الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

قريتي| نكلا العنب.. مقر حكم مصر في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد قرية نكلا العنب التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، من أكبر القرى على مستوى محافظة البحيرة، ويرجع تاريخ تأسيسها في العصرين الروماني واليوناني، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى نيقولا أو نيكولاي وهو "خواجة" يوناني الجنسية وكانت تشتهر بزراعة العنب. 
ومع الفتح الإسلامي لمصر تغير اسم القرية إلى نكلا، وأضاف لها الخديوي عباس حلمي الثاني لفظ العنب للتميز بينها وبين نكلا الجيزة، واتخذ الخديوي من قرية نكلا العنب مركزًا لحكم مصر، حيث أصدرت الفرمانات منها لفترة 6 أشهر.


وتقع نكلا العنب على نهر النيل فرع رشيد، ويبلغ تعداد سكانها نحو 170 ألف نسمة تقريبًا ومساحتها 20 كيلو متر مربع، وهي إحدى مجالس قرى مدينة ومركز إيتاي البارود، حيث تضم 15 تابعًا، ورغم ذلك سقطت من حسابات المحافظين وأعضاء مجلس النواب على مر العصور.
مشاهير قرية نكلا العنب: 
ولد بقرية نكلا العنب، العديد من المشاهير، الذين تولوا العديد من المناصب القيادية أمثال السيخ محمد الغزالي السقا الداعية الإسلامي، والدكتور محمد شلتوت شيخ الأزهر الشريف، والدكتور أحمد جويلي محافظ دمياط والإسماعيلية ووزير التموين الأسبق وأمين عام منظمة الوحدة الاقتصادية العربية السابق، والمهندس حسين دبوس محافظ البحيرة والفيوم الأسبق، والشيخ محمد حامد الفقي مؤسس أنصار السنة المحمدية، والفريق طيار شلبي الحناوي قائد القوات الجوية بحرب الاستنزاف، وأحمد بك دبوس من أوائل أعضاء مجلس الشوري عام 1866، والفنانة القديرة عبلة كامل النمر، والسيد راشد أمين عام اتحاد عمال مصر الأسبق، والدكتورة سونيا دبوس الكاتبة الصحفية بمؤسسة أخبار اليوم، والكاتب الصحفي بسيوني الحلواني مدير تحرير جريدة الجمهورية. 

منشآت قرية نكلا العنب:
تضم قرية نكلا العنب العديد من المنشآت، حيث يوجد بها 35 مسجدًا، 11 مدرسة ما بين ابتدائية وإعدادية وثانوية وتجارية وأزهرية، هذا بالإضافة لوجود مستشفى تكامل قروى، والتي تحولت لوحدة صحة أسرة عقب أحداث ثورة 25 يناير، ومكتب بريد تم إنشاؤه مع مكتب بريد العتبة بالقاهرة وتأمين صحي ووحدة بيطرية.
ويوجد بقرية نكلا العنب، أقدم نقطة شرطة في محافظة البحيرة، حيث كانت مدينة إيتاي البارود، تابعة لقرية نكلا العنب حتى عام 1939، كما يوجد بالقرية محطة معالجة للصرف الصحي، ثالث أقدم مدرسة على مستوى الجمهورية، وهي مدرسة العلوية الإسلامية التي أنشئت عام 1898 وافتتحها الزعيم الراحل مصطفى كامل، ورد عبارته الشهيرة خلال الافتتاح، "من فتح مدرسة فقد أغلق سجنًا". 
السادات يلجأ لنكلا العنب هربًا من البوليس السياسي: 
ولجا الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إلى قرية نكلا العنب للهرب من البوليس السياسي عقب اغتيال أمين عثمان قبل قيام ثورة 23 يوليو 1952، وقطن بها فترة قبل عودته مرة أخرى لمنصبه بالقوات المسلحة، وحظيت نكلا العنب بالزيارة التاريخية للرئيس الراحل محمد أنور السادات في مايو 1979، وألقى خطابًا للشعب المصري من القرية. 

