كنافة العكش.. عشقها أهل الإسكندرية، وعرفها المصريون، حتى الرئيس الأسبق حسنى مبارك كان من أهم زبائنه، ففى سوق «شيديا» بمنطقة الإبراهيمية- إحدى أقدم أسواق الخضراوات والأسماك بالإسكندرية، حيث أقدم محل كنافة على مستوى المحافظة، ويرجع تاريخ إقامته إلى عام ١٩٣٠، أى بلغ ٨٨ سنة، ومحل «العكش»، والذى يتوافد عليه المواطنون من محافظات مصر كافة، لشراء الكنافة والقطايف بالتزامن مع حلول شهر رمضان الكريم.
يقول «حسن العكش»: «إن المحل أقيم منذ ١٩٣٠، ولنا سمعتنا الطيبة ويتوافد علينا المسئولون فى الدولة والأهالى بشكل يومي، ويزداد الإقبال فى شهر رمضان الكريم».
وأضاف: «أبلغ من العمر ٥٥ سنة، وأعمل فى هذه المهنة عندما كان عمرى ١٠ سنوات، وكنت أذهب إلى المدرسة وأرجع إلى المحل»، مشيرًا إلى أنه يعمل فى هذا المجال وهو صناعة الكنافة والقطايف منذ ٤٥ سنة داخل هذا المحل».
وأضاف: «ورثت هذه المهنة أبًا عن جد، وسأورثها لأولادى ليمتد اسم المحل والصنعة، ولكن لهم الحرية فى استكمال المسيرة والعمل بها».
ولفت إلى أن ماكينات «الكنافة» كانت تعمل بالفحم والخشب، ثم أصبحت تعمل بالجاز، ثم بعد ذلك عملت يدوى، ومع مرور الزمن أصبحت آلي، وهذا المكن الآلى موجود منذ حوالى ٣٥ أو ٤٠ سنة فى مصر، وبدأ العمل به فى الثمانينيات».
وعن أبرز الزبائن، قال «العكش»: «إن المحل كان يتوافد عليه فى زمان الخواجات من اليونانيين ثم بعدما هاجروا، بدأ التعامل مع العرب وولاد البلد»، مضيفًا: «كان يتوافد علينا سائقون أو مندوبون للشخصيات التنفيذية فى الدولة سواء محافظين أو شخصيات عامة، فضلًا عن توافد سائقين من الرئاسة، وقت حكم الرئيس الأسبق مبارك، وذلك لشراء الكنافة والقطايف».
وعن الأسعار قال «العكش»: «بالطبع تأثرت الصناعة بسبب الأسعار، لأننا نستخدم عدة خامات منها الزيت والسكر والدقيق، فضلا عن العمالة».
ومن جانبه، قال «كريم العكش»: «أنا خريج آداب آثار، ومنذ الصغر أعمل فى هذه المهنة لأنها شغلتنا، ونحن أقدم ناس فيها بمحافظة الإسكندرية»، مضيفًا: «أنا الجيل الثالث فى المحل بعد جدي، ووالدى وعمي، ونصنع ونبيع الكنافة والقطايف طوال السنة، وليس فى شهر رمضان الكريم فقط، ولكن يزاد الإقبال فى هذا الشهر لارتباطها به».
وأشار إلى «أن وقت الرئيس الأسبق حسنى مبارك كانت تأتى لنا سيارة من الرئاسة تطلب كنافة وقطايف، فضلًا عن عدد من المحافظين منهم عبدالسلام المحجوب وغيره من المسئولين».
وأضاف «كريم العكش»: «لو فى حد مسافر لندن أو أمريكا أو الصين بيأتى لنا لكى يشترى من الكنافة والقطايف، مشيرًا إلى أن عمل المحل ليس مقتصرا على الكنافة والقطائف فقط، بل يصنع الرقاق، وجلاش، وسمبوسك، وبيتزا، وعيش شامي، وقادوسية، وفطير مشلتت».
