زعيم حزب العمال البريطانى يرد على نتنياهو: ما يستحق الإدانة مقتل 160 فلسطينيًا برصاص الجيش الإسرائيلى فى مظاهرات غزة
عادت قضية معاداة السامية المتهم فيها زعيم حزب العمال البريطانى جيريمى كوربين إلى الواجهة خلال هذا الأسبوع لتسيل الكثير من الحبر حول تعرض كوربين لهجوم غير مسبوق عبر الصحافة البريطانية التى نشرت صور له وهو يضع إكليلا من الزهور ترحما على عناصر الكوموندو الفلسطينى الذى وصفهم الإعلام البريطانى والفرنسى بـ«الإرهابيين». وحسب إذاعة فرنسا الدولية فإن الصور تعود للعام 2014 حيث كان كوربين فى زيارة لتونس حين شارك برفقة قياديين فلسطينيين فى احتفالية وضع إكليل زهور أمام مقابر ونصب تذكاري. وتداخلت التأويلات السياسية فى طبيعة «الوقفة الترحمية» التى قام بها كوربين حيث احتمل البعض أن هذا الأخير وقف لذكرى ضحايا القصف الإسرائيلى فى 1985 لمقر منظمة التحرير الفلسطينية فى تونس فيما ذهب البعض للتأكيد على أن زعيم حزب العمال البريطانى ترحم على أرواح عناصر كوموندو «سبتمبر الأسود» الذى قاد هجوم ميونيخ التاريخى والذى راح ضحيته 11 رياضيا إسرائيليا خلال الألعاب الأوليمبية التى نظمت فى ميونيخ عام 1972.
وعلى غرار أن القضية وضعت جيريمى كوربين فى موقف حساس وتعرضه وأنصاره للحصار الإعلامى والسياسى داخل حزبه، إلا أن النقاش توجه كذلك حول طبيعة مواقفه التى تمسك بها واغتنم الفرصة لتوضيح وضع الفلسطينيين للرأى العام.
هكذا دخل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على خط الهجوم وليثر زوبعة إعلامية جديدة معتبرا فى تغريدة له على تويتر «إن وضع إكليل من الزهور من قبل جيريمى كوربين على قبر الإرهابى الذى ارتكب مجزرة ميونخ ومقارنة إسرائيل بالنازيين يستحقان إدانة لا لبس فيها من الجميع - اليسار واليمين وكل شيء بينهما». واعتبر نتنياهو أن موقف زعيم حزب العمال البريطانى هو «إدانة لا لبس فيها» بسبب حضوره حفل تأبين الرجل الذى خطط مذبحة ميونيخ التى راح ضحيتها 11 رياضيا إسرائيليا خلال الألعاب الأوليمبية العام 1972.
لكن رد جيريمى كوربين لم يتأخر ودخل فى مواجهة صريحة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى وكتب على تويتر أن الاتهامات الموجهة إليه «خاطئة» وأن ما يستدعى «الإدانة» بالنسبة إليه هو «مقتل 160 متظاهرا من قبل الجيش الإسرائيلى خلال الأشهر القليلة فى غزة». ورغم ذلك وفى قضية سابقة من نوعها هزت المعارضة البريطانية العريقة، اضطر كوربين للاعتراف بأن حزبه «يعانى من مشكلة حقيقية فى معاداة السامية».
