يمثل اليوم الدولي الأول للتراث الثقافي غير المادي فرصة للاحتفال بما يكتنزه العالم من تقاليد وممارسات ثقافية، وهو يسلط الضوء على ضرورة الحفاظ على هذا الإرث.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في تقرير عن تلك المناسبة، إن الرقصات التقليدية المصحوبة بارتداء الأزياء الملونة والطرق القديمة في الزراعة، والموسيقى والقصص الشفهية التي يحبها الأجداد والأحفاد على حدٍّ سواء، كلها جزء من تراثنا الثقافي غير المادي حيث تتناقلها الأجيال وتضفي معنى على حياتنا وتروي قصصنا.
ولكن مع تنامي العولمة، يظهر خطر اختفاء بعض عناصر التراث الثقافي غير المادي، لذلك تعمل اليونسكو مع المجتمعات المحلية من أجل المساعدة على حماية هذا التراث، ولا يقتصر احترام التراث على حمايته الآن، بل يتجاوزه إلى تعريف الأجيال المقبلة به، ما يعني ضمان قدرة الشباب على امتلاك التراث والاعتزاز به وتجديده.
وأضافت اليونسكو إن حماية الثقافة كانت تعني ولمدة طويلة من الزمن حماية الآثار والتماثيل والمواقع ذات الرمزية، ولكن الثقافة تتجاوز القطع الملموسة؛ لذلك وسَّعت اليونسكو مفهومنا للتراث وجمعت المجتمعات المحلية بغية إحداث تحول في السياسات العامة من أجل صون التقاليد والثقافات الحية.
وساعدت اليونسكو في عام 2003 على جمع الدول لكي توقع اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، وأعطت الأولوية إلى إشراك الشباب في المساعدة على توثيق تراثهم والتعرف عليه، ما يفسح المجال أمام نقل هذه الممارسات إلى جيل جديد، وعملت اليونسكو أيضًا على بناء القدرات بهدف تشجيع البلدان والمجتمعات المحلية على الإبقاء على ممارساتها حية، حيث اتخذت اليونسكو لنفسها هدفًا يتمثل في صون هذا التراث الإنساني المتنوع، وزيادة دعم المجتمعات المحلية ونقل الممارسات إلى الأجيال المستقبلية.
واحتفلت اليونسكو في 17 أكتوبر الجاري باليوم العالمي الأول للتراث الثقافي غير المادى، والذى يوافق الذكرى السنوية 21 لاعتماد اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، التي اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو في 17 أكتوبر 2003.