"أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم.. أن أكون جنديًا وفيًا لجمهورية مصر العربية، محافظًا على أمنها وسلامتها، وحاميا ومدافعًا عنها في البر والبحر والجو، داخل وخارج الجمهورية، مطيعًا للأوامر العسكرية، منفذًا لأوامر قادتي، محافظًا على سلاحي، لا أتركه قط حتى أذوق الموت، والله على ما أقول شهيد"، نعم هو قسم الولاء الذي ينطقه رجال القوات المسلحة، الذي لم يكن يومًا من الأيام كلمات تُقال فحسب، بل هي أفعال تنفذ على مر الزمن، فلا خيار ثالث بينهما، إما الحفاظ على السلاح والأرض والعرض، أو الموت.
فلم يحارب رجال الجيش المصري عام 1973 بمفردهم، بل كان معهم جنود من الله، حملوا أسلحتهم وذخيرتهم وتجهيزات بلغت الـ 100 كيلو أو أكثر، فوق أعناقهم، متحملين حرارة الشمس، والصيام، وتسلقوا ساترًا ترابيًا بزاوية الـ 80 درجة، مرددين هتافات "الله أكبر الله أكبر.. النصر أو الشهادة"، لتدوي تلك الهتافات في السماء، لتزلزل عروش العدو الصهيوني، في قلب الأرض، الذي ظن أن المصري سيدفن رأسه في الرمال كالنعام، ليظل أعداء السلام ينهبون في خيرات بلادنا، ولكن لم يتخيلوا أن المصري معروف بجبروته وقوته ضد أي مغتصب لأرضه.
سطر رجال القوات المسلحة، منذ 45 عامًا ملحمة بطولية، أشبه بمعجزة، انحنى لها العالم بأثره، بأبسط المعدات والأسلحة والذخائر، ولكن كانت تلك الملحمة تحمل أكبر قوة روحية منحها الله لهم، ليقاتلوا الذين يقاتلونهم كافة، وكان الله على نصرهم عزيزًا مقتدرًا، وما زالوا يسطرون بأرواحهم ودمائهم الطاهرة، بحروف من نور، في قوائم العزة والشرف، فلم تكن ملحمة الـ73 هي نهاية المطاف، بل كانت بداية النهاية، لكل مغتصب تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن، وسلامة أراضيه.
ولم يقتصر دور القوات المسلحة المصرية، على حماية حدود البلاد فقط، ومحاربة المعتدين من الخارج، بل خاضوا حروبًا أصعب من حرب السادس من أكتوبر، خاضوا حروبًا ضد الإرهاب المتطرف، في الداخل والخارج، وما زالوا يحاربون منذ 5 سنوات، لتمتزج دماؤهم الذكية، بتراب البر، لتزيد من خلفهم قوة فوق قوتهم، وتمتزج بماء البحر، ليشربوا سائل الإصرار على اقتلاع الإرهاب من جذوره، وتمتزج دماؤهم بهواء الجو، ليستنشقوا هواء الحرية.
وختاماً لجنود قواتنا المسلحة: لكم منا كل تحية وتقدير، في يوم عيدكم وعيدنا الذي سنظل نحتفل به طيلة حياتنا نحن والأجيال من خلفنا، لتحيا مصر أبية بشعبها وجيشها وشرطتها.