نكلا العنب وزراعة البطاطس:
في بداية الثمانينات من القرن الماضي، اتجه المزارعون بقرية نكلا العنب لزراعة محصول البطاطس المستوردة من دول الاتحاد الأوروبي خاصة العروة الصيفية، حتى أصبحت من أشهر قرى الوطن العربي في زراعة البطاطس عن غيرها من القرى بالمنطقة لوقوع زمامها في طرح النيل والذي ميزها بالتربة الخصبة.
"البوابة نيوز " في "نكلا العنب":
كاميرا "البوابة نيوز"، تجولت في أشهر قري محافظة البحيرة للتعرف على المشاكل التي يعانون منها، ويقول إبراهيم أبو العلا، أحد الأهالي: إن قرية نكلا العنب سقطت من حسابات المسئولين بالمحافظة وكذلك أعضاء مجالس النواب الحالين والسابقين، حيث لم تحصل القرية على خدمات منذ عهد الدكتور أحمد جويلي وزير التموين الأسبق خلال رئاسته للوزارة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي بالحصول على منحة لتوصيل الصرف الصحي للقرية.
وأشار أبو العلا، إلى أن أعضاء مجالس النواب يتوافدون على القرية للحصول على الأصوات الانتخابية وعقب فورهم لا يراهم أحد، لافتًا إلى أن هناك 4 نواب من مدينة إيتاي البارود التي تتبع مجلس قرية نكلا العنب لها هذا بالإضافة لنائب معين من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو الكاتب الروائي يوسف القعيد ابن قرية الضهرية.

وتابع سيد أحمد الحبال، مهندس زراعي، أن قرية نكلا العنب تمتلك مقومات لا تمتلكها بعض المدن والمراكز بدائرة المحافظة بل على مستوى الجمهورية، حيث الموقع الجغرافي للقرية يتوسط مدينتي إيتاي البارود وشبراخيت، هذا بالإضافة لوقوعها على نهر النيل حيث تقابل في الجهة المقابلة قرى محافظة الغربية.
وأوضح "الحبال"، أن مزارعي قرية نكلا العنب يتميزون بالمهارة الفائقة في عمليات الزراعة عن غيرهم من المزراعين بالقرى المجاورة، قائلًا: إن المزراع "النكلاوي" يتعامل مع محصول البطاطس للعروة الصيفية كأنه طبيب يتابع حالة مريضه يوميًا من حيث العناية والاهتمام به بدءًا من إعداد الأراضي لعمليات الزراعة وشراء التقاوي وزراعتها ومتابعة نمو المحصول يوميًا حتى الحصاد في بداية شهر مايو ويمتد حتى نهاية يوليو من كل عام.
وأكد "الحبال"، على أن المزارعين يقعون فريسة للتجار ومستوردي التقاوي من دول الاتحاد الأوروبي بشراء التقاوي بأسعار زهيدة وبيعها للمزارعين بأضعاف مضاعفة، هذا بالإضافة لعدم شراء المحصول في موسم الحصاد مما يدفع الفلاح لبيعه بالسوق المحلي وتكبد خسائر فادحة في ظل ارتفاع تكلفة فدان زراعة محصول البطاطس إلى 40 ألف جنيه.
ويكمل عصام جرادة، مدرس تربية رياضية، أن قرية نكلا العنب أسهمت في العملية التعليمية منذ نهاية القرن التاسع عشر ببناء مدرسة العلوية الإعدادية الإسلامية المشتركة والتي تعد ثالث أقدم مدرسة على مستوى الجمهورية، لتكون منارة العلم والمعرفة بالمحافظة والمحافظات المجاورة، افتتحها الزعيم الراحل مصطفى كامل باشا خلال زيارته للقرية قائلًا عبارته الشهيرة التي وضعت على لافتة المدرسة وما زالت موجودة حتى الآن وهي "من فتح مدرسة فقد أغلق سجنًا".
واستطرد "جرادة"، أن مدرسة العلوية خرجت أجيال من عظماء محافظة البحيرة، مطالبًا بتحويلها لمحتف أثري علمي حيث يعلم أبنائنا قيمة المدرسة ويعرف الخريجين منها من الذين تقلدون مناصب عليا في الدولة.
وأكد نبيل إسماعيل، سائق، أن الطرق والشوارع بالقرية متهالكة ولم يتم رصفها منذ عام 2000، مشيرًا إلى أن الطريق الزراعي المؤدي لمدينة إيتاي البارود لا يصلح للسير عليه نهائيًا، مضيفًا أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات لجأ إلى قرية نكلا العنب للهروب من البوليس السياسي قبل ثورة 23 يوليو 1952، الذي زارها عام 1979 ورغم ذلك لم تلق اهتمامًا من المسئولين، لافتًا إلى أن المستشفى القروى بالقرية الذي تكلف أكثر من 5 ملايين جنيه متوقف، ولا يعمل منذ الانتهاء منه.