الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

السيسي.. القائد الملهم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى جلسة مفتوحة تحدث فيها الرئيس مع عدد كبير من الشباب من مختلف الجنسيات والأفكار والمعتقدات، كانت جلسة صراحة فتح الرئيس قلبه لشباب متحمس لديه أفكار وطموحات ربما بعضها واقعى والآخر به خطأ فى تقدير الموقف، استمع الرئيس للطرفين ووعدهما بصدق وأمانة الإجابة، استوعب الجميع بشعور الأب الذى يصغى باهتمام لأولاده، وكان أمينًا فى رده عليهم.
تحدث الرئيس عن ثقافة العمل فى بلادنا العربية، والتى تختلف عنها كليًا فى دول أوروبا، ودعا الشباب إلى العمل الجاد للنهوض بأوطانهم، فإذا لم نسع لذلك لم يسع سوانا لتحقيقه، كما تحدث عن حجم التحديات التى تواجهنا فى المنطقة العربية وضرورة التكاتف والتلاحم لاستقرار المنطقة، وأن هذا لن يحدث إلا بإرادة الشعوب فى تحقيق استقرار أوطانهم وعدم إحداث فوضى بدعوة التغيير، وقال للشباب - خلوا بالكو من بلادكم محدش هيبنيها غيركو- كان صريحًا إلى أبعد الحدود عندما سأله شاب فلسطينى عن دور مصر فى المفاوضات الفلسطينية، فرد عليه الرئيس بصراحة وقال إذا كان طرفا القضية لا يساعداننا فى الحل، كيف يمكننا نحن ذلك، وأضاف ولكننا ماضون فى السعى وراء إيجاد حل يرضى الفلسطينيين فى تحقيق دولة فلسطينية مستقلة بجانب دولة إسرائيل عاصمتها القدس الشرقية. ربما اندهش الشباب المشتركون فى الجلسة من صراحة الرئيس فى الرد على أسئلتهم، ربما لأننا لم نعتد من قبل على هذا القدر من الصراحة من رئيس عربى.
حاول الرئيس طوال الجلسة من خلال الرد على أسئلة الشباب أن يعطيهم من خبرته وأن يزيدهم وعيًّا تجاه قضايا المنطقة، وأن يوصيهم على بلادهم، وعلى نبذ العنف والتحلى بالتقدير الصائب للموقف، خرج الشباب من الجلسة منبهرين بشخص هذا الرجل المؤثر، فهو حقًا قائد لبلاده يسعى دائمًا لحمايتها وتحقيق الاستقرار بها، وملهمًا أيضا لكل من تحدث معه أو استمع إليه، فلديه رؤية ثاقبة وجرأة فى اتخاذ القرارات، وقدرة على العمل الجاد والمستمر، وينطبق عليه كلام الكاتب والمفكر الأمريكى (Warren Bennis) عندما تحدث عن مفهوم القائد الملهم فقال «القيادة هى القدرة على ترجمة الرؤية إلى واقع ملموس»، وهذا ما فعله السيسى فى منتدي شباب العالم، فقد استطاع إلهام الشباب وتحفيزهم لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم التى يحلمون بها، كما استطاع أن يلمس أرواحهم، ويدرك قدراتهم المميزة، ويؤمن بها، ويؤثر فيهم من خلال رؤيته الاستراتيجية لكل الأمور، وشخصيته التى تتمتع بالكاريزما والقبول الشعبى.
استطاع هذا المحفل العالمى أن يوصل صورة مبهرة عن مصر بقائدها المحنك وشبابها المثقف، بات الآن علينا الاستمرار فى هذا الحماس، وهذه الأفكار المبتكرة التى تبنى الأوطان، وتنشر ثقافة الشعوب، وتدعو للسلام، وتقبل الآخر، تلك القيم كانت حاضرة وبقوة فى هذا المحفل، ونحن ندعو لنشرها على نطاق أوسع يطال العالم أجمع، كما علينا أيضًا ألا نتوقف مع نهاية هذا المنتدى عند طرح الافكار، وإنما علينا المضى فى تنفيذها حتى نشعر بتأثير نتائجها علينا، وأدعو كل المسئولين بالتكاتف مع الشباب المبدع الذين رأيناهم فى هذا المحفل المبهر، ومساعدتهم على تحقيق مشاريعهم، والإيمان بهم وبقدراتهم، ومنحهم الفرصة للنهوض ببلادهم من خلال خطط عملية لتنفيذ رؤاهم.