ما بين طرفة عين وانتباهها، تخيم المصائب على الأهالي، وتستقر الأحزان في القلوب، وتنزف الأعين الدماء بدلًا من الدموع، وتكسن الآلام البيوت، حزنًا على فقدان عزيزٍ لديهم، بعدما كتب «طريق الموت».. (شبين القناطر- الزراعة) سابقًا، شهادة تخرجهم من الدنيا إلى دار القرار، فيما يظل المسئولون ماكثين على كرسي «المتفرج» خلف الشاشات، أو الخروج بتصريحات «نارية ومعسولة» في آن واحدٍ، تظن بعدها أن «الدنيا وردي» وكأن شيئًا لم يحدث من الأساس.
الجمعة الماضية، وبالتحديد عندما دقت عقارب الساعة معلنًة التاسعة مساءً، دوت الأجراس الرنانة لسيارات الإسعاف، على طريق «قليوب - شبين القناطر»، ليزعر الأهالي باحثين عن السبب؟ حتى زُف الخبر اليقين باصطدام «أتوبيس» و«ميكروباص» بين قريتي «نوى ورمادة»، أدى إلى وفاة 5 أشخاص وإصابة أكثر من 9 آخرين بإصابات بالغة، جاء ذلك بعد ساعتين من اصطدام بين مركبتي «توك توك» و«متوسيكل» في نفس المكان، نتج عنه إصابة سيدتين بـ«كسور وكدمات» بالغة، وتم نقلهما بسيارة «ملاكي» لمستشفى قليوب العام، بعدما عزفت الإسعاف عن المجيء لموقع الحادث.
لم تكن الحوادث المروعة، هي «الشبح» الأكبر والوحيد الذي يطارد قاطني شبين القناطر، ليل نهار؛ ولكن معاناة الذهاب والعودة من وإلى القاهرة، وسوء معاملة السائقين، هي ما «تنغص» حلاوة الأيام، ليبقى لسان حالهم: «من العذاب للموت.. يا قلبي لا تحزن».
