الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"شينخوا": طموح إنشاء قوة فضائية أمريكية سيحول "حرب النجوم" إلى واقع

فيلم حرب النجوم
فيلم حرب النجوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتبرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" إن طموح الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء قوة فضائية سيحول "حرب النجوم" إلى واقع، في الوقت الذي لن تحقق هذه الحرب ما تصبو إليه أمريكا.
واقتبست الوكالة الصينية الرسمية –في تعليق بثته اليوم الأحد حول خطط واشنطن إنشاء قوة فضائية- جملة شهيرة قالتها شخصية "يودا" في فيلم "حرب النجوم 2" الذي اجتاح شاشات السينما حول العالم من خلال عرضه لحرب خيالية شرسة دارت في الفضاء، وهي: "الحرب لن تصنع شخصا عظيما".
وقالت "شينخوا" "لكن من الواضح أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وإدارته لم يستوعبا هذه العبارة.. فقد أزاح نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس" مؤخرا الستار عن تفاصيل خطط واشنطن لإنشاء قوة فضائية يمكن أن تصبح الفرع السادس من الجيش الأمريكي، قائلا: إن الوقت حان للاستعداد لساحة المعركة المقبلة".
وأضافت أن هذا الإعلان ليس بالأمر المفاجئ، فقد طرح ترامب في يونيو الماضي خطة إنشاء قوة فضائية، قائلا: إن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تحتاج هذه القوة لمعالجة نقاط الضعف في الفضاء، وتأكيد هيمنة الولايات المتحدة في الفضاء، مشيرة إلى أنه بعد شهرين منذ هذا الطرح، ووسط الخلاف الداخلي داخل الكونجرس الأمريكي حول هذه المسألة، يؤكد مرة ثانية في تغريدة له "القوة الفضائية بالتأكيد".
وتعقيبا على ذلك، قالت الخبيرة العسكرية الصينية "لي لي" في مقابلة أجرتها معها شبكة التليفزيون المركزي الصيني، إن إنشاء قوة فضائية ليس بالأمر السهل حيث يحتاج إلى مراحل عديدة حتى يتم الانتهاء منه، مشيرة إلى أن عدد الجنود والضباط المتخصصين في مجال الفضاء بالقوات الأمريكية يقدر بـ30 ألفا في الوقت الحالي وقد يزداد ليصل إلى حوالي 100 ألف، وعلاوة على ذلك، ستحتاج القوة الجديدة إلى هيكل عمل محدد ومفصل.
واعتبرت "شينخوا" أن هذا الإعلان الجديد عن إنشاء قوة فضائية يذكر بـ"خطة حرب النجوم" التي طرحها الرئيس الأمريكي الأسبق "رونالد ريجان" في عام 1983، حيث أشارت تقارير حينها إلى أن الولايات المتحدة كانت تنوي استثمار ما يقدر بـ800 مليار دولار أمريكي بالمجمل لتطوير قواتها الفضائية لمواجهة هجمات صاروخية فضائية وكان من المخطط نشرها بحلول عام 1994 في الفضاء، ولكنها أعلنت إلغاء الخطة في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
وأشارت الوكالة الصينية إلى أن روسيا من جانبها بذلت قصارى جهدها لتطوير نفسها في مواجهة هذه الخطة التي وصفها البعض بـ"الوهمية" وبالهادفة إلى فرض عبء ثقيل على الاقتصاد الروسي بسبب التكلفة الهائلة للعمل على تطوير هذا المجال.
ولفتت إلى أن خطة "حرب النجوم" الأمريكية عادت مرة أخرى إلى الواجهة، ولكن هذه المرة في ظل آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة، حيث صار الفضاء يلعب دورا فعالا في كل مجال من مجالات الحرب الحديثة بعدما أصبحت العديد من التقنيات العسكرية تعتمد على شبكة من المجسات والأقمار الاصطناعية التي تسبح في مدار الأرض.
وتابعت أنه بالإضافة إلى ذلك، نجحت الولايات المتحدة في تطوير أسلحة يمكن أن تطلق من قواعد فضائية، من بينها بعض الأسلحة التي تفوق الخيال مثل (Rods from God)، وهي عصا مصنوعة من معدن التنجستن أو التيتانيوم أو اليورانيوم، تبلغ زنتها عدة أطنان وتستطيع عند إطلاقها من منصة على قمر اصطناعي يدور في الفضاء، إصابة أي هدف على الكرة الأرضية في أي وقت وبقوة مماثلة للقنبلة النووية.
وذكرت "شينخوا" أنه مع سلسلة التحركات المزعجة التي يشهدها النظام العالمي حاليا ومن بينها العقوبات المتعاقبة، التي تفرضها ما وصفتها بـ "مصدرة الأوامر" بتدمير حرية التجارة العالمية على إيران وروسيا وتركيا، كشفت إدارة ترمب عن إدمانها للسلوك الاستفزازي وأيديولوجية الهيمنة، وذلك تحت ذريعة توفير "الأمن التام" للولايات المتحدة في المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية في آن واحد.ولكن الواقع يشير إلى أن الولايات المتحدة ترسم منذ حملة ترمب الانتخابية في مخيلتها صورة "عدو وهمي"، وتصرح علنا الآن بأن خطط إنشاء قوة فضائية تهدف إلى "مواجهة روسيا والصين" بزعم أنهما تعملان "بشكل جاد" لبناء قدرات مضادة للأقمار الاصطناعية.
وأشارت الوكالة إلى أن الصين أكدت في يونيو الماضي على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها "جينج شوانج" أنها تؤيد دائما الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، وأعربت عن معارضتها لتسليح الفضاء الخارجي وإقامة سباق تسلح فيه، أو استخدامه كساحة معركة، انطلاقا من أن "الفضاء الخارجي ملكية مشتركة للبشرية جميعا".
وعادت الوكالة الصينية الرسمية لاقتباس جملة شهيرة أخرى في سلسلة أفلام "حرب النجوم" تقول " إذا لم تتحول، سيتم تدميرك"، وطرحت تساؤلا: مع نمو الطموحات العسكرية الأمريكية، هل سيجد كل فرد على وجه الكرة الأرضية نفسه أمام سيناريوهات "حرب نجوم" حقيقية في الفضاء الهادئ؟.