منذ تولي وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقى، مهام الوزارة في فبراير ٢٠١٧، وإعلانه أنه لديه خطة لتطوير المنظومة التعليمية، هناك ارتباك يحدث بسبب تصريحاته التى يراها البعض صعبة التحقيق على أرض الواقع، وبسبب ذلك تقدم نواب بالبرلمان بأكثر من ١١٠ طلبات إحاطة موجهة له بشأن عدم وضوح هذه الخطة، وصعوبة تنفيذها، نظرًا لعجز الموازنة الخاصة بالوزارة، إلا أن الوزير لم يحضر لمناقشة هذه الطلبات وتوضيح الآليات، إلا قليل جدًا مما أثار غضبهم.
وأسفرت تصريحاته الأخيرة بشأن إلغاء المدارس التجريبية بداية من ٢٠١٩، غضب أولياء الأمور وأعضاء لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب.
وأكد النواب أنه سيتم استدعاء الوزير خلال الأسبوع المقبل، للاستماع إلى رؤيته حول إلغاء هذه المدارس أو تعريبها، مشيرين إلى أن هذه الخطة غير واضحة المعالم، ومن الصعب تنفيذها، نظرًا لعجز الموازنة العامة الخاصة بالوزارة، متسائلين عن أسباب إلغائها رغم أنه من المفترض زيادة عددها، خاصة بعد إثبات نجاحها فى تطوير التعليم.
كان الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، أكد خلال مؤتمر صحفى أول أمس، أنه سيتم إلغاء المدارس التجريبية بدءًا من ٢٠١٩، وذلك بهدف الحفاظ على اللغة الأم «اللغة العربية» وتعزيز انتماء الطالب للوطن، الأمر الذى أحدث حالة من البلبلة وعدم الفهم من جانب أولياء الأمور.
قال النائب مصطفى كمال الدين حسين، عضو اللجنة، إنه سيتم استدعاء وزير التربية والتعليم خلال الأسبوع المقبل، لمعرفة الآليات التى استند عليها فى خطته الجديدة لتطوير المنظومة التعليمية، لافتًا إلى أن هذه الخطة من الصعب تنفيذها على أرض الواقع.
وأوضح «حسين» أن مستوى التعليم بالمدارس التجريبية جيد، ويحظى بثقة أولياء الأمور، مشيرًا إلى أن اقتصار التعليم بها على اللغة العربية فقط، دليل على عدم وعى الوزير بنجاح هذه المدارس فى تطوير التعليم، كما أن هذه المدارس تدرس اللغة العربية والتربية الدينية بإتقان، واصفًا: «خطة الوزير بالسمك لبن تمر هندى، ولم تطور التعليم نهائيًا، بل ستزداد فشلا على يد هذا الوزير».
وتابع عضو اللجنة، أنه سيتم عقد جلسات استماع باستدعاء خبراء التعليم وأولياء الأمور والطلاب، لمناقشتهم فى خطة التطوير، والخروج بتوصيات ومشروع قانون متكامل قابل للتطبيق الفعلى، مؤكدًا أن خطة وزير التعليم مبنية على أحلام صعبة التنفيذ خاصة لعجر الموازنة، وعدم القدرة على بناء مدارس أو زيادة رواتب المعلمين، أو الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة.
واستطرد «حسين» أن تغيير نظام الثانوية العامة يتوقف على قانون التعليم الجديد الذى لم يتم إرساله للبرلمان حتى الآن لمناقشته.
وقالت النائبة رشا إسماعيل، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، إن قرار الوزير الدكتور طارق شوقى بشأن إلغاء المدارس التجريبية، عليه الكثير من علامات الاستفهام، وحق يراد به باطل، قائلة: «الوزير ينسف التعليم ولما بننتقده الناس بتزعل وبيتهمونا بأننا بنحاربه».
وأكدت «إسماعيل»، فى تصريح خاص لـ«البوابة» أنه ليس مقبولًا على الإطلاق غلق هذا النموذج الناجح من المدارس، وكان من الأولى زيادتها بدلًا من غلقها، مضيفة: «الأهالى بيموتوا نفسهم كل عام علشان يدخلوا أولادهم مدارس تجريبى لضمان نظام تعليمى جيد، وبالتالى لمصلحة من غلقها بحجة الحفاظ على اللغة العربية؟».
وأشارت إلى أنه يجب تسيير منظومة التعليم بمبدأ تعظيم اللغات لمواكبة الحضارات المتقدمة، حيث إن اللغة العربية ليست منتجة للعلوم والثقافات، وبالتالى كان من الأحرى الحفاظ على هذا النموذج.
وأكدت أنها ستتقدم بطلب إحاطة لاستدعاء الوزير لحضور اجتماعات اللجنة لمناقشة الأمر، ومن ثم التمسك بضرورة التراجع عنه، لأن البرلمان يهمه الصالح العام.
وفى ذات الصدد، استنكر النائب عبدالرحمن البرعى، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، قرار الوزير طارق شوقى بإلغاء المدارس التجريبية، قائلا: «الوزير بينام ويصحى يطلع قرارات دون علمنا أو اطلاعنا عليها، ولم نعلم من هم مستشاريه الذين يطرحون عليه هذه الرؤى الغريبة، حتى أصبحنا كنواب لجنة تعليم، نعرف القرارات من خلال وسائل الإعلام زينا زى الناس».
وأوضح البرعى، فى تصريح خاص لـ«البوابة» أن مشكلة المدارس التجريبية بدأت منذ عهد الوزير الهلالى الشربينى، حيث كانت المشكلة أن الطالب يدرس ويتلقى العلوم باللغات ويمتحنها بالعربية، الأمر الذى جعل البرلمان يطالب بأن الطالب الذى يدرس بالعربية يمتحن بالعربية، والعكس حتى يتم إنهاء هذه الأزمة.
تأييد عربى لقرار المغرب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران
الرباط: أدلتنا دامغة على دعم طهران لـ«البوليساريو» إيران تفشل فى الرد.. و«حزب الله» ينفى الاتهامات السعودية والإمارات والبحرين: ندعم أمن واستقرار المملكة المغربية
