تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
«الأولوية للى بيدفع»، كلمات انطلقت كالرصاص، أصابت محمد محمود بالهياج والغضب، وهو الشخص الهادئ دوما والصبور، فقد ظل منتظرًا للوظيفة أكثر من ثمانى سنوات، وعندما جاء عليه الدور فوجئ بعدم وجود اسمه بالكشوف، فسأل عن السبب؟ فكانت الكلمة المدوية، «الأولوية لمن يدفع».
تخرج الشاب محمد محمود، فى كلية الزراعة منذ عام ٢٠١٠، ذهب للتقديم فى الشركة التى كان يعمل بها والده كحال كل الشباب، وظل ينتظر دوره فى القبول، فهو من أبناء العاملين حيث لا مجال لرفضه، مرت سنة.. سنتين.. ثلاث.. وهو ينتظر، إلى أن مرت ثمانى سنوات دون أن يشعر فيها بطعم الرزق، وعندما ذهب للسؤال وجد أن الشركة لم تقبله رغم كونه من أبناء العاملين وقبلت غيره منهم، حيث إن والده خرج من الشركة فى التسعينيات، بينما الآخرون لا يزال آباؤهم فى العمل؛ ثم اكتشف بعد ذلك أن رقمه فى التسلسل ظل يتراجع إلى أن سبقه آخرون قدموا من بعده، وعندما تساءل ليفهم ما يحدث، فوجئ بأحدهم يقول له «الأولوية للى بيدفع»».
لم يعرف وقتها ماذا يفعل أو يقول حين انطلقت تلك الكلمات كالطلقات فى رأسه، دارت به الدنيا وتأرجح توازنه، فهو متزوج ولديه ثلاث فتيات، كيف يقضى احتياجاتهن، فلا عمل ولا مال والغلاء سرطان ينتشر فى جسد الدولة، ويناشد المسؤلين البحث عن حل أو وظيفة.