الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

معنى البساطة والالتزام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المواقف كثيرة محفورة فى الذاكرة مع فناننا الجميل، منها موقفان لا يمكن نسيانهما لفناننا الكبير، الذى أمتعنا لسنوات طويلة بأدواره المتنوعة محليًا وعالميًا فى السينما والمسرح والتليفزيون.
ذات مرة طلبتُ من زميلة بجريدة «الأهالى» إجراء حوار معه.. جاءتني بعد دقائق تقول: «كلمته وقالى: دى فرصة آجي الجورنال أسلم على الزملاء فى الجريدة والحزب».. وهكذا، بدلًا من أن يطلب منها الذهاب إليه؛ جاء فى اليوم التالى ودخل مبتسمًا يمد يده بالسلام على جميع الحاضرين فردًا فردًا ثم يجلس على كرسى منزوٍ فى إحدى الغرف، فسألته ماذا يشرب؟ و بذكائه اكتشف أن عامل البوفيه غير موجود.. وهنا أصر على أن يعمل قهوته بنفسه، ولم يكن هذا جديدًا على جميل راتب، ففى كل لقاءاته تشعر بأنك أمام إنسان فى قمة البساطة والتواضع.
الموقف الثانى.. فى اليوم العالمى لمناهضة التعذيب، نظمنا «منتصف التسعينيات من القرن الماضى» وقفة أمام مكتب النائب العام آنذاك المستشار عبدالمجيد محمود. واتفقنا على أن نختار وفدًا لمقابلة النائب العام وتسليمه مذكرة.. وأردت أن يكون الفنانون ممثلين فى الوفد فاتصلت بفناننا الجميل.. وجاء فى الموعد المحدد أمام دار القضاء العالى، وبعد السلام والتحية فوجئت به يقول لى: «أنا مكنتش سامع كويس وبالعافية قدرت ألقط الميعاد.. اشرح لى إيه الموضوع؟».. هكذا يكون الفنان الملتزم بقضايا وطنه من دون ضجيج أو افتعال.
لن تنسى جماهير الشاشة الفضية أو الصغيرة، ملامح الراحل الكبير والتى جمعت بين كل مكنونات النفس البشرية وتعقيداتها المختلفة.. وإذا كان معظم النجوم قد غابوا عن تشييع جنازته، فيكفيه حب الجماهير والبسطاء، وتكفيه ذكراه العطرة والباقية على مر الزمان.
سلامُ على روح الجميل.. جميل راتب.