الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مستقبل القوة الأمريكية "3"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتابع المفكر الاستراتيجى جوزيف ناى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد الأمريكية، فى كتاب «مستقبل القوة» الذى نقله إلى العربية أحمد عبدالحميد نافع ومن إصدارات المركز القومى للترجمة لواقع ومستقبل القوة الأمريكية فى القرن الحادى والعشرين بقوله: تتبلور القوة الناعمة لأى بلد بشكل أساسى فى ثلاثة مصادر رئيسية: ثقافتها «حيث تجتذب الآخرين»، وقيمها السياسية «حين تتمسك بأهدافها سواء فى الداخل أو الخارج»، وسياستها الخارجية (حين يراها الآخرون مشروعة وذات سلطة معنوية». وفى بعض السياقات يمكن أن تقدم الثقافة مصدرا مهما للقوة. إن «الثقافة» هى نموذج للسلوك الاجتماعى الذى تنقل به المجموعات المختلفة المعرفة والقيم، وهى توجد على مستويات عديدة. وثمة بعض جوانب عالية للثقافة الإنسانية، بعضها وطني، وبعضها الآخر خاص بطبقات اجتماعية، أو مجموعات صغيرة. والثقافة ليست ثابتة على الإطلاق. وتتداخل الثقافات المتباينة بأساليب مختلفة. ويتطلب الأمر مزيدا من البحث عن الصلة بين الثقافة وسلوك القوة، وعلى سبيل المثال، هل يستطيع الجذب الثقافى الغربى أن يخفف من الدعاوى الإرهابية الحالية فى بعض المجتمعات المسلمة؟.
ففى الصين أثبت العديد من الأفكار الثقافية الأمريكية واليابانية جاذبيته حين يصل عن طريق كوريا الجنوبية. وعلى سبيل المثال، لقد عززت الجامعة الأمريكية فى بيروت على نحو أصيل القوة الناعمة الأمريكية فى لبنان، ولكن الدراسات تثبت أنها فيما بعد عززت القوة الناعمة للبنان فى أمريكا أيضا، وليست الثقافة والقيم والسياسات هى المصادر الوحيدة التى تولد القوة الناعمة. وتستطيع الموارد الاقتصادية أن تولد أيضا سلوك القوة الناعمة والموجعة. إنها يمكن أن تستخدم للجذب إلى جانب القسر. وفى بعض الأحيان، وفى مواقف العالم الواقعى من الصعب أن تميز أى جزء من العلاقات الاقتصادية يتكون من القوة الموجعة، وأيا منها يتكون من القوة الناعمة.
يرى بعض المحللين أن القوة الناعمة فى القرن الحادى والعشرين شكل من الاستعمار الثقافى، ويجادلون فى أن الثقافة الأمريكية قد خلقت حوارا ليبراليا مهيمنا. وتنتظم سياسة العمولة «قتالا شفهيا» بين أنواع السرد المتنافسة. ويجادل أولئك المحللون فى أن قدرة الولايات المتحدة على تأطير سياسات العمولة بعد ١١ سبتمبر هى «حرب عالمية على الإرهاب» قد فتحت باب المجادلات والأعمال فى ظل إطار عمل أمريكي. وإن وصفنا للهيمنة الأمريكية على الاتصالات المعاصرة بأنها قسرية، إنما هو استخدام غريب لكلمة القسر. وكما يرى ستيفن ليوكس فهناك نماذج عقلانية وغير عقلانية يعمل بواسطتها المظهر الثالث للقوة.
إن القيم الأمريكية ليست عالمية فى معناها المطلق، لكن العديد منها يشبه قيم الآخرين فى ظل عصر المعلومات، حيث يريد أكثر الناس المساهمة وحرية التعبير. وحينما يتشارك الناس فى القيم على نطاق واسع يكون بإمكانهم تقديم أساس للقوة الناعمة التى تعمل فى اتجاهات عديدة سواء إلى الولايات المتحدة أو منها. وربما يستفيد الأمريكيون، ولكنهم بالتزامن مع ذلك يجدون أنفسهم مقيدين بالتمسك بقيم يشاركون فيها الآخرين إذا رغبت الولايات المتحدة فى أن تظل لها جاذبيتها. ومع التسليم بالتنوع السياسي، والتقسيم المؤسسى لعلاقات العولمة، فإن من يعتقدون بالهيمنة الأمريكية على الحوار يجدون أنفسهم حيال موقف صعب.
