الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في مثل هذا اليوم.. 1967 إغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات"

المدمرة الإسرائيلية
المدمرة الإسرائيلية «إيلات»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى مثل هذا اليوم ٢١ أكتوبر من عام ١٩٦٧، سطرت البحرية المصرية صفحة مجيدة فى تاريخ بطولاتها، بعد أن تمكنت من إغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات» بعد مرور ما يقرب من أربعة أشهر على هزيمة يونيو، التى أصابت الشعب المصرى بالفزع، حيث خرج لنش صواريخ بقيادة ٤٠ فردًا من أفراد القوات البحرية المصرية يوم ٢١ أكتوبر عام ١٩٦٧، ليتجهوا إلى ميناء بورسعيد، فى الوقت الذى كانت تظهر فيه بعض قطع الأسطول الإسرائيلى قوتها على مقربة من المياه الإقليمية المصرية من حين لآخر، لتقوم قواتنا البحرية بإعطاء إسرائيل درسًا لن تنساه حتى الآن، حيث ضربت أكبر قطعة بحرية لإسرائيل، بصواريخ كانت تستخدم للمرة الأولى، فى الوقت الذى كانت إسرائيل تتوهم فيه أنها ضربت مصر فى مقتل، وأنها لن تستطيع النصر بعد النكسة.
تلك المدمرة التى كانت فخر البحرية الإسرائيلية كانت إسرائيل قد قامت بشرائها مع مدمرة أخرى تسمى «يافو» من إنجلترا فى يونيو ١٩٥٦، وشاركت «إيلات» فى العدوان الثلاثى على مصر فى نفس العام، وكذلك فى حرب يونيو ١٩٦٧، وعقب الحرب واصلت قطع البحرية الإسرائيلية اختراق المياه الإقليمية المصرية فى البحرين المتوسط والأحمر، وأمرت قيادة الجيش الإسرائيلى بأن تخترق المدمرة إيلات المياه الإقليمية المصرية وتدخل المنطقة البحرية لبورسعيد، مستغلة قوة الردع المتمثلة لديها فى تفوقها الجوى ومدفعيتها الرابضة على الضفة الشرقية للقناة، مهددة مدنها فى انتهاك المياة الإقليمية المصرية فى البحرين المتوسط والأحمر، وقد تصورت القيادة الإسرائيلية عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك.
وتمكنت «إيلات» فى ١١ يونيو ١٩٦٧ من إغراق قطعة بحرية مصرية تسمى «السرب المصرى» وفى ١٨ أكتوبر ١٩٦٧ اخترقت المياه المصرية مرة أخرى، مما دفع قيادة القوات البحرية المصرية أن تقرر التصدى لها، وبالفعل فى ٢١ أكتوبر ١٩٦٧ صدر أمر بالتعامل مع المدمرة الإسرائيلية وتشكلت قوتين بحريتين للقيام بالمهمة، الأولى كانت بقيادة النقيب أحمد شاكر ومساعده الملازم أول حسن حسنى، وكانا على الزورق ٥٠٤، أما الزورق الثانى ٥٠١ فكان يقوده النقيب لطفى جاب الله بمساعدة الملازم أول ممدوح منيع، وتم تجهيزهما بصواريخ بحرية من طراز «كومر» الروسية الصنع، التى أصابت المدمرة الإسرائيلية إصابات مباشرة، مما أدى إلى إغراقها على بعد ١١ ميل بحرى شمال شرقى بورسعيد، وعليها طاقمها الذى يتكون من نحو مائة فرد، إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية الإسرائيلية كانت على ظهرها فى رحلة تدريبية.
وتعد تلك المرة الأولى فى تاريخ الصراع البحرى الذى يتم فيه تدمير مدمرة بحرية بصواريخ يطلقها زورق بحرى، وكانت توابع تلك الكارثة ليس فقط على البحرية الإسرائيلية، بل على الشعب الإسرائيلى بأكمله، وعلى الجانب الآخر فإن البحرية المصرية والشعب المصرى بأكمله الذى ذاق مرارة الهزيمة فى ٥ يونيو من نفس العام ارتفعت معنوياته كثيرا وردت إسرائيل على هذه الحادثة يوم ٢٤ أكتوبر بقصف معامل تكرير البترول فى الزيتية بالسويس بنيران المدفعية، كما حاولت ضرب السفن الحربية المصرية شمالى خليج السويس. وعجل حادث إغراق المدمرة إيلات بانتهاء إسرائيل من بناء ١٢ زورق صواريخ من نوع (سعر) كانت قد تعاقدت على بنائها فى ميناء شربورج بفرنسا.
لقد كان إغراق المدمرة إيلات بواسطة صاروخين بحريين سطح / سطح لأول مرة بداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى فى العالم، وتم تسجيل هذه المعركة ضمن أشهر المعارك البحرية فى التاريخ.