دعا المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا الدكتور ماتسيديسو مويتي إلى المزيد من الاستثمار وتعزيز التعاون والشراكات من أجل وقف موجة ارتفاع حالات مرض الخلايا المنجلية (فقر الدم المنجلى) في القارة الإفريقية، معتبرا أن الدول الإفريقية وحدها دون الحصول على دعم من الشركاء لن تتمكن من الوصول إلى المعلومات والاتصالات والتعليم والفحص وإدارة الحالات وكذلك البحوث الأساسية في هذا المجال.
وأشار مويتي، في بيان صادر عن المنظمة في جنيف اليوم الأحد، إلى أن مرض الخلايا المنجلية أو فقر الدم المنجلي يؤثر على عدد متزايد من الأشخاص في إفريقيا خاصة، لكنه لا يزال غير معروف لعامة الناس، لافتا إلى أن أكثر من 66% من 120 مليون شخص في العالم مصابون بالمرض هم في إفريقيا، ويمكن أن يسبب المرض الألم الشديد والعدوى التي تهدد الحياة وغيرها من المضاعفات مثل السكتة الدماغية أو فقدان الرؤية، كما يمكن أن يتداخل المرض مع العديد من جوانب حياة المريض بما في ذلك التعليم والعمالة والتنمية النفسية الاجتماعية، منوها بأنه رغم النتائج الكارثية للمرض، إلا أنه لا يحظى بالاهتمام الكافي.
وقال مويتي إن مصادر تمويل مكافحة هذا المرض ووجود الشركاء التقنيين المعنيين ليس كافيا على وجه الخصوص، كما أن عبء الأمراض المرتبطة بالدم يمكن خفضه إلى حد كبير إذا كانت التدابير والتدخلات الوقائية والعلاجية فعالة من حيث التكلفة وتنفذ بطريقة متوازنة ومنسقة.
وألمح إلى أنه في عام 2008، كان وزراء الصحة من منطقة منظمة الصحة العالمية الإفريقية قد اعتمدوا استراتيجية إقليمية لمكافحة مرض الخلايا المنجلية، مشيرا إلى أنه في بعض البلدان التي يكون فيها مرض الخلايا المنجلية من الشواغل الرئيسية للصحة العامة، توجد بالفعل برامج مراقبة لكنها مع ذلك لا تشمل التغطية الوطنية ولا المرافق الأساسية لإدارة المرضى، إضافة إلى أن استخدام اختبار دم بسيط ليس ممارسة شائعة وعادة ما يتم الفحص عند حدوث المضاعفات الشديدة فقط.
وأضاف مويتي أن الاستشارة والوقاية من الأسباب والعدوى هي تدابير بسيطة، لكنها لا يمكن الوصول إليها بسهولة لمعظم المرضى، وأنه نتيجة لذلك، يموت معظم الأطفال المصابين بأشد أشكال المرض قبل بلوغهم سن الخامسة، وعادة بسبب العدوى أو فقر الدم الشديد.