تردد دوي إطلاق أعيرة نارية في جوبا عاصمة جنوب السودان قرابة ساعة اليوم الأحد في حين تعرضت محادثات السلام بين المتمردين والحكومة لمزيد من التأخير في اثيوبيا.
وسمع مراسل لرويترز دوي اطلاق النار قادما من ناحية مقر قيادة قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان الحكومية باتجاه الأطراف الشمالية للمدينة. ولم يتبين الطرف الذي يطلق النار.
ويعصف بجنوب السودان منذ ثلاثة أسابيع قتال تفجر في العاصمة وانتشر سريعا في مناطق اخرى من البلاد. وأودى القتال الذي يدور في كثير من الأحيان على أسس عرقية بحياة ما يزيد على ألف شخص وأدى الى خفض انتاج النفط ودفع بالبلاد الى شفا حرب أهلية.
ورغم الهدوء الذي يعم العاصمة منذ الايام الأولى للقتال فقد اندلعت معركة قصيرة بالأسلحة النارية مساء السبت وتحدث السكان عن توتر متزايد.
وقال انيمو افيكورو الذي يعيش في المنطقة "رأيت شاحنة مكتظة بالجنود تسير على طريق بيلبام. كانوا يغنون. وبعد نحو 20 دقيقة بدأ اطلاق النار وبدأ الناس يركضون باتجاه المدينة."
وتمارس القوى الغربية والاقليمية - التي دعم كثير منها المفاوضات التي أفضت الى انفصال جنوب السودان في 2011 - ضغوطا على الجانبين للتوصل الى اتفاق للسلام خشية ان يزعزع القتال الاستقرار في شرق افريقيا.
ويدور القتال بين قوات حكومة الرئيس سلفا كير والمتمردين الموالين لنائبه السابق ريك مشار.
ويقول الجانبان انهما يريدان السلام وملتزمان من حيث المبدأ بوقف اطلاق النار لكن لم يشر اي منهما الى موعد تنفيذه.
لكن التشكك يسود في جوبا ويشعر كثير من السكان بالتوتر مع انتشار شائعات عن تقدم المتمردين نحو المدينة التي تقع على ضفاف النيل الابيض.
وقال نياثوك خاط (19 عاما)"اخشى على بلدنا في الايام القادمة. السياسيون لا يلقون بالا لمعاناة الناس."
وتفجر قتال ايضا قرب بور عاصمة ولاية جونقلي ذات الاحتياطيات النفطية غير المستغلة.
وعبر وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم الاحد عن تأييده لمحادثات السلام في أديس أبابا وحذر من استغلال أي من الجانبين للقوة لتعزيز مركزه التفاوضي.
وقال للصحفيين خلال زيارة لإسرائيل "المفاوضات ينبغي ان تكون جادة. لا يمكن ان تكون وسيلة للمماطلة لمواصلة القتال ومحاولة كسب ميزة تفاوضية على الارض على حساب شعب جنوب السودان."
وكان من المقرر أن يلتقي مفاوضو الحكومة والمتمردين في أول محادثات مباشرة ايوم الأحد لكن وفد المتمردين ودبلوماسيين غربيين ابلغوا رويترز في وقت متأخر في المساء أنه لن يعقد اجتماع يوم الاحد.
واتهم كير نائبه السابق ببدء القتال للاستيلاء على الحكم وهو ما نفاه مشار لكنه اقر بأنه يقود الجنود الذين يقاتلون الحكومة.
ومن بين العقبات الاساسية مصير المعتقلين السياسيين المتحالفين مع مشار والذين تتهمهم الحكومة بالضلوع في مؤامرة الانقلاب. ويطالب المتمردون بإطلاق سراحهم وهو ما أيدتهم فيه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وقال وزير الاعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي للصحفيين في أديس أبابا "هذه جريمة عقوبتها الاعدام انها قضية خيانة عظمى فهل يتوقع منا باعتبارنا حكومة جنوب السودان أن نحقق فيها في يومين أو ثلاثة؟ هذا امر غير وارد."
وتقرر في بادىء الامر بدء المحادثات في اول يناير كانون الثاني وانقضت عدة مواعيد تالية دون أن تبدأ الأمر الذي بدد الأمل في نهاية سريعة للقتال الذي ادى الى نزوح 200 الف شخص عن ديارهم وتسعى الامم المتحدة جاهدة على وجه السرعة لتزويدهم بالغذاء والمياه النقية والمأوى.
وقال الاعلام السوداني الرسمي ان الرئيس السوداني عمر حسن البشير سيتوجه الى جوبا يوم الاثنين للاجتماع مع كير.
