الخميس 05 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

نبي الجماعة (3)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس تحاملًا على الجماعة أو مرشدها ولكنها الحقيقة، أبى من أبى ورفض من رفض وقِبل من قِبل.
فإنه لا يمكن لعارفٍ بفكر الإخوان وأدبياتهم أن يتجاوز شعور "القداسة" الذي يضفيه أفراد الجماعة على مؤسسها الأول، والنظرة التي ينظرون بها إليه، وأنها ولا شك تتجاوز حدود المعلم والأب والمرشد لتلامس حدود النبي بل تجاوزه أحيانًا لتصل إلى حدود الإله.
لم يكن سعيد حوى– مرشد إخوان سوريا في حينه- ينظر إلى البنا كمحض إمام أو كمجرد ملهمٍ حين قال: "إن نقطة البداية في الثقة المطلقة بالإسلام ترجع إلى الثقة بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم ونقطة البداية في الثقة المطلقة بدعوة الإخوان المسلمين ترجع إلى الثقة بشخص حسن البنا- رحمه الله- ولقد أخذنا هذه الثقة ورضعناها! عمن هم أمثال الجبال في الثقة، منهم شيخنا محمد الحامد- رحمه الله- الذي كان يعتبر حسن البنا مجدد القرون السبعة الماضية، وليس مجددا لقرن واحد"!
ولا يتوقف الأمر هنا فقط عند مقارنة البنا بالنبي محمدٍ– صلى الله عليه وسلم– ولكنه تجاوزه لدرجة المساواة بينهما، فالثقة بشخص البنا هي الثقة بشخص الرسول والثقة بالإسلام تساوي الثقة بالإخوان!!
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه لادعاء العصمة التي أضفاها عليه التلمساني بقوله: وكنت أرى وأسمع وأفكر بعين فضيلته وآذانه وعقله لثقتي المطلقة في صواب كل ما يرى!! وقد يكون في هذا شيء من الخطأ أو إلغاء الشخصية عند بعض الناس، ولكنى كنت معه كالميت بين يدى مغسله، وكنت سعيدا بهذا كل السعادة.
بل و يتجاوز سعيد حوى هذا كله لينسب الإسلام لحسن البنا وليس العكس فيقول: ونقصد بالجماعة المسلمين!ونعتقد أنه لا جماعة كاملة للمسلمين إلا بفكر الأستاذ البنا، وإلا بنظرياته وتوجيهاته.
بل ويعلنها محمود عبد الحليم صراحة وبلا خجلٍ أو "خشى" أن البنا – إي والله البنا– كان تجسيدًا للقرآن على الأرض فيقول و- بئس ما سطرت يداه-: لقد كنت أحار في تصور قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله إنه كان خلقه القرآن، حتى لقيت حسن البنا وصاحبته فبدت الصورة تتضح أمامي!
فحسن البنا في ذهنية أتباعه من المغفلين تجسيد للقرآن على الأرض، وهو معصوم لا يخطئ، ولا إسلام إلا بفكره، وهو من يسمع الإخوان بأذنه ويرون ببصره، بل وثقتهم به تساوي بل تتجاوز ثقتهم بالرسول الأكرم والنبي الأعظم محمد– صلى الله عليه وسلم!
فأي ضلال هذا وأي جماعة هذا التي تترك اتباع النبي الموحى إليه من السماء، والذي صنعه الله على عينه، واصطفاه من خلقه لرسالاته، لاتباع رجلٍ يوحي إليه الشيطان الرجيم ويتلاعب بعقله، وصنعته أجهزة الاستخبارات الغربية على أعينها وتحت رعايتها، واصطفته لغاوية وإضلال المسلمين وتخريب بيوتهم وديارهم؟
لاشك أن المخدوعين كثرٌ وأن المغفلين أكثر ولكننا سنظل نبين ونقاتل ونجاهد في سبيل الحق ما بقي في العمر لحظة وما دام فينا عرق ينبض.
وللحديثِ بقيةٌ إن شاء رب البرية.