تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تسعى جماعة الإخوان دائمًا لتقديم نفسها كنموذج رفيع للمسلمين، لكن الأزمة اليمنية الأخيرة كشفت الوجه الحقيقى للجماعة، فهى لا تتوانى مطلقًا عن التعامل مع المجموعات الإرهابية ما دامت تحقق أهدافها.
ومن أبرز التنظيمات الإرهابية التى يتهم «حزب الإصلاح»- الذراع السياسية للإخوان بالبلاد- بالتعاون معها هو تنظيم «القاعدة» الإرهابي، الذى تُعد معاقله فى جنوب اليمن من أهم ملاذات التنظيم فى المنطقة العربية.
روابط تاريخية
يشار إلى أن العلاقة بين الطرفين ليست فى مجملها نتاج للظروف الأخيرة، بل ترجع لفترات زمنية تسبق الانهيار السياسى الذى يعيشه اليمن حاليًا، لا سيما من خلال القيادى بحزب الإصلاح «عبدالمجيد الزنداني»، الذى يُعد همزة وصل قديمة بين التنظيمين.
فـ«الزنداني» كان منخرطًا بشكل كبير مع قيادات «القاعدة»، وقام فى الثمانينيات بتعبئة الشباب اليمنى للمشاركة فى معارك التنظيم بأفغانستان، كما ترجع إليه المسئولية هو وجماعته فى اتساع نفوذ «القاعدة» باليمن وحضوره كأول دولة عربية على أجندة «التوسعات الثيوقراطية» (طموحات الحكم الديني)، لزعيم التنظيم أسامة بن لادن.
ونتيجة لذلك، أشار تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام ١٩٩٣، إلى العلاقة الوثيقة التى تربط «الزنداني» بــ«القاعدة» وبالتبعية فإن نفس الروابط تجمعهم مع الإخوان.
وفى عام ٢٠٠٤، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية «الزنداني» كإرهابى عالمي، وذلك على خلفية تورطه بعلاقات مشبوهة مع «بن لادن» و«القاعدة»، إضافة إلى اتهامه بإقامة علاقات مع جماعة «أنصار الإسلام» وهى جماعة إرهابية كردية تأسست فى العراق منذ ٢٠٠١ وموالية لــ«القاعدة»، كما اتهمته الخزانة الأمريكية أيضًا باستغلال جامعة الإيمان التى أسسها ١٩٩٣ فى العاصمة صنعاء بتخريج دفعات متتالية من المتطرفين.
علاوة على ذلك، طالبت الولايات المتحدة فى ٢٠٠٦ بتسليم «الزنداني» على خلفية تقديم المحكمة الفيدرالية الأمريكية لدلائل ومعلومات حول ضلوعه فى عملية التخطيط لتفجير المدمرة الأمريكية «يو. إس. إس. كول» فى عام ٢٠٠٠، وذلك عن طريق قيامه شخصيًا باختيار وتجهيز العناصر الانتحارية للمهمة التى وقعت فى ١٢ أكتوبر ٢٠٠٠ بداخل ميناء عدن، وأسفرت عن مقتل ١٧ أمريكيًا.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين «الزنداني» و«القاعدة» لا تنطوى فقط على اتهامات أحادية بل تخطتها إلى تفاهم علنى، ففى ٢٠١٤، طالب «الزنداني» بحوار بين الحكومة والتنظيم الإرهابي، وذلك لإعطاء فرصة لتنظيم «القاعدة» للانخراط رسميًا بالدولة التى رفض رئيسها الراحل على عبدالله صالح تسليم رجل القاعدة فى الإخوان للولايات المتحدة.
تعاون لوجستي
ولا تتوقف العلاقة بين الإخوان فى اليمن والقاعدة، على الأدوار التى يلعبها «الزنداني» فقط، بل تقدم جماعة الإخوان خدماتها وعطائها المتطرف لتنظيم القاعدة عن طريق توفير ملاذات آمنة للعناصر المطلوبة أمنيًا.
ويعد أنور العولقي، الأب الروحى للقاعدة باليمن، (١٩٧١-٢٠١١) من أبرز العناصر التى وجدت فى معاقل الإخوان ملجأ آمنًا لها، وذلك قبل تمكن الإدارة الأمريكية من قتله فى ٣٠ سبتمبر ٢٠١١، عن طريق طائرة بدون طيار؛ حيث اختبأ «العولقي» بالتتابع فى ثلاثة منازل مملوكة لأعضاء حزب الإصلاح، ينتمى الأول إلى أمين العقيمي، رئيس مجلس الإصلاح، أما المخبأ الثانى فكان مملوكًا لسائق العولقي، الذى يعتبر شقيقه مسئولًا رفيع المستوى فى حزب الإصلاح أيضًا، فى حين يمتلك «الزنداني» البيت الثالث الذى لاذ به العولقى قبل مقتله.