الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اقتصاد

ما هو الأثر الاقتصادي للحَجّ؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعتبر الحج في المملكة العربية السعودية من أولويات الحكومية الأولى فهو أمر بالغ المسؤولية والقيادة، حيث تدفع المملكة بكل إمكانياتها الضخمة لنجاح عملية إتمام الحج بكل مراحله. فهو مشروع حي يُدرس ويُحضر على مدى العام من جميع نواحي الأعداد؛ على المستوى قيادة الحجيج والأشراف علي أقامتهم وتأمين الجانب الصحي والأمني لكييستقبلوا على أتم الأوجه. تاريخ المملكة العربية السعودية بإدارة الحج له جذورهيعود الى عام 1945، تاريخ أول هيئة سعودية تقوم بمهام تنظيمية و إشرافية لموسم الحج.

فعبر السنوات الأخيرة ظهر اهتمام مهمللمملكة وذلك عبر خلق استراتيجية الاستثمار في الحج منها الأعمار والتوسعة وانشاء شركات المبيعات والفنادق الحديثة مختلفة الأنماط. فالاستثمار في الحج قد يكون الوجهة الجديد للمملكة، والذي سيغطي اعتماد المملكة على عوائد النفط، فضعف أسعار النفط الحالي في الأسواق العالمية يمنح السعودية فرصة للاستثمار البديل، خصوصاً في الإقامة والإعاشة والعقارات والتجارة الحرة معالحجاج والمعتمرين على مدار العالم. كما أن سوق العملات لتداول الفوركس بالأسواق المالية السعودية (تبادل العملات الأجنبية) نشط وبقوة خلال فترة الحج وبعدها، الذي يواكب بصرف أكثر من 186 جنسية حاج لعملاتهم المحلية أو بالدولار الامريكي إلى الريال وهو ما يرفع من قيمة العملة المحلية السعودية.

وحسب الوكالة الفرنسية للأنباء، عن تصريح اقتصادي لرئيس الغرفة التجارة والصناعة بمكة المكرمة، ماهر جمال، أن نفقات الحجاج خلال العام 2017 بلغت ما بين 26 مليار ريال سعودي ما يعادل 6.67 مليارات دولار بزيادة عن 3.73 مليارات دولار لعام 2016.

كما أن المملكة تنتهج رؤية عميقة تعتمد على خطة 2030 لزيادة الحجاج، لما تمثله من مصدر دخل ثابت للملكة، وكذلك لمساعدة الحج في المشروع الاقتصادي صنع في مكة والذي سينعكس على الاقتصاد السعودي وانتعاشه بعيداً عن تقلبات النفط العالمية، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط.

حيث بدأ تقدر المملكة زيادة بنحو 2.5 مليون حاج للعام المقبل، أي بزيادة نصف مليون كل سنتين، ومن المتوقع أن يرتفع العدد الإجمالي حجاجاً ومعتمرين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة،الى 12 مليون زائر بحلول عام 2025. أضف الى ذلك حوالي 883،000 شخص يعملون في مجال السياحة، التي خلقت نسبة 8 % من الوظائف الحكومية. ويمكن أن يرتفع هذا العدد إلى 1.3 مليون بحلول عام 2030 إذا تم تحقيق أهداف الحكومة، طبقاً لدراسة لمعهد ماكينزي العالمي.

هذه الرؤية تبشر بأثر اقتصادي كبير على اقتصاد المملكة ومن ثم دورها الريادي في العالم. كما أنها تعكس خدمات أفضل رقياً على المستوى الخدمات الفندقية والمواصلات والسياحة أثناء ما بعد الحج لفئتي الحج والعمرة. وحسب الغارديان البريطانية، أن عدد كبير من الحجاج أبدوا أعجابهم هذا العام من مستوى الخدمات والمستوى الراقي لدرجات الإعاشة، كما نوهت جمعية بريطانية على أهمية الإجراءات الصحية المتخذة من قبل الحكومة السعودية والذات الجودة المقدمة للحجيج.

وبنفس الأهمية، حيثتطمح وزارة الحج والعمرة باستهداف شرائح عمرية صغيرة السن للعمرة، وعلى تطوير واستثمار تسهيل أستقبال الحجاج في المطارات والتنسيق بشكل فاعل في توحيد المسؤوليات، واستخدام التقنية عن طريق تطبيقات متخصصة في الحج والعمرة سيتم فتح باب الاستثمار لها بشكل أكبرأمام الشركات العالمية الرائدة في التكنولوجيا.

إذ بلغت التقديرات بأن السياحة بالحج والعمرة نشطت 80% من المنطقة المحيطةبالحرم للشركات السعودية المتوسطة والصغيرة الناشئة. أما فيما يتعلق بقطاع المواصلات في موسم الحج،فأنها توظف ما يقارب عن 65 شركة نقل خدمات برية وجوية، تصل أرباحها الى106 مليون دولار كأرباح متوقعة للحج هذا العام 2018.

أن هذه الاستراتيجيةتخلق بيئة جاذبةللمستثمرين الأجانب على غرار جذب الشركات الصينية والألمانية العملاقة. فتجربة القيادة والاستثمار مربحة على مدى السنوات الأخيرة، حيث جميع التوسعات وخلق البنيات التقنية الجديدة للحج ترجمت إلى أرقام أرباح ضخمة تتناسب بطريقة طردية مع حجم التغيير والتطوير. أفاق التجربة السعودية قوية في الادارة البشرية وفي الاستثمار لربما الذي شجع بقوة على أفكار ومشاريع طموحة على غرار المشروع القادم نيوم الاقتصادي العملاق.