ولاستشراف مسألة القوة الناعمة الأمريكية، فإنه يساعدنا فى ذلك أن ننظر إلى الصين. وليس هناك قصور فى الاهتمام الصينى بفكرة «القوة الناعمة». يرى محلل من سنغافورة «أن القوة الناعمة مسألة محورية فى نظر الاستراتيجية الصينية، تتعلق بحساسيتها للمفاهيم الخارجية». ومنذ أوائل التسعينيات نشرت مئات المقالات والمواد التى يكتبها الدارسون فى جمهورية الصين الشعبية حول القوة الناعمة. وقد دخل هذا المصطلح فى اللغة الرسمية للصين. وفى خطابه المهم أمام المؤتمر القومى السابع عشر للحزب الشيوعى الصينى فى عام ٢٠٠٧، صرح «هو جنتاو» الرئيس السابع عشر أنه يتعين على الحزب الشيوعى الصينى «أن يدعم الثقافة كجزء من القوة الناعمة لبلدنا، وهى عنصر له أهميته المتنامية فى التنافس على القوة الوطنية الشاملة».
لقد كانت للصين دوما ثقافتها الجذابة، ولكنها الآن تدخل فى عالم الثقافة الشعبية العالمية أيضا. ويدرس بالخارج عدد إجمالى يبلغ ١.٤ مليون طالب صينى فيما بين ١٩٧٨ إلى ٢٠٠٨، ومن ٢٠٠٩ كان هناك ٢٢٠ ألف طالب أجنبى مسجل فى الجامعات الصينية. ويتوقع المسئولون الصينيون أن يزيد العدد إلى ٥٠٠ ألف بحلول عام ٢٠٢٠. وقد أقامت الصين مئات عديدة من المعاهد الكونفوشيوسية حول العالم لتعليم لغتها وثقافتها.. وللحديث بقية.
اكتسبت التكنولوجيا موضعًا محوريًا فى الحياة الإنسانية، مما دفع بعض المفكرين إلى تعريف الإنسان بأنه: «كائن تكنولوجي»، بمعنى أن التغير التكنولوجى هو العامل الفيصل فى التطور البشري. وهذا ما عبر عنه «فيكتور فيركيس» المفكر الأمريكى الشهير فى كتابه: «الإنسان التكنولوجي»، حينما قال: «إن ثمة نموذجًا بشريًا جديدًا ألا وهو «الإنسان التكنولوجى» أخذ ينبثق من أحضان المجتمع الصناعى المعاصر
لماذا لا نجد رؤية عامة لإنشاء جراجات علوية ومتعددة الطوابق فى جميع المحافظات بنظام «P.O.T» بدلًا من إنشائها فقط فى القاهرة الكبرى؟ حيث الجراجات الحديثة مخرج حقيقى لحماية المواطنين وأماكن آمنة للسيارات، فضلا عما تحقق من أمان وهدوء للسلم الاجتماعى، فضلا عن تقليل الحوادث وتوفير فرص العمل وإيجاد إيرادات عامة تساعد على التنمية فى المحافظات.
يرى بعض المحللين أن القوة الناعمة فى القرن الحادى والعشرين شكل من الاستعمار الثقافى، ويجادلون فى أن الثقافة الأمريكية قد خلقت حوارا ليبراليا مهيمنا. وتنتظم سياسة العمولة «قتالا شفهيا» بين أنواع السرد المتنافسة. ويجادل أولئك المحللون فى أن قدرة الولايات المتحدة على تأطير سياسات العمولة بعد ١١ سبتمبر هى «حرب عالمية على الإرهاب» قد فتحت باب المجادلات والأعمال فى ظل إطار عمل أمريكي