيرة هناك؛ فإن محاولات تهريب أثواب الزي العسكري، والعثور على شارات الرتب العسكرية المصرية المختلفة، والتي تخص قوات الصاعقة والمظلات، يؤكد أن محاولات تدشين هذا الجيش لن تتوقف.
وكلنا يعلم أن من أسسوا الجيش السوري المزعوم هم جماعة الإخوان المسلمين وأذنابها من التنظيمات الإسلامية الإرهابية، وأن بعض عناصر ذلك الجيش مصريون.
أخيرًا.. كأني أرى في الأفق مشانق قد عُلقت لخونة قد باعوا الوطن بثمن بخس مقابل أحلامهم العفنة.