الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شوية معافرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استوقفني حوار دار بين الفنان الكوميدي محمد هنيدي ورشدي المهدي في أحد مشاهد فيلم "جاءنا البيان التالي"، حيث يحدثه حول نتيجة اختبار المذيعين في إحدى محطات الأخبار، فيعرب "هنيدي" عن امتعاضه الشديد من نتيجة الاختبار الذي خاضه وقبوله كمحرر أخبار قائلًا: "هروح أعمل إيه يا بابا؟"، فيرد عليه "المهدي" قائلًا: "خليك طموح خليك طموح.. مش أول حاجة تخبطك توقعك بالشكل كده"، وتتوالى أحداث الفيلم فنرى هنيدي يذهب لمحطة الأخبار ويدخل اختبار المراسلين حتى يثبت جدارته ويصبح بالفعل مراسلا، ويبدأ في ممارسة مهام عمله، ويذهب عدة أماكن ليواجه المخاطر في سبيل تحقيق هدفه الذي طالما حلم به وهو الجلوس على كرسي مذيع أخبار، وبالفعل نرى أنه وبعد عدة صعوبات يصل في نهاية أحداث الفيلم لهدفه المنشود عن جدارة واستحقاق ليصبح مذيع أخبار أمام شاشات التليفزيون.
وإذا تحدثنا عن الطموح فبكل بساطة فيمكن تعريفه بالحافز القوي الذي ينمو داخل الإنسان يوافقه بذل مجهود كبير دون البخل بنقطة عرق واحدة وتحمل الصعوبات التي تواجهه بصبر شديد في سبيل تحقيق هدف منشود، وقد يحتاج في بعض الأحيان تقديم تضحيات ثمينة، وبالتالي فنحن أمام تحدِ من نوع خاص يواجه البعض ممن تعود على الحياة السهلة دون "معافرة" في سبيل تحقيق هدف معين.
وفي اعتقادي فإن هذه القضية تتحملها في المقامة الأول الأسرة المسئولة الأكبر عن غرس الطموح داخل أبنائها منذ نعومة أظفارهم وكذلك المؤسسات التعليمية المختلفة، ولا نغفل دور وسائل الإعلام التي تقع على عاتقها الدور الأهم في تسليط الضوء على رموز النجاح بمصر واستعراض الصعوبات التي واجهتهم في سبيل الوصول لمكانتهم الحالية، بداية من العالم أحمد زويل، والأديب العالمي نجيب محفوظ، وصولًا لنجوم كرة القدم وآخرهم محمد صلاح، الذي أصبح نموذجا يحتذي به الشباب المصري في تصرفاتهم، وقد رأينا من خلال الإعلان التليفزيوني الذي تناول قضية تناول المخدرات الذي حاول من خلاله تحذير الشباب المصري من ذلك الشبح اللعين، كما لاقى استجابة من الشباب الذي رأي فيه نفسه، فالقضية هنا هى إيجاد آليات لغرس الطموح داخل الشباب المصري وتشجيعه على "المعافرة" في حياته من خلال النماذج التي تحدثنا عنها.
ولعل أبرز نماذج المعافرة التي رأيناها جميعًا كانت قصة نجاح لاعب المنتخب المصري محمد صلاح الذي بدأ من نقطة الصفر ضمن صفوف ناشئ نادي المقاولون العرب وبدأ ابن الغربية في المعافرة وترعرع حلمه في الوصول للنجاح من خلال الاحتراف في أندية أوروبا بدءًا من نادي بازل السويسري ثم تشيلسي الإنجليزي وروما الإيطالي حتى وصل لقمة النجاح في نادي ليفربول الإنجليزي وحطم معه أرقامًا قياسية عظيمة وصفها البعض بأنها الأعظم على الإطلاق في تاريخ الدوري الإنجليزي جعلته يدخل ضمن ترشيحات الفيفا ومجلة "فرانس فوتبول" لجائزة أفضل لاعب في العالم وأوروبا.