ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن أكثر من ألفي معارض سوري ممن حاربوا ضد القوات النظامية هجروا مواقعهم في جنوب البلاد وسلموا أسلحتهم الثقيلة إلى الضباط الروس في يوليو الماضي.
وقالت الصحيفة – في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - إن هذا الأمر يوضح مساعي موسكو الحثيثة لإظهار القوة الناعمة في الحرب السورية، في الوقت الذي تحاول فيه روسيا إنهاء حملتها العسكرية الوحشية التي كلفتها مليارات وفتح نافذة أمام المانحين للمساعدة في إعادة إعمار البلد الذي دمرته الحرب الأهلية.
وأشارت إلى أن روسيا أشادت بالعملية التي مهدت الطريق أمام عودة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى منطقة هضبة الجولان منزوعة السلاح باعتبارها انتصارا لتكتيكات غير عنيفة وناجحة بشكل متزايد.
وقالت : "إن غارات القصف الروسية المكثفة حولت مسار الحرب بشكل ناجح لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، كما قامت مؤخرا بإرسال سفن حربية إلى شرق البحر المتوسط – وهو ما ينذر باحتمالية شن هجوم عسكري ضد آخر معقل رئيسي للمتمردين في سوريا، في محافظة إدلب".
وأضافت : "إن موسكو تتفاوض أيضا حول الاستسلام المشروط مثل ذلك الذي تم التوصل إليه في يوليو، حيث وعدت بإنهاء العنف، ومنح عفو عام وبذل جهود نحو استعادة الخدمات العامة – في مقابل الولاء للأسد" فيما يقول محللون إن الجيش الروسي يرى أن التكتيك ينطوي على أهمية قصوى لأنه يتجاوز العمليات العسكرية فقط ويتحمل دورا مهنيا محفوفة بالمخاطر يتطلب قدرا من الثقة.
وفي المقابل .. يقول دبلوماسيون روس إن موسكو تريد تكرار نفس الاستراتيجية في إدلب حيث تزداد التوقعات بتعرض من لا يوقع على اتفاق الاستسلام للقصف فيما يقوم زعماء المعارضة هناك بإحباط بعضهم البعض لعدم التحدث مع الروس وأشاروا إلى دور ضباط النظام في تقسيم المعارضة التي انفصلت بالفعل بسبب الخلافات الداخلية والموارد المتضائلة.
وفي الوقت ذاته.. يتبنى المسئولون العسكريون والدبلوماسيون الأمريكيون وجهة نظر متشائمة حول دور روسيا في سوريا، معربين عن قلقهم المتزايد بشأن ما يعتبرونه علامات على هجوم وشيك في إدلب. في وقت سابق من هذا الأسبوع، التقى كبار المسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية مع السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف، للإعراب عن قلق الولايات المتحدة.