لم تسلم صباح مصطفى من ظلم الدنيا، فانهالت عليها المصائب من كل صوب لتقلب حياتها رأسًا على عقب فجأة، دون أن تستعد لها، ولا أن تأمن على ما قد يحدث لها مستقبلًا، فالمصائب تأتى دون استئذان.
توفى زوجها ولم يترك لها منزلا لتعيش فيه، ولا عملا تستند إليه، وبعد مرور سنة تزوجت، ولكن لم يدم الزواج طويلًا، فبعد مذلة وضرب طلقها زوجها الثانى وتركها هى وابنها وحيدة دون أى مصاريف.
فلم تجد لها ملجأً سوى بيع المناديل، لمحاولة تحصيل أى مبلغ يساعدها على العيش، ولكنها لم تستطع فعل هذا فى الصعيد، حيث العادات والتقاليد، فاضطرت صباح للسفر إلى محافظة السويس للسعى وراء رزقها، رغم حالتها الجسدية العليلة، حيث لا تستطيع المشى على قدمها مدة طويلة بعد سقوطها من الدور الثانى، فتحتاج لإجراء عملية جراحية بقيمة عشرة آلاف جنيه، وكل ما تجمعه فى اليوم الواحد ثلاثون جنيه.
مريضة تعيش فى منزل بالإيجار مع أبنائها الخمسة، لا تعرف كيف تسد إيجاره كل شهر ولا كيف تقتصد من «اللاشىء» لإجراء عملية جراحية لقدمها.
