أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أهمية الاتحاد من أجل المتوسط كمنبر فاعل للعمل المشترك من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء في المنطقة.
وشدد الصفدي - في مداخلة خلال المنتدى الثالث للاتحاد من أجل المتوسط، الذي افتتحه إلى جانب الممثل الأعلى للشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجريني - على أهمية المشاريع التي أطلقها المنتدى في مجالات الاقتصاد وتحسين معيشة الناس على مدى السنوات العشر منذ إطلاقه في قمة باريس من أجل المتوسط العام 2008.
وبحسب بيان للخارجية الأردنية أمس، قال الصفدي إن الاجتماع في الذكرى العاشرة لإطلاق المنتدى، هو تأكيد على مركزية العمل الجماعي المشترك في مواجهة التحديات وإيجاد الفرص، وتوسيع آفاق الإنجاز الاقتصادي، وتحقيق السلام الشامل والدائم.
وشدد على أن استدامة الإنجازات الاقتصادية، تستوجب إيجاد حلول سياسية لأزمات المنطقة، تلبي الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف لشعوبها، وتوفر لهم العيش الكريم، متحررين من الاحتلال والعوز. وأكد أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أساس التوتر في المنطقة، وأن تسويته وفق حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل.
ودعا وزير الخارجية الأردني إلى جهد دولي حقيقي وفاعل لإطلاق مفاوضات مباشرة لإنهاء الصراع وفق المرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية التي تظل العرض الأفضل لحل الصراع وتحقيق السلام الذي يلبي حق الفلسطينيين بالحرية والدولة، وتوفر لإسرائيل الأمن والقبول. وشدد على ضرورة إنهاء الاحتلال وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، محذرا من أن أي إنجاز اقتصادي سينهار إن تفجر اليأس عنفا وحروبا جديدة.
كما شدد على ضرورة بذل جهود أكثر فاعلية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يحفظ وحدة سوريا واستقرارها، ويقبله السوريون، ويعيد لسوريا أمنها ودورها ركيزة من ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال الصفدي إن هذه الجهود يجب أن تضع مصلحة سوريا والسوريين فوق أي اعتبار آخر وتحميهم من صراعات القوى والأجندات، مشددا على أن العمل المشترك لحل جذور التوتر في المنطقة ضروري من أجل مكافحة الإرهاب وعصاباته.
وأكد وزير الخارجية الأردني أهمية التعامل مع الحرب على الإرهاب في إطار النهج الشمولي الذي يؤكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني، شرطا للحفاظ على ما تم من إنجازات، والبناء عليها وتحقيق النصر الكامل على الإرهاب وظلاميته.
وفي مؤتمر صحفي عقد عقب الاجتماع، استهل الصفدي حديثه بتقديم الشكر لمملكة إسبانيا على استضافتها لأعمال المنتدى الثالث للاتحاد من أجل المتوسط، مؤكدا الحاجة إلى جهد اقتصادي ضمن إطار سياسي لتحقيق الأهداف التي يصبو إليها الاتحاد، مشيرا إلى "أننا نمضي قدماً في جهدنا الجماعي للاتحاد من أجل المتوسط الذي يعد آلية فعّالة لمواجهة التحديات المشتركة".
وأضاف، "ونحن نحتفل بالذكرى العاشرة لاتحادنا نؤكد أهمية العمل المشترك والتعاون من أجل إحلال السلام والأمن الإقليمي لشعوبنا، ولتحقيق ذلك علينا فهم قدراتنا الكامنة لإيجاد فرص أفضل من خلال المشاريع في منطقة المتوسط التي تساهم في تحسين حياة الناس".
وفي الشأن الفلسطيني أعاد الصفدي التأكيد على ضرورة العمل معاً لإيجاد حل للصراع في الشرق الأوسط، وفقا لحل الدولتين الذي يُفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أشار الصفدي إلى أنها مستمرة منذ سبع سنوات حتى الآن، وكلفت الكثير ويجب أن تتوقف، مؤكدا أهمية الجهود لتحقيق حل سياسي يحافظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، ويضع مصلحة الشعب السوري وسوريا فوق كل اعتبار، بعيداً عن الأجندات والصراعات العالمية.
وبحسب البيان، عقد الصفدي على هامش أعمال المنتدى، لقاءاتٍ مع كلٍ من: وزير خارجية فلسطين رياض المالكي، ووزير خارجية ألبانيا ديتمير بوشاتي، ونائب وزير خارجية إيطاليا ايمانويلا ديل ري، حيث تم بحث العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية.
كما عقد الصفدي بصفة الأردن الرئيس المشترك للاتحاد من أجل المتوسط، اجتماعا مع الممثل الأعلى للشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجريني، تناول فيه القضايا الثنائية بالإضافة إلى محاور ومخرجات المنتدى.
وكان الصفدي قد شارك في الاجتماع التنسيقي للوزراء العرب بحضور أمين عام جامعة الدول العربية الذي عقده وزير الخارجية سامح شكري في وقت سابق باعتبارها منسق المجموعة العربية للاتحاد من أجل المتوسط، للتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والمتعلقة بمحاور اجتماعات المنتدى المذكور.