الإثنين 27 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في مثل هذا اليوم.. 1879.. نفى جمال الدين الأفغاني

جمال الدين الأفغانى
جمال الدين الأفغانى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتهى جمال الدين الأفغانى من جلسته على المقهى، حيث كانت عادته «تناول النشوق بيمناه، ويوزع الثورة بيسراه»، واصطحب خادمه الأمين أبو تراب، فى طريق العودة إلى البيت، وفجأة وجد نفسه مقبوضًا عليه وتم حجزه «بالضبطية».
ووفقًا لعبدالرحمن الرافعى، فى كتابه «عصر إسماعيل ج ٢»، طبعة دار المعارف: «لم يتمكن من أخذ ثيابه وحمل فى الصباح فى عربة مقفلة إلى محطة السكة الحديد، ومنها نقل تحت المراقبة الشديدة إلى باخرة أقلته إلى الهند، وسارت به إلى بومباى».
ولم تتورع الحكومة فى توزيع الاتهامات ضد «الأفغانى» لتبرير عملية القبض عليه، فى مثل هذا اليوم ٢٤ أغسطس ١٨٧٩ ونفيه، ونشرت بلاغًا، ذكرت فيه أن الأفغانى يسعى فى الأرض فسادًا، وأنه رئيس جمعية سرية من الشبان ذوى الطيش، مجتمعة على فساد الدنيا والدين، محذرة الناس من الاتصال بهذه الجمعية.
ولم يكن إعلان الحكومة هو السبب الرئيسى لنفى «الأفغانى»، الذى أشاع جوًا فكريًا كان ينجم عنه إحساس المصريين بذاتيتهم، وأن مصر لا بد أن تكون لأبنائها، وكان المصريون سمعوا من الأفغانى كلمات تُقال للمرة الأولى، مثل «الشعوب يجب أن تثور على الطغاة والمستبدين والمستعمرين»، و«الشوارع هى أساس الحكم»، وكان من تلاميذ الأفغانى محمد عبده وسعد زغلول، بينما كان أبناء الأمة فى ذلك الوقت، يعتقدون أن الحاكم هو السيد المطاع، وأراد الأفغانى بخطبه أن يغير هذه العقلية.
وفى خطبة ألقاها «الأفغانى» فى الإسكندرية، قبل خلع الخديو إسماعيل، قال: «أنت أيها الفلاح المسكين تشق قلب الأرض لتستنبت منها ما يسد الرمق ويوئد العيال، فلماذا لا تشق قلب ظالمك؟ ولماذا لا تشق قلب الذين يأكلون ثمرة أتعابك؟»، وكانت هذه الكلمات هى السبب الحقيقى لقيام الخديو الجديد توفيق، بنفى «الأفغانى» وليس الأسباب التى تم إعلانها للناس.